اقرأ في هذا المقال
من الذين يقومون على استخدام الإرشاد النفسي؟
من يعتقد أنّ الإرشاد النفسي حكراً على مجموعة من الناس دون غيرهم فهو مخطئ، ومن يعتقد أنّ الإرشاد النفسي يستخدم كطريقة للتعامل مع المجانين والمعاقين جسدياً وعقلياً فهو مخطئ أيضاً، فالإرشاد النفسي علم يحتمل جميع أطياف البشر ولا يمكن أن يتمّ تخصيصه لفئة دون غيرها، ولكن برزت الحاجة إلى أنّ يستخدم علم الإرشاد النفسي بصورة كبيرة بين مجموعة من الأفراد يعانون من بعض المشكلات، فمن هم هؤلاء الفئة؟
فئات الأشخاص الذين يستخدمون الإرشاد النفسي بكثرة:
1. الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية واضطرابات في حياتهم الخاصة:
تعتبر هذه الشريحة من أكبر الشرائح التي تقوم بالخضوع للإرشاد النفسي، حيث يقع البعض منهم على اختلاف عاداتهم وثقافاتهم وجنسياتهم في بعض المشكلات الخاصة وخاصة العائلية منها، مما تؤدي إلى تدمير حياتهم الخاصة وإحباطهم وتشردهم وانفصالهم او هجرتهم عن الأشخاص الذين ترعرعوا معهم، وتعتبر هذه المشكلات ذات طابع لا يسهل التعامل معه كونه حسّاس للغاية ويحتاج إلى رعاية كبيرة، كما ويشعر البعض بالعار والخجل من عرض تجربته على الآخرين أو البحث عن الحلول، لعدم رغبته في أن يظهر بصورة يشعر من خلالها بالعار أو الخجل وخاصة أن المشكلة تتعلّق بأخ أو أب أو أم أو صديق.
2. الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية واضطرابات في حياتهم العملية:
لا يسهل على الجميع أن يتعاملوا مع الآخرين بطريقة سلسة سهلة، فالبعض يعتقد أن الآخرين يتآمرون للإضرار به أو أنهم لا يقدّرونه ولا يحترمون عمله، ويعتقد البعض الآخر أن مدير العمل أو زملاء العمل هم أشخاص يرغبون في التخلص من ذلك الشخص بسبب طريقة تعامله أو الكيفية التي يتعامل معها مع الزبائن، مما يضطر بهؤلاء الأشخاص أن يلجئوا إلى العملية الإرشادية كوسيلة سهلة للتخلّص من الاضطرابات النفسية، وفي العادة يحصل هؤلاء الفئة على رعاية إرشادية جيّدة تتناسب مع طبيعتهم ومقدار تأثرهم بحجم المشكلة.
3. الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية أو عقلية:
تعتبر هذه الشريحة من أبرز الشرائح وأكثرها تعرضاً للضغوط النفسية، والسبب في ذلك هو عدم قدرتهم على استيعاب الواقع وشكّهم الدائم أنّهم أشخاص غير مرغوبين من قبل المجتمع، وأن الجميع يرغب في التخلّص منهم على سبيل السرعة، كما وأنّ علاقاتهم الاجتماعية تقف حائلاً دون قدرتهم على بناء علاقات عاطفية أو أسرية أو علاقات صداقة، وبالتالي شعورهم بأن وجودهم في الحياة عبارة عن زيادة ولا بدّ من أن يجدوا طريقة للتخلّص من هذه الأفكار، وفي النهاية يقوم هؤلاء الأشخاص بالخضوع للعملية الإرشادية، وتعتبر العملية الإرشادية مع هؤلاء الأشخاص من أصعب العمليات التي تتعلّق بعلم الإرشاد النفسي، إذ يتحتّم على المرشد أن يكون قادراً على الإقناع، وأن يكون ماهراً في دمج هؤلاء الفئة مع المجتمع، وإقناعهم أنّهم يشكّلون رقماً صعباً في هذه الحياة وأننا جميعا نملك إعاقات ولكن بصور مختلفة.
تعتبر هذه الفئة من الفئات التي تحتاج بكثرة إلى أساليب وخطط إرشادية دقيقة، يمكن لهم من خلالها إثبات ذاتهم وإدراك قيمتهم ودمجهم في المجتمع بصورة تتناسب وطبيعتهم البشرية، كما وأنّ معظم المشكلات النفسية التي تعاني منها هذه الفئة من الناس تتعلّق بإثبات الذات والقدرة على إبداء الرأي واكتساب ثقة الآخرين، وتتنوّع الأساليب الإرشادية في التعامل مع هذه الفئة من البشر حسب نوع الإعاقة التي يعانون منها، فمنها ما هو مقبول ويمكن التعامل معه كونه يملك عقلاً واعياً قادراً على استيعاب الإرشاد وقادراً على فهم ما هو حوله، ومنهم ممن يعاني من إعاقة بنسبة كبيرة تصل إلى حدّ عدم القدرة على الاستيعاب أو الفهم.
4. الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات في حياتهم الخاصة:
لا يوجد أحد منّا لم يتعرض لمشكلة خاصة أثرت في حياته بل وغيّرت مجراها بصورة كبيرة، ولكن يختلف هؤلاء الأشخاص حسب طبيعة المشكلة التي واجهتهم، فالبعض منّا لا يتقبل فقدان أحد الأبوين أو فقدان الزوجة او الأخ أو الصديق ويشكّل هذا الأمر بالنسبة له ثغرة كبيرة في شخصيته وربّما انتكاسات متتالية تؤدي به إلى العزلة وعدم القدرة على الاستمرار أو التواصل مع الآخرين، ويعاني البعض الآخر من مشاكل على الصعيد العاطفي ربّما تقوده إلى الجنون أو عدم القدرة على ضبط النفس، وبالتالي فهؤلاء الأشخاص هم الأكثر حاجة إلى الإرشاد النفسي.