منطق الاكتشاف العملي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


في أوائل التجريبية المنطقية كان الرأي القائل بأن الاكتشاف العلمي هو ينطوي بشكل حاسم على فعل إبداعي غير قابل للتحليل من عبقري موهوب على نطاق واسع، حيث تؤكد المفاهيم البديلة للاكتشاف خاصة في التقليد النفسي على أن الاكتشاف العلمي يعتبر عملية ممتدة، أي أن عملية الاكتشاف تتضمن عمليات التفكير التي يتم من خلالها التعبير عن رؤية جديدة وتطويرها بشكل أكبر.

منطق الاكتشاف العملي في علم النفس

في التقليد العلمي يستخدم مصطلح المنطق بالمعنى الواسع للإشارة إلى استراتيجيات التفكير والاستفسار البشري في الاكتشاف العلمي، في حين أن التفكير المنطقي لا يسير وفقًا لمبادئ المنطق التوضيحي، إلا أنه منهجي بما يكفي لاستحقاق تسمية منطقي، حيث جادل مؤيدو هذا الرأي بأن المنطق التقليدي المتمثل بالقياس هو نموذج غير ملائم للاكتشاف العلمي؛ لأنه يحرف عملية توليد المعرفة بشكل صارخ.

أفضل وصف لمنطق الاكتشاف العملي في علم النفس كان في أوائل القرن العشرين الذي يتمثل في النظريات الشاملة للعمليات المعرفية والعقلية والفيزيائية والعملية المتضمنة في توليد المعرفة، كنظريات حول كيف نفكر، ومن بين العمليات العقلية التصنيف، وتحديد ما هو وثيق الصلة بالتحقيق، وشروط توصيل المعنى.

بينما نعتبر أن من بين العمليات الفيزيائية المراقبة والتجارب المختبرية لمنطق الاكتشاف العملي في علم النفس، ومنها فإن ميزات الاكتشاف العلمي هذه إما لا يتم تمثيلها أو يتم تمثيلها بشكل غير كاف بواسطة المنطق القياسي التقليدي.

يتفق علماء النفس الذين يدافعون عن نهج منطق الاكتشاف العملي في علم النفس على أن منطق الاكتشاف يجب أن يوصف بأنه مجموعة من المبادئ الاستدلالية، وليس كعملية لتطبيق المنطق الاستقرائي أو الاستنتاجي على مجموعة من الافتراضات، حيث لا تُفهم هذه المبادئ الإرشادية لإظهار الطريق لتأمين المعرفة.

تعتبر المبادئ الإرشادية في منطق الاكتشاف العملي في علم النفس موحية وليست توضيحية، بينما تعتبر إحدى السمات المتكررة في حسابات استراتيجيات التفكير التي تؤدي إلى أفكار جديدة هي التفكير القياسي في منطق الاكتشاف العملي في علم النفس، ومع ذلك سرعان ما انتشرت المساعي لتطوير عمليات الاستدلال الموجهة لعمليات الاكتشاف بشكل أكثر منهجية من خلال تقدم التمييز بين سياقات الاكتشاف والتبرير المعرفي.

التمييز بين تتابع الاكتشاف والتبرير من حيث منطق الاكتشاف العملي

سيطر التمييز بين تتابع الاكتشاف وتتابع التبرير من حيث منطق الاكتشاف العملي في علم النفس على المناقشات حول الاكتشاف في القرن العشرين وجميع أشكالها، حيث يشير تمييز هذا التتابع إلى التمييز بين توليد فكرة أو فرضية جديدة والدفاع الاختبار والتحقق عنها، كما أوضح منطق الاكتشاف العملي فإن التمييز بين العناصر المختلفة للبحث النفسي له تاريخ طويل.

ولكن في النصف الأول من القرن العشرين تحول التمييز بين السمات المختلفة للبحث النفسي إلى معيار فاصل قوي بين التبرير المعرفي الأصيل وغيرها من مجالات الدراسات العلمية التي أصبحت فعالة في العلوم المعرفية والنفسية، والحد الفاصل بين تتابع الاكتشاف الواقع كعمليات التفكير وتتابع التبرير كالدفاع الصحيح عن صحة هذه الأفكار يُفهم لتحديد نطاق هذه العلوم النفسية.

حيث يُنظر إلى العلوم النفسية والعلوم المعرفية على أنها مسعى معياري يجادل المدافعين عنها عن تمييز التتابع والتسلسل الخاص بالاكتشاف والتبرير، بأن توليد فكرة جديدة هو عملية بديهية وغير عقلانية، لا يمكن أن يخضع للتحليل المعياري، لذلك لا يمكن أن تكون دراسة التفكير الفعلي للعلماء إلا موضوعًا لعلم النفس والمناهج التجريبية الأخرى التي تهتم أكثر بتتابع التبرير.

غالبًا ما ترتبط مصطلحات تتابع الاكتشاف وتتابع التبرير بعمل منطق الاكتشاف العملي في علم النفس، إن المفهوم الأصلي لتمييز هذا التتابع معقد للغاية ولا يمكن ربطه بسهولة بالتمييز التخصصي؛ لأنه بالنسبة لعلماء النفس فإن مثل هذا التتابع يتضمن وصفًا للمعرفة على حقيقتها، حيث تعيد المنطقية الوصفية للعلم بناء عمليات تفكير العلماء بطريقة يمكن من خلالها إجراء التحليل النفسي والمنطقي عليها.

يعتبر الاكتشاف هو موضوع الدراسة التجريبية والنفسية والاجتماعية، في في حين أن المصطلحين من تتابع الاكتشاف وتتابع التبرير مستخدمان على نطاق واسع، حيث يتم تفسير التمييز على أنه تمييز بين عملية تصور نظرية وتقييم تلك النظرية، وعلى وجه التحديد تقييم الدعم المعرفي للنظرية، لا يتم التفسير على أنها تمييز زمني، ولا يُفترض عادةً أن النظرية قد تم تطويرها بالكامل أولاً ثم تقييمها.

النهج المعرفي لمنطق الاكتشاف العملي في علم النفس

يتمثل النهج المعرفي لمنطق الاكتشاف العملي في علم النفس في كل من التوليد والتقييم المعرفي وهما مختلفان للنظرية في محاولة التعبير والتوضيح، وتطوير إمكانياتها والسعي لتقدير قيمتها المعرفية، ففي إطار تمييز السياق هناك طريقتان رئيسيتان لتصور عملية تصور النظرية، الخيار الأول هو وصف توليد المعرفة الجديدة بأنه فعل غير عقلاني، حدس إبداعي غامض.

والخيار الثاني هو تصور توليد المعرفة الجديدة كعملية ممتدة يتضمن عملاً إبداعيًا بالإضافة إلى بعض عمليات التعبير عن الفكرة الإبداعية وتطويرها، حيث خدم كل من هذين المصدرين لتوليد المعرفة كنقاط انطلاق للحِجَج ضد إمكانية وجود منطق الاكتشاف العملي في علم النفس، تمشيًا مع الخيار الأول جادل علماء النفس بأنه لا يمكن وصف طريقة منطقية تنتج أفكارًا جديدة ولا يمكن إعادة بناء عملية الاكتشاف المنطقي.

في النهج المعرفي لمنطق الاكتشاف العملي في علم النفس فقط عملية الاختبار قابلة للتحقيق المنطقي، ويُطلق على هذا الاعتراض على الاكتشاف، وهي فعل تصور أو اختراع نظرية لا تدعو إلى التحليل النفسي المنطقي حتى لا يكون عرضة لها، وقد يكون السؤال عن كيفية ظهور فكرة جديدة للفرد ذا أهمية كبيرة لعلم النفس التجريبي، لكنها ليست ذات صلة بالتحليل المنطقي للمعرفة العلمية.

لا يهتم النهج المعرفي منطق الاكتشاف العملي في علم النفس بمسائل الحقيقة ولكن فقط مع مسائل التبرير أو الصحة، فيما يتعلق بمهمة منطق المعرفة على عكس سيكولوجية المعرفة من خلال افتراض أنها تتكون فقط من التحقيق في الأساليب المستخدمة في الاختبارات النفسية المنهجية التي يجب أن تخضع لها كل فكرة جديدة إذا أريد لها أن تكون كذلك.

فيما يتعلق بالإدراك لتصور توليد المعرفة يجادل العديد من علماء النفس بطريقة مماثلة أنه نظرًا لأن عملية الاكتشاف تنطوي على عملية غير منطقية وبديهية، والتي لا يمكن فحصها منطقيًا، لا يمكن تفسير منطق الاكتشاف العملي في علم النفس.

في النهاية نجد أن:

1- منطق الاكتشاف العملي في علم النفس يعبر عن استراتيجيات التفكير والاستفسار البشري في الاكتشاف العلمي والتفكير المنطقي، وفقًا لمبادئ المنطق التوضيحي.

2- يتفق علماء النفس الذين يدافعون عن نهج منطق الاكتشاف العملي في علم النفس على أن منطق الاكتشاف يجب أن يوصف بأنه مجموعة من المبادئ الاستدلالية.

3- يعتبر النهج المعرفي لمنطق الاكتشاف العملي في علم النفس فقط عملية الاختبار قابلة للتحقيق المنطقي، ويُطلق على هذا الاعتراض على الاكتشاف.


شارك المقالة: