يهتم الدين الإسلامي بالحياة الأسرية للزوجين والأبناء، فقد وضع العديد من القواعد والضوابط للعناية بالأسرة المسلمة والمحافظة عليها، حيث ذكر الله تعالى في كتابه العزيز العديد من الحقوق والواجبات التي تدل على العناية بالأسرة.
منهج الإسلام في العناية بالأسرة
يمكن أن تظهر هذه الرعاية في العديد من الأمور، ونذكر بعض منها:
1- نزلت سورة كاملة في القرآن الكريم بقصد معالجة شؤون الأسرة، وهي سورة الطلاق؛ التي تبين طرق التعامل مع المشاكل الأسرية.
2- جاءت العديد من آيات القرآن الكريم مصحوبة بأحكام متعلقة بالأسرة.
3- أنزل الله تعالى عن طريق جبريل عليه السلام سورة المجادلة لإيجاد حلول فورية لمشاكل الأسرة.
4- جاءت ضوابط نبوية تحث الشباب على تكوين الأسر، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ”، صحيح بخاري.
5- إطلاع الآباء على الطريقة السليمة لتكوين الأسرة، بدءً من الاقتراح ورؤية المخطوبين والعقد وكل ما يترتب على ذلك من آداب.
6- توضيح حقوق وواجبات كل فرد من أفراد الأسرة.
مثلاً الزوجة المطلقة يجب أن تنتظر ثلاث دورات شهرية دون الزواج بغير زوجها، ويحرم على الزوجات اللواتي آمنّ بالله تعالى واليوم الآخر أن يُخفين ما خلق الله تعالى في أرحامهن، فللأزواج الحق في استعادتهن خلال ذلك الوقت، إذا كانوا يرغبون في المصالحة، وللزوجات حقوق مناظرة للأزواج، مع تطبيق حق القوامة للرجل.
7- العمل على تماسك الرابطة الأسرية التي حثّ عليها كلام الله تعالى في قوله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا”، النساء، 19.
8- حتى في حالة الانفصال يجب أن يتم ذلك بطريقة أخلاقية، قال تعالى: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ”، البقرة، 229.
9- العمل على معالجة الخلافات التي تظهر داخل أي عائلة بطريقة إلهية، تدعو كل من الطرفين إلى التحلي بالصبر على الآخر بوسائل مختلفة مثل: التحذير، والنوم بعيدًا عن بعضهما البعض، والضرب دون ألم جسدي، والسعي إلى تحكيم الأعضاء الموثوق بهم، والطلاق غير النهائي مرة ومرتين، وأخيراً الطلاق النهائي.
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا 34 وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا”، النساء، 34، 35.
10- توضيح مقاصد الأسرة للزوجين والأبناء.
11- الحث على حفظ النسل عن طريق تكوين الأسرة.
وفي النهاية إن نهج الشريعة الإسلامية أعطت العديد من العناية للأسرة المسلمة، في كتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، والعمل على معالجة الخلافات التي تظهر داخل أي عائلة بطريقة إلهية تدعو كل من الطرفين إلى التحلي بالصبر على الآخر بوسائل مختلفة مثل: التحذير، والنوم بعيدًا عن بعضهما البعض وغير ذلك من قواعد العناية بالأسرة.