اللعب الرمزي واللغة

اقرأ في هذا المقال


من المعروف أن اللعب الرمزي واللغة مترابطان بشكل كبير، لكن عملية التطوير التي تنطوي عليها هذه العلاقة ليست واضحة، وتم وضعها في مسارات افتراضية لاستكشاف كيف أن اللعب واللغة يدفعان بعضهما البعض.

اللعب الرمزي واللغة

يشير علماء الاجتماع إنه تم وضع ثلاثة مسارات افتراضية لاستكشاف كيف أن اللعب الرمزي واللغة يدفعان ويندمجان مع بعضهما البعض:

1- المسارات المباشرة، حيث أن بدء الأشكال الأساسية في العمل الرمزي أو المناغاة، سيكون مرتبطًا بشكل مباشر بجميع مخرجات اللغة والحركة الناشئة لاحقًا.

2- مسار تفاعلي غير مباشر، حيث تقترن الأشكال الأساسية في العمل الرمزي بأشكال أكثر تعقيدًا في اللعب الرمزي، وكذلك مع المناغاة، ويتوسط الثرثرة في العلاقة بين اللعب الرمزي والكلام.

3- مسار مزدوج، حيث ترتبط الأشكال الأساسية في اللعب الرمزي بالأشكال الأساسية للغة، وترتبط الأشكال المعقدة من اللعب الرمزي بأشكال معقدة من اللغة.

وأظهرت النتائج أن سن بدء اللعب الرمزي أحادي الكائن يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعمر بدء المخرجات الرمزية والصوتية الناشئة لاحقًا، ويرتبط تردده عند البدء بالتردد عند بدء المناغاة، والكلام الذي يظهر لاحقًا، واللعب متعدد الأشياء في البداية، تدعم النتائج فكرة أن اللعب الفردي يرتبط بتطوير أشكال رمزية أخرى عبر علاقة مباشرة وعلاقة غير مباشرة، بدلاً من فرضية المسار المزدوج.

العلاقة بين اللعب الرمزي واللغة

من المعروف أن اللعب الرمزي أو التظاهر باللعب واللغة مترابطة بشكل كبير، كلاهما يعتمد على القدرة التمثيلية أي استخدام عنصر واحد كدال لتمثيل عنصر آخر، ففي مسرحية التخيل تُستخدم الأشياء أو المواقف أو تُؤدى بطريقة غير موجودة في الواقع المباشر، بينما في اللغة يمثل الرمز الصوتي (كلمة) معنى داخليًا مرتبطًا بالكيانات أو الأحداث في العالم الحقيقي.

علاوة على ذلك يتشارك كل من السلوكين، واللعب التظاهري واللغة، في بنية تنموية مماثلة، وتتقدم من الأشكال الأساسية إلى الأشكال الأكثر تقدمًا، ويتضح الانتقال من الأشكال الأساسية إلى النماذج المتقدمة من خلال زيادة عدد الوحدات التمثيلية التي يمكن أن يجمعها الرضيع لإنشاء فعل رمزي متماسك.

تطور اللعب الرمزي

يبدأ اللعب الرمزي في المستوى ما قبل الرمزي، وعندما يكون الأطفال قادرين على التعرف على العلاقة الحقيقية بين الأشياء المألوفة والأفعال ذات الصلة، وبشكل عام يكون الانتقال إلى اللعب الرمزي واضحًا عندما يستخدم الرضيع المؤثرات الصوتية أو الإيماءات، مما يدل على السلوكيات المرجعية على سبيل المثال رمي الرأس مرة أخرى للشرب.

ومع زيادة القدرة الرمزية يصبح الأطفال أكثر قدرة على الجمع بين التمثيلات العقلية للعديد من العلاقات التي تدل على الدال في تسلسلات أو تنظيمها في ترتيب هرمي على سبيل المثال عمل حركات الاختلاط، وإطعام دمية بعصا، ويصل الأطفال إلى المستوى ما قبل الرمزي بين 8 و11 شهرًا من العمر، وعادة ما يكون المعلم الأول في اللعب الرمزي واضحًا في حوالي 11-12 شهرًا من العمر.

تطور اللغة

تبدأ اللغة مثل اللعب الرمزي بالأشكال الأساسية ويبدأ تطور اللغة بالثرثرة كالأصوات التي تتكون من تكرار مقطع لفظي، على سبيل المثال بابابا، ويعتبر الثرثرة معلمًا رئيسيًا في التطور اللغوي المبكر، والذي يظهر في معظم الأطفال الرضع، وقبل القدرة على الكلام بشكل عام قبل 10 أشهر من العمر.

ويعتبر الكلام استمرارًا تطوريًا للثرثرة، ويتبع هذه المرحلة بعد ذلك إنتاج أقوال من كلمة واحدة، وهو انتقال يحدث عادةً في عمر 12 شهرًا تقريبًا، ومع ذلك فإن فكرة الثرثرة هذه باعتبارها مقدمة لفظية قد تم تحديها منذ أن تبين أيضًا أن المناغاة تتبع نشاطًا حركيًا إيقاعيًا، مثل حركات الذراع المتكررة التي تصاحب النطق المتكرر.

