مفهوم عمليات الاستقطاب في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


مفهوم عمليات الاستقطاب في علم النفس:

مفهوم عمليات الاستقطاب في علم النفس: مثل القطب الشمالي والقطب الجنوبي أو الأطراف المتقابلة للمغناطيس، تمثل الأقطاب نقاط نهاية متطرفة، ويشير الاستقطاب إلى الحركة نحو هذين المتطرفين، من الناحية النفسية تصف عمليات الاستقطاب الحركة في آراء الأفراد نحو التطرفين المعاكسين.

على سبيل المثال وجود جماعة من الأفراد تضم مؤيدين معتدلين ومعارضين معتدلين للعلاقة بين الصحة النفسية والاضطرابات النفسية، وتخيل أنهم يشاركون في مناقشة هذه القضية، تخيلوا كذلك أن كل جانب يصبح بعد ذلك أكثر تطرفاً في دعمه أو معارضته للعلاقة، يقال إن هذه الحركة إلى مواقع أكثر تطرفًا تعكس الاستقطاب لأن كل جانب قد انتقل إلى قطب أو نقطة نهاية أكثر تطرفًا في السلسلة المتصلة.

مفهوم عمليات الاستقطاب في علم النفس الاجتماعي:

في علم النفس الاجتماعي، تمت دراسة عمليات الاستقطاب في ثلاثة مجالات تتمثل في صنع أو اتخاذ القرار الجماعي والمواقف والتصور بين المجموعات، حيث يمكننا توضيحها بشكل مفصل أكثر من خلال ما يلي:

1- مجال صنع أو اتخاذ القرار الجماعي:

ابتداءً من الستينيات أصبح الباحثين مهتمين بكيفية تأثر الأحكام الفردية بمناقشة المجموعة، حيث أنه قد تقدم دراسة نموذجية للأفراد عددًا من المشكلات والأزمات، تُعرف باسم معضلات الاختيار والقرار، حيث كانت المهمة هي الإشارة إلى تفضيل أحد الحلول الممكنة لكل مشكلة مقترحة أو موجودة بالأصل.

على سبيل المثال، يُطلب من المشاركين في البحث النفسي المحدد تحديد الحد الأدنى من احتمالية بقاء شركة جديدة على قيد الحياة قبل أن يقبل الموظف المحتمل منصبًا في الشركة بدلاً من الاحتفاظ بوظيفة موجودة بالأصل، حيث أنه في التصميم النموذجي، يشير المشاركين إلى ردودهم بشكل فردي ثم ينخرطون في محادثة حول المشكلة مع أعضاء آخرين في المجموعة، مما سيتطلب من القائم عليها أن يطلب من المجموعة إصدار قرارها المشترك بالإجماع وبعد ذلك سيُطلب من كل عضو الإشارة مرة أخرى إلى رده الشخصي.

أشارت الأبحاث اللاحقة إلى أن طبيعة المعضلة المعينة تحدد ما إذا كانت المجموعات ستنتهي بتفضيل مخاطر أكبر من أعضائها العاديين أو بدلاً من ذلك تفضل المزيد من الحذر بالنسبة لبعض بنود معضلة الاختيار على سبيل المثال، بعد مناقشة المجموعة، فإن الأفراد الذين أعربوا سابقًا عن تأييد معتدل للخيار الآمن سينتهي بهم الأمر بتأييد خيار أكثر أمانًا.

بناءً على ذلك بدلاً من التحول الخطير، أصبحت الظاهرة تُعرف باسم استقطاب المجموعة؛ وذلك لأن المجموعات تميل إلى تحريك الأعضاء الأفراد لتبني مواقف كانت إلى حد ما أكثر تطرفًا من مواقفهم الأولية، فإذا كانت تلك المواقف الأولية تفضل المخاطرة، فإن المجموعات ستحث على تأييد أكبر للمخاطر وإذا تم تفضيل خيار آمن بدلاً من ذلك فسيكون ذلك أكثر تفضيلاً.

2- مجال المواقف:

المجال الثاني الذي تمت فيه دراسة عمليات الاستقطاب هو مجال المواقف، بدءًا من السبعينيات أظهر البحث النفسي حول استقطاب المواقف أن الأشخاص الذين طُلب منهم التفكير بعناية في موقف معين يتبنونه انتهى بهم الأمر إلى تبني نسخة أكثر تطرفًا من هذا الموقف.

اقترحت الأبحاث ذات الصلة أن المواقف يمكن أن تصبح أكثر استقطابًا نتيجة للبحث المتحيز عن أدلة تدعم الموقف الأولي على سبيل المثال في إحدى الدراسات النفسية، تعرض المعارضين والمؤيدين لعقوبة الإعدام لحجج مكتوبة أيدت ودحضت بعض التبريرات التقليدية لعقوبة الإعدام.

بعد تعرضهم لمثل هذه الأدلة المختلطة، أصبح هؤلاء المتطرفين أكثر اقتناعًا بصحة موقفهم الأولي يبدو أن هذا الاستقطاب في المواقف الأولية يحدث لأن المشاركين انخرطوا في تفسير متحيز للأدلة ذات الصلة بالموقف، وقبولهم بشكل غير نقدي للمعلومات التي تدعم مواقفهم الأولية بينما يخضعون لمعلومات تدقيق قاسية تتعارض مع مواقفهم الأولية، وهي ظاهرة وُصفت بالاستيعاب المتحيز.

3- مجال التصور بين المجموعات:

يتضمن المجال الأخير الذي تمت فيه دراسة عمليات الاستقطاب الإدراك بين المجموعات في علم النفس الاجتماعي، حيث يُطلب عادةً من أعضاء المجموعات المتعارضة إصدار أحكام تتعلق بآراء كل من أعضاء جانبهم وأعضاء الجانب الآخر من بعض القضايا الخلافية.

في إحدى الدراسات النفسية، على سبيل المثال طُلب من مؤيدي ومعارضي الأسباب الكامنة خلف الاضطرابات النفسية التنبؤ بالرأي الذي سيتبناه متوسط ​​مؤيدي الاختيار والعضو المتوسط ​​المؤيد للحياة في مجموعاتهم الخاصة، حيث بالغ أعضاء كلتا المجموعتين في تقدير الحد الأقصى لوجهة النظر العادية التي يتبناها كل جانب، معتقدين أن المجموعتين متباعدتان في وجهات نظرهما أكثر مما كانت عليه في الواقع، وهي ظاهرة تسمى الاستقطاب الخاطئ.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.


شارك المقالة: