منهاج منتسوري مع الطفل في المنزل من الولادة حتى سن الثالثة

اقرأ في هذا المقال


منهاج منتسوري مع الطفل في المنزل ومن الولادة حتى سن الثالثة هو منهاج يشتمل على الأنشطة والتدريبات المليئة بالتعليمات والحكايات، والتي تنمي الطفل من لحظة ولادته حتى سن الثالثة.

منهاج منتسوري مع الطفل في المنزل من الولادة حتى سن الثالثة

استنادًا إلى فلسفات الدكتورة ماريا منتسوري في رعاية الأطفال الصغار والأطفال الكبار، فإن هذا الدليل العملي والمفيد مليء بالتعليمات والحكايات والتشجيع على تربية أطفال هادئين ومؤهلين وواثقين من أنفسهم، بدءً من تصميم غرفة نوم الطفل وحتى تشجيع المهارات الحياتية مثل ارتداء الملابس بأنفسهم والعمل بشكل مستقل وتعاوني.

وما الذي يمكن للوالدين فعله لمساعدة أطفالهم الصغار في مهمة تكوين الذات؟ كيف ترتبط طريقة منتسوري للتعلم العملي واكتشاف الذات بالمواليد الجدد والرضع والأطفال الصغار؟ يجيب نظام منتسوري الموثوق والذي يمكن الوصول إليه على هذه الأسئلة والعديد من الأسئلة الأخرى، ويتضمن استكشافه الشامل في السنوات الثلاث الأولى الأثاث والأدوات التي ابتكرتها الدكتورة منتسوري لرعاية وراحة الأطفال.

ومن تصميم غرفة نوم الطفل إلى طاولة المطبخ بحجم الطفل، ومن إعداد الطعام إلى الملابس والحركة، ويقدم المؤلفون إرشادات لإنشاء بيئة جميلة وصالحة للرضع والأطفال الصغار جدًا، وكما يقدمون المفاهيم والمهام، مع مراعاة الفترات الحساسة للأطفال لتعلم مهارات مثل التدريب على الذهاب إلى المرحاض.

ومنهاج منتسوري منذ بداية الطفل في المنزل ومن الولادة حتى سن الثالثة هو منهاج مكتوبة بأسلوب واضح وجذاب، ومنذ بداية الأمر هو لا بد منه لكل والد جديد.

المرحلة الأولى من تنمية الطفل في منهاج منتسوري

منذ الولادة وحتى سن الثالثة من العمر، يكون النمو البدني للرضع رائعًا، ويلهم اهتمام ورعاية الأسرة والمجتمع على حدٍ سواء، وبالتوازي مع نمو البدني، ويتطور الأطفال نفسياً واجتماعياً وفكرياً وروحياً.

وخلال هذا الوقت يكتسبون ثقافة ولغة المجتمع الذي ولدوا فيه، ويتم استيعاب هذا التطور متعدد الأوجه في بيئات منتسوري المعدة للأطفال في هذا العصر، وعلى وجه التحديد تمّ تصميم بيئات تعلم منتسوري لهذه الفئة العمرية لتعزيز الاستقلال، والتنمية الحسية النفسية والحركية وتطوير اللغة.

وبين سن ثلاث إلى ست سنوات، يواصل الأطفال عملية بناء الذات، وتعزيز وصقل وإضافة المهارات والمعرفة التي جمعوها قبل سن الثالثة، ومن سن ثلاثة أطفال يصبحون مدركين لما يتعلمونه من خلال نشاطهم المختار بحرية، وخاصة النشاط بأيديهم.

وتزود بيئات منتسوري المُعَدّة لهذه الفئة العمرية الأطفال بدوافع للنشاط من خلالها يصقلون إدراكهم وحركتهم ولغتهم، ويصبحون مستقلين في الحياة اليومية، وتمثل الذخيرة الواسعة من مواد وتمارين منتسوري المصممة بدقة والتي يتم تقديمها للأطفال برنامجًا تعليميًا منظمًا كتسلسل تدريجي للأنشطة، وضمن هذا الإطار يتمتع الأطفال بحرية اختيار عملهم، وبمجرد أن يتعرفوا على كيفية استخدام المواد وكيفية أداء التمارين.

ويقع تعلم الأطفال في إعدادات الطفولة المبكرة في منتسوري ضمن التعريف التالي للتعلم القائم على اللعب الموجود في إطار التعلم في السنوات المبكرة، والتعلم الذي ينظم الأطفال عن طريقه ويدركون عالمهم  الاجتماعي، وحيث يتفاعلون بنشاط مع الأفراد والتمثيلات والأمور.

وبالإضافة إلى ذلك فإن ميزة السمات المميزة لبيئات الطفولة المبكرة في منتسوري مدعومة بالأدلة الناشئة في الأدبيات البحثية، على سبيل المثال يُظهر الأطفال في سن السابعة تطورًا لغويًا مُحسنًا ونتائج معرفية إذا كانوا قد شاركوا في إعدادات الطفولة المبكرة، حيث يتم البدء في الأنشطة واختيارها من مجموعة متنوعة من المعدات والمواد المتاحة.

حيث يسود الاختيار الحر على أنشطة المجموعة بأكملها، علاوة على ذلك فإن الذخيرة المتزايدة لمواد وأنشطة منتسوري تتناول بعض المخاوف التي أثارها الباحثون في تعليم الطفولة المبكرة، وذلك فيما يتعلق بالصعوبات التي يمكن أن يواجهها المعلمون في تنفيذ منهج قائم على اللعب.

خصائص المستوى الأول من تنمية الطفل في منهاج منتسوري

يمتد المستوى الأول للنمو خلال الفترة من الولادة إلى سن السادسة تقريبًا، وخلال هذه المرحلة يصبح الأطفال مستقلين وظيفياً، ويتعلمون التحكم في حركتهم والتواصل والعمل بأيديهم، والأطفال خلال هذه الفترة هم أيضًا مستكشفون حسّيون، ويستخدمون حواسهم لاستيعاب كل جانب من جوانب البيئة ولغتهم وثقافتهم، وفي عملية بناء عقولهم الخاصة.

ويتشكل التطور خلال هذا المستوى من خلال القدرة الخاصة التي يتمتع بها الأطفال في هذا العصر للتعلم واستيعاب كميات هائلة من المعلومات، وهي القدرة التي وصفها معلمو منتسوري بأنها العقل الممتص، والطريقة التي يتعلم بها الأطفال الصغار فريدة من نوعها في هذه المرحلة من الحياة.

وخلال هذا المستوى من التطور، ودون أن يدركوا أنهم يتعلمون، فإن الأطفال يمتصون الانطباعات من البيئة، والانطباعات التي تبني عقولهم وفكرهم وتمكنهم من التكيف مع زمانهم ومكانهم في التاريخ.

وخلال هذا المستوى من التطور، يمر الأطفال بفترات يظهرون خلالها حساسية عالية أو اهتمامًا بجوانب معينة من البيئة، وتمثل هذه الفترات، التي أطلق  عليها معلمو منتسوري اسم الفترات الحساسة، ونوافذ من الفرص التي يتم خلالها الاهتمام الشديد للأطفال، والنشاط التلقائي الذي يولده هذا الاهتمام.

مما يمكّن الأطفال من تعلم المعرفة والمهارة المقابلة بسهولة ومتعة، ويراقب معلمو منتسوري الأطفال عن كثب بحثًا عن علامات للتعلم، ويستخدمون هذه الملاحظات كدليل لمساعدتهم على اختيار الوقت الأمثل لتقديم دروس وأنشطة للأطفال، على سبيل المثال المهارات الاجتماعية وصقل الحركة والإدراك الحسي واللغة والرياضيات.

منهاج منتسوري من الولادة حتى سن السادسة

المستوى الأول من التطور هو وقت التطور الجسدي الهائل، وبحلول سن السادسة يكتسب الأطفال  استقلالية وظيفية؛ ويمكنهم التحدث والتواصل مع احتياجاتهم، ويمكنهم المشي والتسلق والركض والقفز بأنفسهم والأكل بأنفسهم ولبس ملابسهم وإدارة المرحاض بأنفسهم.

وإنهم يتحركون بتوازن وتنسيق ويصقلون الدقة والبراعة في استخدام أيديهم، وتقول الدكتورة منتسوري إن أيدي الأطفال هي أدوات ذكائهم، وبعبارة أخرى بينما يصقل الأطفال التحكم في أيديهم، فإنهم أيضًا يصقلون تنمية عقولهم، ووصفت الدكتورة منتسوري أهمية وجود أنشطة في البيئة التي تهم الأطفال والتي تنطوي على استخدام أيديهم بالطريقة التالية:

أولاً، إن قدرة الشيء على جذب اهتمام الطفل لا تعتمد كثيرًا على جودة الشيء نفسه بقدر ما تعتمد على الفرصة التي يتيحها للطفل للعمل، ولا يكفي أن يكون الشيء مثيرًا للاهتمام في حد ذاته ولكن ذلك يجب أن يفسح المجال للنشاط الحركي للطفل إذا كان ذلك مثيرًا للاهتمام بالنسبة له.

ثانياً، يجب أن يكون هناك على سبيل المثال أشياء صغيرة يمكن نقلها من أماكنها، وعندها يبدأ الطفل في تحريك يده بدلاً من الأشياء، يسعد الطفل بصنع شيء وإلغاء صنعه، ووضع الأشياء واستبدالها عدة مرات ومتابعة العملية لفترة طويلة.

ثالثاً، إن لعبة جميلة جدًا وصورة جذابة وقصة رائعة يمكنها بلا شك إثارة اهتمام الطفل، ولكن إذا كان بإمكانه ببساطة النظر إلى شيء ما أو الاستماع إليه، أو لمسه ولكن لم يجرؤ على تحريكه، فسيكون اهتمامه سطحيًا وتَمرّ من كائن إلى كائن، وهذا هو السبب في أن البيئة مرتبة بحيث تتناسب مع رغبة الطفل في أن يكون نشطًا.


شارك المقالة: