مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي:

يشير مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي إلى المعلومات أو الحجج الجديدة المقدمة في مناقشة جماعية والتي تغير مواقف أعضاء المجموعة أو معتقداتهم أو سلوكهم بشكل مباشر أو غير مباشر، بحيث تكون هذه المعلومات أو الحجج ذات طابع جديد غير مسبق، حيث أنه من المحتمل أن يكون التأثير المعلوماتي أقوى عندما يكون الشخص غير متأكد من التفسير الصحيح للواقع أو السلوك الإيجابي الصحيح في سياق معين، وبالتالي يتطلع إلى أعضاء المجموعة الآخرين للحصول على التوجيه.

تاريخ واستخدام مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي:

تم اقتراح مفهوم التأثير المعلوماتي في الأصل من قبل مورتون دويتش وهارولد جيرارد، اللذين كانا يحاولان فهم سبب ميل أعضاء المجموعة الذين يتبنون وجهة نظر الأقلية إلى تبني رأي أغلبية المجموعة الخاصة بهدف سلوكي أو نفسي محدد، حيث أنهم قد جادلوا بأن هناك طريقتين يمكن للمجموعات أن تؤثر فيهما على الأفراد، ومنها سعى دويتش وجيرارد إلى توضيح البحث النفسي السابق الذي فشل في التمييز بين هاتين الطريقتين وأنواع الدوافع الإنسانية ذات الصلة التي قد يكون لدى الأشخاص للتوافق مع أغلبية أعضاء المجموعة.

أنواع الدوافع الإنسانية في مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي:

تعتبر أحد الدوافع الإنسانية في مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي هو الرغبة في الحصول على رؤية دقيقة وصحيحة للواقع عندما تقدم أغلبية المجموعة معلومات لشخص ما عن الواقع الذي لا يتوافق مع وجهة نظر ذلك الشخص نفسه، فقد يغير الشخص وجهة نظره لتكون صحيحة، بحيث يمكن القول إن هذا التغيير ناتج عن تأثير إعلامي.

الدافع الثاني في مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي هو الرغبة في أن يكون الفرد محبوبًا من قبل المجموعة، وهنا يحدث التأثير عندما يغير الشخص موقفًا أو معتقدًا أو سلوكًا أو ظرفاً ليكون أكثر تشابهًا مع موقف المجموعة أو معتقدها أو سلوكها أو الأهداف المشتركة الذي تقبله تلك المجموعة، وغالبًا ما يُطلق على هذا الشكل الثاني من تأثير المجموعة التأثير المعياري لأن الفرد يتبع معيار المجموعة، وهو ما تعتقد المجموعة أنه يجب على الفرد فعله أو بغض النظر عما إذا كان يعكس مواقف هذا الفرد أو معتقداته.

آثار مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي:

تم إثبات آثار مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي بوضوح في البحث النفسي الاجتماعي في المنهج التجريبي، حيث أنه يمكن تعريف التفسير الرئيسي لهذه التأثيرات المعلوماتية باسم نظرية الحجج المقنعة، والتي تنص على أن الحجة أو المعلومات المقنعة التي تستخدمها الأغلبية للتأثير على الشخص يجب أن ينظر إليها الشخص على أنها جديدة أي أنها جديدة على الشخص وصالحة بشكل سليم.

غالبًا ما تم فحص مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي في سياق اتخاذ القرار الجماعي أو صنع القرار التجريبي، على سبيل المثال يمكن تقسيم هيئة المحلفين على ذنب أو براءة المدعى عليه في العديد من المحاكم القضائية، بحيث ستحاول أغلبية المجموعة إقناع أعضاء الأقلية بتغيير أصواتهم لتتناسب مع تصويت الأغلبية أي الاشتراك والتفاعل في الوصول لهدف ورغبات محددة.

حيث ستكون الأغلبية أكثر قدرة على ممارسة تأثير إعلامي على الأقلية إذا قدمت حججًا جديدة ترى الأقلية أنها صحيحة أو صحيحة في مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي، بالتالي فإن مجرد ذكر نفس الحجج القديمة مرارًا وتكرارًا أو تقديم الحجج التي تعتبرها الأقلية غير صحيحة ومعروفة ومتداولة بين الماضي والحاضر لن ينتج عنها عادة تأثير إعلامي.

إحدى القضايا التي أثيرت فيما يتعلق بمفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي هي ما إذا كان يختلف حقًا عن التأثير المعياري، حيث يتلخص السؤال في الكيفية التي يقرر بها الناس ما إذا كانت المعلومات أو الحجة التي تقدمها أغلبية المجموعة المصممة للتأثير على الأقلية صحيحة بحد ذاتها.

قررت أغلبية المجموعة بالفعل أن المعلومات أو الحجة صحيحة وتتوقع موافقة الأقلية؛ وذلك نظرًا لأن المعلومات التي قدمتها الأغلبية تمثل أيضًا ما تريد الأقلية قبوله، فإن هذه المعلومات تعمل كقاعدة جماعية في مفهوم التأثير المعلوماتي في علم النفس الاجتماعي، حيث أن التأثير الناجم عن هذا المعيار المعلوماتي يعكس كلا من التأثير المعلوماتي والمعياري.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: