منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


يستخدم علماء النفس المدافعين عن الرأي القائل بأن هناك منهجيات للاكتشاف مصطلح المنطق بالمعنى الضيق للإجراء الحسابي لتوليد أفكار جديدة، ولكن مثل نظريات الاكتشاف العلمي القائمة على الذكاء الاصطناعي تفسر منهجيات الاكتشاف العلمي مفهوم الاكتشاف على أنه تسمية لعملية موسعة لتوليد الأفكار الجديدة والتعبير عنها وغالبًا ما تصف العملية من حيث حل المشكلات.

منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس

تتمثل منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس في أساليب منهجية لتوليد أفكار جديدة والتعبير عنها من حيث الإجراءات الحسابية والقياسية، حيث يتم التمييز بين سياقات الاكتشاف والتبرير؛ لأنه من المفهوم أن منهجية الاكتشاف تلعب دورًا تبريريًا، وعادة ما يعتمد المدافعين عن منهجية الاكتشاف العلمي من علماء النفس على التمييز بين إجراءات التبرير المختلفة والتبرير المتضمن في عملية توليد المعرفة الجديدة والتبرير المتضمن في اختبارها.

تعتبر التبريرات التبعية أو القوية هي طرق الاختبار النفسي في منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس، وعلى النقيض من ذلك قد يُنظر إلى التبرير الذي ينطوي عليه الاكتشاف على أنه تبرير توليدي، حيث يوجد بعض الغموض المصطلحي؛ لأنه وفقًا لبعض علماء النفس هناك سياقات منهجية مثل التصور الأولي لفكرة جديدة من حيث السلوك الإنساني الإبداعي هو سياق الاكتشاف الصحيح، وبينه وبين التبرير يوجد سياق منفصل للسعي.

لكن العديد من المدافعين عن منهجيات الاكتشاف يعتبرون سياق السعي جزءًا لا يتجزأ من عملية التبرير المعرفي، فهم يحتفظون بمفهوم السياقين ويعيدون رسم الحدود بين سياقات الاكتشاف والتبرير المعرفي لأنهم تم رسمها في أوائل القرن العشرين.

أشكال منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس

تتمثل أشكال منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس من خلال ما يلي:

1- قابلية الاكتشاف

تم وصف شكل منهجية الاكتشاف أحيانًا على أنها شكل من أشكال التبرير المكمل لمنهجية الاختبار النفسي القابل للاكتشاف، وفقًا لمنهجية الاختبار ينتج الدعم التجريبي للنظرية من الاختبار الناجح للنتائج التنبؤية المستمدة من تلك النظرية والافتراضات المساعدة المناسبة، ففي ضوء هذه المنهجية فإن تبرير النظرية هو تبرير تبعي.

والفكرة القائلة بأن الفرضية يتم تأسيسها إذا كانت تنبؤات جديدة ناجحة مشتقة من النظرية أو الادعاء، بينما التبرير التوليدي يكمل التبرير التبعي، يعتقد المدافعين من علماء النفس عن التبرير التوليدي أن هناك شكلاً هامًا من أشكال التبرير في العلم يتضمن التفكير ومطالبة من البيانات أو النتائج المحددة مسبقًا بشكل عام.

أحد الأمثلة الكلاسيكية لمنهجية الاكتشاف العلمي في علم النفس المتمثلة في قابلية الاكتشاف هو مجموعة قواعد وقوانين لدراسة الطبيعة والوجودية، وفقًا لهذه القواعد والقوانين يتم إنشاء الافتراضات العامة من خلال استنتاجها من الظواهر النفسية، حيث يسعى مفهوم التبرير التوليدي إلى الحفاظ على الحدس الأخلاقي الكامن وراء المفاهيم الكلاسيكية للتبرير عن طريق الاستنتاج.

يرقى التبرير التوليدي في قابلية الاكتشاف إلى إعادة البناء العقلاني لمسار الاكتشاف من أجل إثبات قابلية اكتشافه لو عرف الباحثين ما هو معروف الآن، بغض النظر عن الطريقة التي تم التفكير بها لأول مرة توضح إعادة التفكير في الإدراك المتأخر أنه كان من الممكن اكتشاف الادعاء بهذه الطريقة لو توفرت المعلومات والتقنيات اللازمة.

التبرير التوليدي هو التبرير الاستدلالي على أنه قابلية الاكتشاف أو الاكتشاف المحتمل في منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس يبرر مطالبة المعرفة باشتقاقها من النتائج التي تم إثباتها بالفعل، في حين أن التبرير التوليدي لا يسترجع بالضبط تلك الخطوات لمسار الاكتشاف الفعلي التي تم اتخاذها بالفعل، إلا أنه يمثل تمثيلًا أفضل لممارسات العلماء الفعلية من التبرير التبعي.

بحيث أن علماء النفس يميلون إلى تفسير ادعاءات جديدة من المعرفة المتاحة، والتبرير التوليدي هو نسخة أضعف من النموذج التقليدي للتبرير عن طريق الاستنتاج من الظواهر النفسية الخاصة بمنهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس، حيث يكون التبرير بالاستنتاج من الظواهر كاملاً إذا تم تحديد نظرية أو مطالبة بالكامل مما نعرفه بالفعل.

2- التقييم الأولي

قابلية الاكتشاف تعتبر هي وضع من التبرير مثل اختبار التنبؤات الجديدة المستمدة من الفرضية، يبدأ التبرير التوليدي عندما تقترب مرحلة إيجاد وصياغة فرضية جديرة بالتقييم، المناهج الأخرى لمنهجية الاكتشاف العلمي معنية مباشرة بالإجراءات التي ينطوي عليها استنباط فرضيات جديدة من التقييم الأولي.

تعتبر الحِجَة المؤيدة لهذا النوع من منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس المتمثلة بالتقييم الأولي هي أن إجراءات استنباط فرضيات جديدة تتضمن بالفعل عناصر التقييم النفسي، وقد سميت هذه التقييمات الأولية بإجراءات تقييم ضعيفة أيضاً، فالتقييمات الضعيفة ذات صلة أثناء عملية وضع فرضية جديدة، وتقدم أسبابًا لقبول فرضية على أنها واعدة وتستحق مزيدًا من الاهتمام.

بينما تعتبر التقييمات القوية على النقيض من ذلك فقد قدمت أسباب قبول الفرضية على أنها تقريبًا صحيحة أو مؤكدة، ومنها يعتبر كل من الاختبار التوليدي والتبعي كما تمت مناقشته في التقييم الأولي لمنهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس من إجراءات التقييم القوية أو إجراءات التقييم القوية صارمة ومنظمة بشكل منهجي وفقًا لمبادئ اشتقاق الفرضية أو اختبار الدقة العالية.

على النقيض من ذلك توضح منهجية التقييم الأولي معايير تقييم الفرضية قبل الاشتقاق أو الاختبار الدقيق إنه يساعد في اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان يجب أخذ هذه الفرضية على محمل الجد بما يكفي لتطويرها بشكل أكبر واختبارها، وبالنسبة إلى دعاة هذا الشكل من منهجية الاكتشاف العلمي، فإن مهمة نظريات العلم هي تحديد مجموعات من القيود والقواعد المنهجية التي توجه العملية المعقدة لتقييم الفرضيات قبل الاختبار.

لا تعتبر استراتيجيات التقييم الأولي موضوعية محايدة، ولكنها محددة لمجالات معينة من الدراسة لمنهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس، فقد طور علماء النفس البيولوجي التطوري على سبيل المثال إطار عمل دقيق الحبيبات لحساب التوليد والتقييم الأولي للآليات البيولوجية، واقترح بعض علماء النفس أن يتم تقسيم مرحلة التقييم الأولي إلى مرحلتين مرحلة التقييم ومرحلة المراجعة.

3- استراتيجيات الكشف عن مجريات الأمور

نظرًا لأن بعض علماء النفس أصبحوا أكثر انسجامًا مع الممارسات العلمية الفعلية، فقد تم إحياء الاهتمام أيضًا باستراتيجيات الكشف عن مجريات الأمور لمنهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس، ومنها يتفق العديد من المحللين الآن على أن عمليات الاكتشاف يمكن اعتبارها أنشطة لحل المشكلات، حيث يكون الاكتشاف العلمي حلاً لمشكلة ما.

تعتبر منهجيات الاكتشاف القائمة على الاستدلال ليست ذاتية بحتة وبديهية ولا خوارزمية أو قابلة للتشكيل، والنقطة المهمة هي أنه يمكن إعطاء الأسباب لمتابعة استراتيجية واحدة أو أخرى لحل المشكلات، هذه القواعد تعتبر مفتوحة ولا تضمن حلاً لمشكلة عند تطبيقها، وفقًا لوجهة النظر هذه لم يعد يُنظر إلى الباحثين العلميين على أنهم حل ألغاز كونيين ولكن باعتبارهم من يحلون المشكلات وصناع القرار في البيئات المعقدة والمتغيرة.

في النهاية نجد أن:

1- منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس هي وسائل واستراتيجيات منهجية لتوليد أفكار جديدة، والتعبير عنها من حيث الإجراءات الحسابية والقياسية.

2- تتمثل أشكال منهجيات الاكتشاف العلمي في علم النفس في وجود التقييم الأولي وقابلية الاكتشاف، بالإضافة لاستراتيجيات الكشف عن مجريات الأمور.


شارك المقالة: