منهج تعديل السلوك لذوي اضطراب التوحد

اقرأ في هذا المقال


منهج تعديل السلوك لذوي اضطراب التوحد:

1- الأحداث التي تكون قبل برنامج تعديل السلوك:

إن الأحداث التي تأتي قبل برنامج تعديل السلوك لها دور أساسي في تشكيل السلوك، وتحديد جوانبه  سواء كان سلوكاً إيجابياً أم سلوك سلبي، وفقاً لقاعدة أن المقدمات السلبية التي تؤدي إلى حصول نتائج إيجابية، فإذا أردنا تعديل سلوك معين، فيتوجب علينا أن نغير أو أن نعيد ترتيب الأحداث التي تاتي قبل هذا السلوك.

أي المقدمات أو التعليمات وترجع الطريقة التي يستجيب فيها الفرد للتعليمات أو المقدمات، على ثلاثة جوانب أساسية هي: القواعد والمقصود بالقواعد مجموع اللوائح والقوانين التي تعتبر وظيفتها بالحكم على سلوك الفرد وأدائه داخل المدرسة أو داخل البيت، وقد يعتقد المعلمون والأسر أن لديهم عدد القواعد الشاملة لهذا الغرض إلا أن أغلبها غير مكتوب أو غير صريح بالنسبة لأبنائهم والذين هم بحاجة إلى عملية  التذكير المتكرر لهذه القواعد مع كتابتها وتوضيح معانيها.

على سبيل المثال اللعب له قواعد والأداء داخل المدرسة كذلك له قواعد، وإذا لم يتم احترام هذه القواعد لا يكون من السهل التفاعل أو التعامل بصورة إيجابية مع الموقف، لذا فإن الأسلوب أو الصورة التي توضع بها هذه القواعد لها أثر بدرجة كبيرة على الطريقة التي يستجيب بها الفرد للقواعد، فإن لم تكن هذه القواعد صريحة ومفهومة، فإنه من الممكن أن لا يستجيب للموقف بطريقة مناسبة.

فعلى سبيل المثال عندما يرى الفرد القائم على حماية فرد الأوتيزم، أن الفرد يتكلم في غير دوره داخل الفصل فيقول له أنت تعرف القواعد الصحيحة يجب أن لا تتحدث إلا في دورك، وفيما يأتي أمثلة لجزء من  المواقف التي تحدث داخل الصف التي يتوجب أن توضع لها قواعد مكتوبة ويجب توضيح معانيها لأبنائهم، مثل انتظر حتى يأتي دورك في الحديث والتزم الهدوء في وقت قيام القائم على حماية فرد الأوتيزم بالشرح بالنسبة للأبناء الصغار الذين يصعب عليهم القراءة أو استيعاب القواعد المكتوبة، فيتوجب أن توضح لهم بالصور والرسومات.

والتوقعات يجب أن توضح للفرد وتحدد له ما يتوقع منه من سلوكات في مواقف مختلفة، وتختلف هذه التوقعات مع اختلاف عمر الطفل واختلاف قدرته على استيعاب ما يقال له والاحتفاظ به، مثال على ذلك أن يقول القائم على حماية فرد الأوتيزم للطالب سأبدأ بشرح الدرس وأتوقع منك، ألا تتكلم مع رفيقك أثناء شرحي للدرس، وأن ترفع يدك و تستأذن إذا أردت أن تسأل.

والتواصل، إذ يعتبر توصيل المعلومة للفرد من أكثر عناصر تعديل السلوك أهمية، فالأطفال لا يتمكنون من الانتباه بصورة كلية أثناء إلقاء التعليمات، لذا يتوجب التأكد من أن الفرد قد وصلته الرسالة التي تم توجيهها إليه، وللتأكد من ذلك يشترط التأكد من أن الفرد يستطيع النظر للمعلم أثناء تلقيه للتعليمات، وأن يكون مواجه له، وكذلك أن تلتقي عين الفرد ذو اضطراب التوحد بعين المعلم.

ويمكن أن يحتاج في أغلب الأحيان إلى أن يقوم المعلم بالقبض على كتفي الفرد، حتى يضمن تركيزه وانتباهه أثناء إلقاء الكلمات، ويشترط أن تتكلم بصوت واضح وطبيعي، فلا يجب أن ترفع صوتك أو أن تصرخ أو أن تتكلم بنبرة حادة، فالطفل يعتبر شديد الحساسية، ويجب أن تكون التعليمات مباشرة ويجب أن يركز على ما يريده المعلم من الفرد أن يفعله.

والتأكد من الفرد أنه فهم ما ألقي عليه من تعليمات، وذلك من خلال أن تطلب منه تكرار ما سمعه، فإن لم يستطيع  إعادته، فيتوجب على المعلم تكرار التعليمات مرة أخرى، إلى أن يستطيع تكرار التعليمات التي سمعها بشكل مناسب، وبعدها يجب القول له الآن عليك إعادة تنفيذ هذه التعليمات.

2- السلوك:

هو كل ما يصدر عن الفرد من قول أو فعل وهو شيء نستطيع ملاحظته وحسابه، وكذلك تغييره ويعتبر  السلوك سلوك مرغوب فيه أو سلوك غير مرغوب فيه، ونتيجة لذلك نعمل على إضافة أو على تعديله أو إزالته.

3- نتائج السلوك:

ويتم تعريفها بأنها الأحداث التي تأتي بعد السلوك، وهي تكون إما تابعة أو نتائج إيجابية، تتبين في المكافآت التي تعمل على دعم السلوك المرغوب فيه والحفاظ عليه، وإما أن تكون سلوكات سلبية تتمثل في العقاب الذي يسبب إضعاف السلوك بأي صورة دون مكافأة أو عقاب؛ لأن عدم وجود المكافأة سوف يقلل من احتمالية ظهور السلوك المناسب مرة أخرى.

وإن عدم وجود العقاب سوف يساهم في دعم السلوك غير المرغوب فيه، وإلى استمرارية ظهوره اعتبارات ضرورية لتعديل السلوك، والفورية وتعني المحاسبة الفورية للسلوك غير مرغوب فيه حالاً، وليس في وقت لاحق، والتكرارية وتعني لفت نظر الفرد في كل مرة يقوم فيها الطفل بسلوك غير مناسب.

والحماس أن يكون لدى الفرد الإرادة في توجيه الطفل، والاتصال العيني يشترط على القائم على حماية طفل الأوتيزم التأكد من أن الطفل ينظر إليه خلال تلقيه للإرشادات أو تلقية التعليمات، وأن يكون مواجها له وأن تلتقي عيناه بعيني الطفل، وصف التوقعات، ويتم بوصف القائم على حماية طفل الذي يعاني من اضطراب الأوتيزم، ويقوم بتحديد ما يتوقع منه من سلوك في مواقف متنوعة، وتختلف هذه التوقعات مع اختلاف عمر الطفل وإمكانياته على استيعاب ما يقال له والاحتفاظ به والتوافق.

وذلك بأن يتم الاتفاق بين الشخص القائم على حماية طفل الأوتيزم على النتائج التي ستحصل في حالة ظهور سلوك غير مرغوب فيه، فالطفل سيكون أكثر التزاماً بالتصرف في حال مقبول؛ لأنه قد يفهم  أن بانتظاره نتائج لا يرغب فيها ونتيجة لذلك يتصرف على نحو مقبول، السببية في حالة عدم التزام الفرد بما اتفق عليه المعلم تكون النتيجة في الغالب هي العقاب، ولكن قبل البدء في المعاقبة يشترط أن يشرح له المعلم؛ سبب العقاب وهو عدم التزام الفرد ببنود الاتفاق.

فوائد تعديل السلوك لذوي اضطراب التوحد:

يعمل تعديل السلوك على تدريب الفرد، أو أي شخص مصاب بالاضطراب على المهارات الأساسية الضرورية للتعامل بنجاح مع المواقف المتنوعة داخل المنزل والمدرسة والبيئة المحيطة، يؤدي إلى زيادة إمكانية الشخص على عملية التفاعل والتقبل الاجتماعي يساعد على تطوير مفهوم الذات لدى الفرد وعلى زيادة ثقته بنفسه.

ويساعد على التخلص من المظاهر والمشكلات التي تصاحب الاضطراب بضبط النفس، وبالتحكم في استجاباته وزيادة دافعة وإصراره على إنجاز العمل، ببنما يضمن له النجاح أكاديمياً واجتماعياً ومهنياً.

ما هي الأمور التي يجب اتباعها عند تعديل سلوك الأطفال؟

يشترط تعزيز السلوك الملائم، فالسلوك الملائم يستمر طالما ينتج عنه فائدة، والتركيز على طريقة الوقاية من السلوك غير ملائم بدل من الاستجابة للسلوك بعد حدوثه، يشترط خفض السلوك غير الملائم لمستوى أقل يشترط تشجيع حدوث السلوك البديل للسلوك غير ملائم، والحرص على استعمال برامج سلوكية متنوعة يتوجب الثبات والاستمرارية عند تطبيق برنامج تعديل السلوك، فالسلوك غير ملائم ممكن أن يزداد سوء قبل أن يتحسن.


شارك المقالة: