تحظى مرحلة رياض الأطفال بأهمية كبيرة، ويعود ذلك لِما لهذه المرحلة من دور بارز في تكوين شخصيّة الطفل المستقبليّة، لذلك نجد بأنَّ الاتجاهات التربويّة الحديثة الخاصة بهذه المرحلة تركّز على ضرورة رعاية الطفل والاهتمام به.
منهج الروضة بمفهومه الحديث:
يشتمل منهج الروضة بمفهومه الحديث على الأهداف، محتوى المواد التعليميّة، النشاطات الصفيّة، استراتيجيّات وطرق وأساليب التعليم، عمليات التقييم والتقويم، ودور معلم رياض الأطفال.
ويُعتبر منهج رياض الأطفال خطة تقوم على تربية وتعليم الأطفال أثناء وجودهم بالروضة، ويعتمد نجاح منهج الروضة بما يتضمّنه من أنشطة ومواد تعليميّة على البيئة المحيطة بطفل الروضة ووجود المثيرات المتنوعة سواء داخل أم خارج الروضة، حيث يجب أن تتصف هذه البيئة والمثيرات بالمرونة؛ لكي تُقابل احتياجات ومتطلّبات طفل الروضة، ففي حال كانت البيئة تتصف بالشموليّة والاتساع فإنَّ منهج رياض الأطفال يتَّسع بحيث يصبح شاملاً لاحتياجات أطفال الروضة جميعهم، بالإضافة إلى اتساعه ليشمل أهداف رياض الأطفال أيضاً.
إنَّ منهج الروضة الناجح والذي يصلح تطبيقه على أطفال هذه المرحلة، هو المنهج الذي يقوم على تطوير الطفل عن طريق الأنشطة المتنوِّعة واللعب والنشاطات الفنيّة داخل الغرفة الصفيّة وخارجها.
ومن المفروض أن يعمل منهج الروضة الحديث على مساعدة طفل الروضة على:
- تطوير اتجاهات طفل الروضة نحو التعلُّم عند التحاقه بالروضة، كما يجب على الطفل أن يقوم بممارسة الأنشطة المتنوعة، فهذه النشاطات تُحقق للطفل المتعة ويصبح الطفل أيضاً قادراً على الشرح والتفسير، ويتعامل مع المواقف المختلفة بأسلوب أكثر ذكاءً.
- يُساعد منهج رياض الأطفال الحديث طفل الروضة على فهم ذاته، حيثُ يُعتبر فهم الذَّات جزءاً من الأنشطة وحجر الأساس الذي يُبنى عليه منهج رياض الأطفال، فالطفل الذي يتمتَّع براحة نفسيّة يعمل بفاعليّة أكبر، ويستطيع طفل الروضة فهم ذاته عن طريق ممارسة الألعاب المتنوعة ولعب الأدوار والألعاب الإبداعيّة والقصص، كما يجب أن يرتبط فهم الطفل لذاته بتقدير الذّات، وذلك عن طريق وعي الطفل لأهميته في الحياة، وأنّه قادر على الإنجاز.
يتّصف منهج الروضة الحديث بأنَّه يقوم على تعليم الطفل من خلال العمل، كما يوجد العديد من العوامل الأساسيّة التي تؤثّرعلى منهج رياض الأطفال، مثل هواية الطفل وميوله وموهبته وقدرته وحاجاته، بالإضافة إلى الأهداف التربويّة.
كما يقوم منهج الروضة بمفهومه الحديث على أسلوب النشاط الذاتي، بحيث يشمل مواقف تعليميّة ونشاطات وألعاب بصورة منظّمة تساعد طفل الروضة على التعلُّم والاستكشاف والإبداع، على أن يقوم الطفل بتنفيذ الأنشطة بكل حرية واستقلاليّة، بعيداً عن تدخُّل المعلم، حيثُ يقتصر دور المعلم على الملاحظة والتوجيه.
جوانب منهج الروضة بمفهومه الحديث:
يجب أن يتضمّن منهج الروضة بمفهومه الحديث على الجوانب التالية:
- الجانب الأكاديمي: وهذا الجانب يختص بالمواد التعليميّة.
- الجانب المختص بالأنشطة المصاحبة لمنهج رياض الأطفال.
- المنهج المخفي: وهذا الجانب يكون غير مرئيّاً، ويتمثّل من خلال تفاعُل طفل الروضة مع الأفراد المحيطين به، حيث يتعلم ويكتسب طفل الروضة من خلال تفاعله مع الآخرين العديد من القيم والاتجاهات.