اقرأ في هذا المقال
تعدّ العلاقات العاطفية جزءًا أساسيًا من حياة الإنسان، وتؤثر بشكل كبير على صحته النفسية والعاطفية، وفيما قد تكون العلاقات العاطفية مصدرًا للسعادة والدعم النفسي، إلا أن بعض الأشخاص قد يستغلون هذه العلاقات لأغراض غير أخلاقية وسلبية، وهنا يأتي دور مفهوم الابتزاز العاطفي الذي يعدّ من السلوكيات الضارة التي قد تؤدي إلى آثار نفسية سلبية على الأشخاص المتعرضين له.
تعريف الابتزاز العاطفي
يُعرّف الابتزاز العاطفي بأنه سلوك مسيطر يُظهِره شخصٌ في إطار علاقة عاطفية أو إنسانية بطرق تُخلق من خلالها ضغوطًا وتهديدات عاطفية، بهدف السيطرة على الطرف الآخر والتلاعب به.
وتُستخدم هذه الأساليب السلبية لتحقيق أهداف شخصية على حساب مشاعر ورغبات الطرف الآخر، وقد تأخذ أشكالًا مختلفة، مثل الإهانة المستمرة، الانتقاد العنيف، الانفصال العاطفي، الابتعاد المتعمّد، تهديد بالفراق، وغيرها من التصرفات القاسية التي تُفرض على الشخص الآخر.
الأنماط الشائعة للابتزاز العاطفي
- السيطرة العاطفية: تكون إحدى الأطراف هي المسيطرة بشكل كامل على العلاقة وتفرض إرادتها على الشريك الآخر، مما يقيّد حريته واختياراته.
- الإهانة والإهمال: يستخدم الشخص الابتزاز العاطفي لإيذاء الطرف الآخر عن طريق الإهانة، الانتقاد الدائم، أو تجاهله تمامًا.
- التهديد بالانفصال: يستخدم الشخص وعود الفراق أو التهديد بالترك للحصول على ما يريد من الشريك.
- العزل العاطفي: يمتنع الشخص المبتز عاطفيًا عن الطرف الآخر، مما يخلق شعورًا بالانكسار والوحدة لديه.
آثار الابتزاز العاطفي على الأشخاص المتأثرين
تترتب على الابتزاز العاطفي آثارٌ سلبية كبيرة على الأشخاص المتعرضين له، فقد يؤدي الابتزاز العاطفي إلى:
- انخفاض التقدير الذاتي: حيث يشعر الشخص المستهدف بأنه غير قيم وغير مرغوب فيه.
- الشعور بالقلق والاكتئاب: نتيجة الضغوط العاطفية المستمرة والانكسار الناجم عن التلاعب العاطفي.
- اضطرابات عاطفية وعقلية: قد تظهر مشاكل في التعامل مع المشاعر والتحكم بها بشكل سليم.
- الانعزالية وانهيار العلاقات الاجتماعية: نتيجة الخوف من التعرض للإصابة بالجروح العاطفية مرة أخرى.
في النهاية يعد الابتزاز العاطفي ظاهرة سلبية تستدعي التوعية والتصدي لها، يجب على الأفراد أن يتعلموا كيفية التعامل مع مثل هذه السلوكيات الضارة والبحث عن الدعم والمساعدة اللازمة للخروج من هذا الوضع السيء، كما يجب أن يكون هناك توعية مجتمعية.