اقرأ في هذا المقال
- مفهوم الاستغلال العاطفي في علم النفس
- تحديد المفاهيم في الاستغلال العاطفي في علم النفس
- الطبيعة السلوكية للاستغلال العاطفي في علم النفس
- تكرار الاستغلال العاطفي في علم النفس
يعتبر مفهوم الاستغلال العاطفي في علم النفس نمط من السلوك الإنساني يقوم فيه شخص ما عن عمد وبشكل متكرر بتعريض شخص آخر لأفعال غير جسدية تضر بالأداء السلوكي والعاطفي والصحة النفسية والعقلية بشكل عام، وقد تم تحديد مجموعة متنوعة من الأشكال التي قد يتخذها الاستغلال العاطفي بما في ذلك الإساءة اللفظية والتخويف والترويع.
مفهوم الاستغلال العاطفي في علم النفس
في حين أن العنف الجسدي يحظى باهتمام الرأي العام فإن العدوان غير الجسدي هو الذي يسيطر على مكان العمل ويؤدي إلى ضرر ملحوظ لعدد أكبر من الناس، يعتبر الاستغلال العاطفي هو أحد الأشكال السيئة لهذا العدوان، ومن الواضح بشكل مؤلم أن هذه السلوكيات غير الجسدية يمكن أن تكون ضارة برفاهية الفرد النفسية، على الرغم من اختلاف درجة التعرض إلا أن الأشكال غير الجسدية للسلوك المعادي هي موثقة على أنها حقيقية ومضرة وجزء من الخبرة العملية للعديد من الأشخاص.
من المهم لفت الانتباه إلى قابلية تعريف الاستغلال العاطفي للمقارنة لثلاثة أسباب على الأقل تتمثل في أنه من المفيد أن المشرعين والعلماء قد توصلوا بشكل مستقل إلى استنتاجات مماثلة في ملاحظاتهم حول الظاهرة، ويشير هذا إلى أن هناك خيطًا مشتركًا لهذه المشكلة واضحًا بدرجة كافية ليتم دعمه بشكل مستقل، وتوفر وجهة النظر المشتركة أرضًا خصبة لتطوير فهم المشكلة والتعامل معها في نهاية المطاف، وهذا يعني أن المنهج التجريبي في مجال الاستغلال العاطفي قد يصبح مفيدًا في توجيه أولئك الذين يسعون إلى فهم سبب المشكلة.
تحديد المفاهيم في الاستغلال العاطفي في علم النفس
يتطور فهمنا لطبيعة وعمليات وآثار الاستغلال العاطفي فحاليًا هناك الكثير لنتعلمه عن العمليات التي تحدث بها الآثار السلبية أو كيف يتم تصنيف السلوكيات التي يتم اختبارها على أنها مسيئة، على سبيل المثال ما الذي يجعل السلوك مسيئًا في سياقات عمل معينة وليس في سياقات أخرى؟ هل تكفي مرة واحدة أم يجب أن تحدث باستمرار؟ هل يجب على الشخص أن ينقلها على أنها غير مرحب بها ليتم اعتبارها مضايقة نفسية؟ هل يجب أن تكون نية الأذى حاضرة حتى يتم تفسيرها واختبارها على أنها مضايقة؟ هذه ليست سوى بعض الأسئلة التي بدأ البحث في تقديم إجابات عنها.
يتم مقارنة التعريفات المقدمة في تشريعات الاستغلال العاطفي وأدبيات الإساءة العاطفية بعد توضيح التداخل الواضح بين هذه التعريفات الأساسية، حيث يتم تعميق التحليل من خلال النظر في الأبعاد الحرجة التي تم على أساسها تصور الاستغلال العاطفي، حيث يقدم البحث النفسي رؤى لأولئك الذين يسعون إلى فهم أو وضوح أفضل للقضايا المتعلقة بالاستغلال العاطفي لكنه يشير أيضًا إلى المجالات التي يوجد فيها نقص في المعرفة الراسخة ودعوة لمزيد من المناقشة والبحث.
بالاعتماد على تعريف أولي إلى الاستغلال العاطفي على أنها السلوكيات اللفظية وغير اللفظية العدائية المتكررة الموجهة إلى شخص واحد أو أكثر على مدى فترة زمنية بحيث يتأثر إحساس الهدف بذاته كعامل كفء وشخص بشكل سلبي، يركز هذا التعريف على فكرة العِداء المستمر من خلال العمل المتكرر على مدى فترة من الزمن مع عواقب سلبية في نهاية المطاف.
هذه الظاهرة تشبه إلى حد بعيد تلك التي يتناولها التشريع من القانون على أن المضايقة النفسية تعني أي سلوك كيد في شكل سلوك متكرر وعدائي أو غير مرغوب فيه أو تعليقات لفظية أو أفعال أو إيماءات تمس كرامة الفرد أو سلامته النفسية أو الجسدية وينتج عنه بيئة عمل ضارة للفرد، حيث يختلف التشريع عن استمرار سمة الإساءة العاطفية عندما يشير إلى أن حدوث حالة خطيرة واحدة لمثل هذا السلوك له تأثير ضار دائم على الفرد قد تشكل أيضًا مضايقات نفسية.
الطبيعة السلوكية للاستغلال العاطفي في علم النفس
يتعلق البعد الأول للاستغلال العاطفي بخصائصه السلوكية، حيث أن الاستبعاد الرئيسي من تعريف الاستغلال العاطفي هو السلوك الإنساني الذي يتضمن السلوك الموجه إلى الأصول العرقية للفرد فالتحدي الذي يطرحه هذا التشريع هو أنه يتضمن أكثر من تعريف واحد في الأدبيات السلوكية، لذلك قد يتحدث علماء النفس عن مفاهيم مقيدة أكثر مما يقصده واضعو التشريع في تعريفهم وينبغي تحذير أي مقارنات على هذا النحو.
قام بعض الباحثين في علم النفس بتعريف بنية محددة داخل هذا الفضاء الكلي لمفهوم الاستغلال العاطفي ودرسوها على وجه التحديد، على سبيل المثال مفاهيم مثل الفظاظة والتقويض الاجتماعي والعدوانية والإشراف التعسفي و اعتداء لفظي، وهي من بين العديد من المفاهيم المقترحة التي عند الفحص الدقيق هي جزء من الاستغلال العاطفي أو المضايقة النفسية بشكل أساسي لقد درسوا جميعًا المفاهيم الفرعية وأظهروا عمومًا أنماطًا سلبية متشابهة للتأثيرات إذا كان السلوك ثابتًا في تجربة الفرد في العمل.
على هذا النحو أصبحت الحجج الناشئة عن هذا البعد واضحة للباحثين عن الاستغلال العاطفي ولديها بعض الأفكار المحددة للممارسة، يبدو أنه على الرغم من السلوكيات المحددة التي تمت تجربتها فإن ما يبدو أكثر تنبؤًا بالتأثيرات التي لاحظها العديد من الباحثين هو عوامل أخرى مثل ما إذا كان متكررًا، أو يُنظر إليه على أنه مقصود أو يمكن التحكم فيه، ومن يشارك في السلوك.
يبدو أن هذه الجوانب وغيرها من الإساءة والاستغلال العاطفي اعتبارات مهمة في فهم المشكلة وسوف تحظى باهتمامنا في الأقسام التي ستتبعها، وتتوافق هذه الملاحظة مع القصد الواضح للتشريع ويبدو التشريع أقل انشغالًا بطبيعة السلوكيات في التصريح بأن أيًا منها يمكن أن يكون السلوك الكريه مضايقة نفسية.
مع ذلك من الواضح أن بعض السلوكيات المحددة يمكن أن تشكل بطبيعتها المتطرفة أو الخطيرة سببًا كافيًا ليتم تصنيفها على أنها مضايقة نفسية، فما إذا كان فعل واحد مهما كان شائنًا يشكل استغلال عاطفي هو شيء لم تتناوله الأبحاث حول الاستغلال العاطفي بشكل كافٍ.
تكرار الاستغلال العاطفي في علم النفس
البعد الثاني المهم في الاستغلال العاطفي هو فكرة أن السلوكيات المسيئة منمقة أو متكررة، عادة ما يتم تفسير النمط على أنه يعني أن السلوكيات التي تتكرر بمرور الوقت مسيئة حتى وقت قريب، حيث افترضت معظم الأبحاث بدلاً من التقييم المباشر أن السلوك المتكرر عامل مهم في تحديد الاستغلال العاطفي في علم النفس.
أظهر الباحثين في علم النفس أن أولئك الذين تعرضوا لعداء مستمر على الأقل أسبوعياً لمدة عام أظهروا أضراراً أكبر من أولئك الذين تعرضوا للعداء في كثير من الأحيان، والسؤال هو ما إذا كان هذا المثابرة يؤدي مباشرة إلى الأذى أو ما إذا كان يعمل من خلال إدراك الفرد أن السلوك متعمد، والأمر الذي له آثار على كيفية استجابته للعدوان، ففي الواقع ارتبطت النية المتصورة بإلحاق الأذى بآثار سلبية أكبر.
مع ذلك يمكن أن يكون السلوك المتكرر معيارًا غامضًا في حد ذاته في الاستغلال العاطفي، فعندما نفحص الأبعاد الأخرى سنلاحظ كيف يجب تفسير النمط في سياق أكبر أن حدثًا خطيرًا واحدًا يمكن أن يكون سببًا للاستغلال العاطفي، أو كما ذكرنا بالفعل المضايقة النفسية، ومع ذلك كما هو مذكور في تعريف الاستغلال العاطفي يبدو أن هناك اعترافًا صريحًا بأن الأعمال العدائية المتكررة هي التي يطلق عليها الاستغلال العاطفي.