ووفقًا لهذا الرأي قد يمثل الثرثرة مسرحية صوتية مصممة لتدريب التحديات الحركية التي ينطوي عليها التحدث، وأكد السير ماكيون أن الأطفال يخضعون لتحولات متعلقة باللغة في نفس الوقت أو بعد التطور التمثيلي المكافئ هيكليًا المقترح للعب.

على سبيل المثال الأطفال الذين يظهرون تركيبة هرمية في اللعب على سبيل المثال تحريك الحليب ثم إطعام الدمية ينجحون أيضًا في إنتاج تركيبات نحوية في اللغة، لذلك، أرجع السير ماكيون نمطاً موازياً للتطور إلى اللعب الرمزي واللغة.

الفرضية النظرية للآليات المشاركة في اللعب الرمزي وتطوير اللغة

كان الهدف في هذه الدراسة هو تعميق فهم الآليات التي ينطوي عليها تطوير اللعب الرمزي من خلال فحص العلاقات بين القدرات الحركية الناشئة ومعالم التطور اللفظي أثناء اللعب التلقائي، وبناءً على الافتراضات والأدبيات تم اختبار ثلاثة مسارات تنموية في الدراسة الحالية:

1- فرضية المسار المباشر حيث سيكون بدء الأشكال الأساسية في العمل الرمزي أو المناغاة مرتبطًا بشكل مباشر بكل ما في وقت لاحق، بمخرجات اللغة والمحركات الناشئة.

2- المسار الوسيط غير المباشر حيث سترتبط الأشكال الأساسية في العمل الرمزي بأشكال أكثر تعقيدًا في اللعب الرمزي، وكذلك مع الثرثرة، وستكون هذه العلاقة مع الثرثرة مرتبطة بالكلام كالاحتمال الإضافي هو أن الثرثرة سوف ترتبط إلى الكلام الذي سيكون بدوره مرتبطًا بأشكال اللعب الرمزية المعقدة.

3- فرضية المسار المزدوج، حيث سيتم ربط الأشكال الأساسية في الفعل الرمزي بالأشكال الأساسية في اللغة، على سبيل المثال بالثرثرة، وسيتم ربط أشكال اللعب الرمزية المعقدة بأشكال اللغة المعقدة، مثل الكلمات المفردة أو بالعكس.

فرضية المسار المباشر

تشير فرضية المسار المباشر إلى أن الخطوات الأولى في تطوير النشاط الرمزي ستظهر أولاً، متبوعة بالثرثرة واللغة، بدلاً من ذلك من المتصور أن تسبق المناغاة معالم اللعب الرمزية المبكرة وتكون بمثابة مقدمة للنشاط الرمزي، وقد يكون الأساس المنطقي هنا هو أن المناغاة تزود الأطفال بممارسة حركية عن طريق الفم، مما يسهل النمو الحركي للأعضاء الأخرى، مثل التلاعب اليدوي باللعب.

وتم القيام بفحص الإطار الذي يشير إلى أن تطوير اللعب الرمزي قد يكون مرتبطًا باللغة الناشئة لاحقًا، ومقارنةً بفكرة أن كلا النظامين يتطوران في وقت واحد، لذلك تم توقع أن تصميم متابعة محتمل وطولي ونصف أسبوعي سيمكن من الاستكشاف عن طريق إضافة بُعد زمني للعلاقات الراسخة للعب الرمزي واللغة.

وبشكل أكثر تحديدًا استكشفت هذه الدراسة دور الأفعال الرمزية المبكرة ونشاط الثرثرة المبكر في تطوير اللعب الرمزي المعقد وتطوير اللغة لتوسيع المعرفة حول اللبنات الأساسية الأولى لهذه السلوكيات، لذلك قام علماء السيميائية بتوثيق عمر البدء وتكرار الاستخدام الأول لكل معلم جديد باستخدام متابعة مرتقبة كل أسبوعين لكل طفل، وافتراض فرضيات التأثيرات الرئيسية التالية:

1- سيبدأ تطوير الفعل الرمزي من الإجراءات البسيطة التي تتطلب الإمساك بشيء واحد، والتقدم إلى استيعاب كائنين، وتنفيذ سلسلة من الإجراءات، وعمر بدء نشاط اللعب بجسم واحد من شأنه أن يتنبأ بعمر بدء اللعب متعدد الأشياء.

2- سيبدأ الإخراج الصوتي أثناء اللعب بالثرثرة، وستتبع هذه المرحلة بكلمة مفردة أو عبارات بسيطة لها معنى كلي عام، وإن عمر بدء الخشخشة المسموعة كالصوت المستحضر من اللعب بالأشياء من شأنه أن يتنبأ ببدء الثرثرة، والتي بدورها ستتنبأ بعمر بدء الكلام وإنتاج نطق كلمة واحدة.

3- قد تسبق المراحل الرمزية البسيطة في اللعب مستويات معقدة من التمثيلات مثل تلك التي تتضمن مزيجًا من عدة تمثيلات في فعل رمزي واحد، على سبيل المثال قد تتطور عملية الخلط إلى إجراءات أكثر تقدمًا، حيث يمكن للرضيع تقديم العديد من الإجراءات في تسلسل، مثل الخلط والسكب وإطعام الدمية.

المصدر: سيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كامل ط 1


شارك المقالة: