مفهوم التسمية الملطفة في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يمكن أن تتخذ التعبيرات الملطفة أو التسمية الملطفة أشكالًا مختلفة، لكنها تتضمن جميعها استبدال كلمة أو عبارة تعتبر أقل هجومًا من غيرها، وقد يُنظر إلى الكلمة المستبدلة على سبيل المثال على أنها اختيار أقل فظاظة، أو قد تحل محل كلمة يُنظر إليها على أنها إهانة لشخصية معينة، وقد تتكون التسمية الملطفة أيضًا من عبارة تليين غير مباشرة يتم استبدالها بالتسمية المباشرة لشيء غير مستساغ.

مفهوم التسمية الملطفة في علم النفس

يعتبر مفهوم التسمية الملطفة في علم النفس هو أسلوب لغوي مناسب يستخدمه الناس متابعة في التواصل الاجتماعي من أجل الوصول إلى تأثير الاتصال المثالي، حيث يمكن استخدام أسلوب مفهوم التسمية الملطفة في علم النفس في العديد من المواضيع وخاصة المواضيع الحساسة أو المحرجة في كل مرحلة وفي كل ثقافة، حيث يتم استخدام التسمية الملطفة على نطاق واسع.

وبالتالي فإن إنشاء واستخدام مفهوم التسمية الملطفة في علم النفس أمر شائع وظاهرة في لغة الإنسان؛ لأن التسمية الملطفة هي من الأساليب التي تُستخدم في مجتمع معين وتتأثر بالعوامل الاجتماعية الثقافية، وبالتالي فهي تتميز بسمات ثقافية اجتماعية، وكظاهرة لغوية خاصة لا تشمل التسمية الملطفة تلك التعبيرات الملطفة فقط مثل أن يكون العضو مقبول من قبل أعضاء المجموعة، ولكنه يتضمن أيضًا أسلوب التواصل الملطف الذي يتبناه الناس بيئة محددة.

استخدام التسمية الملطفة يختلف مع الجنس والعمر والوضع الاجتماعي والمهنة وما إلى ذلك، من الأعضاء الاجتماعيين والتسمية الملطفة تغطي جوانب مختلفة من الثقافة الاجتماعية، بما في ذلك الأعراف الاجتماعية والتقليدية والأخلاق والقيم الاجتماعية وما إلى ذلك، والتي يُظهر أن التسمية الملطفة متجذر بعمق في الثقافة الاجتماعية، هو أنه من المستحيل أن يكون لدينا فهم عميق للغة دون الرجوع إلى الثقافة الاجتماعية.

تعتبر التسمية الملطفة مشتقة من كلمة يونانية تعني التحدث بإيجابية، أو حسن الكلام، يتم تعريفه في علم النفس المعاصر كاستخدام اسم مبهج وأقل مباشرة لشيء يعتقد أنه غير سار، ويعرّف التسمية الملطفة على أنها استبدال كلمة معتدلة أو غامضة أو تعبير ملتوٍ لكلمة قاسية أو مباشرة، وبالتالي استبدال التعبير بشكل إيجابي، على الرغم من اختلاف هذه التعريفات قليلاً تعكس جميعها ظاهرة واحدة، أي أن هناك بعض الأشياء في حياتنا لا ينبغي ذكرها بصراحة أو صدق.

هناك أوقات يكون فيها من الضروري حتى من الحكمة، عدم تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، ولكن استخدام بعض الأسماء التي تبدو أفضل، ومنها تدل التسمية الملطفة على أنها تعبير خفيف أو غامض يستبدل باعتقاد المرء أنه قاسي جدًا أو مباشر، واستخدام كلمة ممتعة أو معتدلة أو كلمات أو عبارات غير مباشرة بدلاً من الكلمات أو العبارات الأكثر دقة، حيث تستخدم التسمية الملطفة للإشارة إلى نمط من التعبير وهو معتدل وغامض ومهذب يستخدم للدلالة على شيء مزعج.

لكن لماذا لا يرغب الناس في قول شيء ما أو التعبير عنه صراحة؟ في الواقع الكلمات نفسها لا معنى لها والأصوات والأشكال حيث أن الارتباطات المتراكمة بالأشياء والأفكار الحقيقية التي تثيرها الكلمات هي التي تعطيها المعنى، وعندما يتم إرفاق كلمة بعناصر نفسية غير سارة، يحاول الناس العثور على كلمة ملونة لتجنبها حقيقة غير سارة، لذلك من الطبيعي أن تظهر العبارات الملطفة وتستخدم لتخفيف هجوم أو تعبير غير سار.

أسباب نفسية في التسمية الملطفة في علم النفس

هناك حاجة لاستعمال التسمية الملطفة في علم النفس وأول دليل على هذه الحاجة هو قائمة المواضيع المحظورة التي تسود في المجتمع المعاصر، وهناك العديد من الموضوعات الاجتماعية المعترف بها على أنها غير مريحة وتتطلب رعاية خاصة في محادثة أو خطاب، حيث أن المتحدث الفردي يبدو كوسيلة للتعامل مع الانزعاج الذي يثيرونه غيره، ومنها تظهر التسمية الملطفة في هذا السياق كوسيلة للتعامل سواء مع الأشخاص أو المشاعر التي يسببونها.

وبالتالي فإن السبب الأول في التسمية الملطفة هو سبب نفسي أو طبيعة معبرة، ويعود إلى الأصيل في سلبية بعض العناصر والكلمات المستخدمة للتسمية معهم، ومع ذلك فإن هذه التسمية العاطفية ليست فردية أو غير موضوعية بل ناتجة عن اجتماع اجتماعي تقليدي حكم؛ لهذا السبب فرديًا على الموضوعات السلبية الضارة، ولكن عندما يكون المتحدث لا يتفاعل فقط مضطرًا لذكرها في محادثة أو خطاب، يأخذ مستمع له في الاعتبار كذلك، لهذا الغرض يختار تعبيرًا ملطفًا، وهو وسيلة مقبولة تقليديًا عند ذكر موضوع ملحوظ عاطفياً.

ترتبط التسمية الملطفة ارتباطا جوهريا بهذا النفسية والعاطفية الدافع للتعبير الملطف هو الاهتمام بالوجه ففي كل الوقت الذي نفتح فيه أفواهنا، علينا أن نفكر فيما إذا كان الكلام الصادر لا يؤذينا نفسياً ولا يكون هناك ندم في المستقبل من جميع الجهات وسلامة عواطفنا من الإحباط.

التسمية الملطفة في حياتنا اليومية في علم النفس

الكلمات الملطفة كانت ولا تزال مستخدمة على نطاق واسع في حياتنا اليومية، ففي الثقافات المختلفة الأشياء المتعلقة بالعلاقات الشخصية والعلاقات الاجتماعية سواء السلوك السلبي أو الكلام الضار بالغير، عادة ما يتم استبدالها بعبارات لنفس الهدف ولكن بكلمات وسلوكيات لطيفة إيجابية غير ضارة، فيعتر كبار السن عادة حساسين تجاه الشيخوخة والموت، وقد يستخدم الناس كلمة كبار السن أو ذوي الخبرة والتجربة لوصف حالتهم الجسدية.

تستخدم التسمية الملطفة في مختلف الأجناس ففي الوقت الحاضر مع تطور المجتمع، أصبح وضع المرأة الاجتماعي والأسري أعلى وأعلى، والكلمات المتعلقة بالوضع المهني للمرأة إلى حد كبير، وهناك الكثير من التعبيرات والتسميات الملطفة كانت ولا تزال مستخدمة في حياتنا اليومية، حيث أن هذا ساعد الناس على استخدام التسمية الملطفة في حياتنا اليومية.

تستخدم التسمية الملطفة مع مختلف الناس من الحالة الاجتماعية فبشكل عام كانت هناك ثلاث فئات من المواطنين العاديين بين السكان، وهي الطبقة العليا والمتوسطة والطبقات الدنيا، وساعد كل فصل في استخدام التسمية الملطفة على التوالي.

يستخدم التسمية الملطفة من وجهة نظر نفسية في العصور القديمة؛ فالتلطيف هو انعكاس لعلم النفس الاجتماعي للناس، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتنمية المجتمع، وفي في العصور القديمة عندما كان الناس غير متحضرين وغير متعلمين، لم يتمكنوا من تفسير الأحداث الغريبة مثل الزلازل وخسوف الشمس والقمر وموت الناس وما إلى ذلك، لذلك اخترع الناس ما يسمى بالكلمات الأنيقة.

إذا كانت التسمية الملطفة تفي بوظيفة الإخفاء فهناك حقيقة أو موضوع الذي تم إخفاؤه عمداً أو تركه خارج تفاعل الفرد مع غيره، حيث يأخذ مفهوم التسمية الملطفة هذا القرار بعين الاعتبار، فعند النظر لعوامل أخرى مثل حقيقة وجود مواضيع اجتماعية وثقافية متنوعة مثل السلوكيات التقليدية السلبية فيجب التعريض عنها بالتعبيرات الملطفة من الناحية اللغوية؛ وذلك لتجنب جانب معين من كلمة أو مفهوم، والتي يمكن أن تنتهك القواعد المعمول بها.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: