تربية الأبناء هي مسؤولية مشتركة بين الآباء والأمهات وهذه أمانة أمرهم الله تعالى بالاعتناء بها، كلٌّ على حسب حالته واستطاعته، وهذه المسؤولية الكبيرة لا تنحصر في أحدهما دون غيره، ويدل حديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” إلى المسؤولية في الإسلام، ويدل على أن كل من الوالدين هم مسؤولين عن تربية أبنائهم.
الأهل وتربية الأبناء في الإسلام
فقد أوصى الإسلام الأهل بتربية الأبناء بطرق والوسائل المختلفة منها المناقشة والاستشارة والتشاور التي تكون عادة على الطريقة الأفضل والأكثر نجاحا في تربية الأبناء، وهذه الطرق التي تسبب السعادة للأسرة والتفوق في تربية الأطفال.
إذا وافق الوالدان على فطام طفلهم مثلا قبل أن يبلغ سن الثانية من عمره، وأن هذا الشيء في صالح الطفل، واستشار الأب والأم بعضهم البعض في ذلك واتفقوا عليه، فلا حرج في ذلك على أن لا يتخذ أحدهما هذا القرار من تلقاء نفسه دون الآخر، فهو حق مشترك بين الأهل وليس لأحد دون الآخر، هذا أكثر أمانًا للأبناء ويضمن الاهتمام بمصالحهم، وهذا من رحمة الله تعالى على الأبناء، فقد وضع الله تعالى ضوابط للأبوين في تربية أولادهم، وأمر بما فيه مصلحة للأبناء.
مسؤولية تربية الأبناء في الإسلام
الاستشارة في الحياة الأسرية ضرورية، وخاصة في تربية الأبناء، وكذلك المناقشة والتشاور فهو علم وفن يجب ممارسته وتطبيقه وفهمه في تربية الأبناء، ومن البديهي أن تختلف أحياناً آراء الأهل في بعض المسؤوليات المشتركة في تربية أبنائهم، وذلك بسبب اختلاف بيئة الوالدين، أو بسبب تدخل الأقارب، أو لأسباب متنوعة ومختلفة؛ ولكن هذا لا يجوز أن يؤدي هذا إلى أزمة إلا إذا فشل الأهل في الوصول إلى طريقة جيدة للتعامل مع هذا الاختلاف في الرأي.
هناك حلول لحل النزاعات في أساليب الأهل في تربية الأطفال، وهو استشارة متخصص أو شخص يمكن أن يتشاوروا بسهولة بشأن الخلافات التي تقابلهم في تربية أبنائهم، وتربية الأطفال هو علم وفن في حد ذاته يعلم ويمنح الشهادات له، وهو في الواقع من أعظم المجالات وأكثرها أهميه، لذلك يجب على الآباء والأمهات الاستشارة والسؤال عن آراء الطرف الآخر فيما يخص بنقطة النزاع المحدد.
وتؤثر الاختلافات الخطيرة في الرأي في شخصية وتربية الأطفال، ويجب على الأهل أن يدركوا ضرورة التغلب على هذه النوع من المشاكل، قد يضيع المحتوى الذي يريد الأب إيصاله وقد تضعف آثاره إذا أعطت الأم رسالة مختلفة، وقد يؤدي ذلك إلى أخذ الطفل للرسالة التي تناسبه، وفي غالب الأحوال يخرج الطفل برسالة ثالثة؛ مما يؤدي إلى صعوبة تمييز الطفل بين الحق والباطل والحلال والحرام، وهذا أعظم خطر على تنشئة الأبناء السليمة.
قد يؤدي الخلاف في تربية الأبناء إلى كراهية الأبناء لأحد والديه، وقد يؤدي إلى مشاكل أعظم وأكبر في مراحل لاحقة مثل مرحلة البلوغ، بناء على كثرة الفروق بين الأم والأب في تربية الأطفال، ولذلك من الضروري الاتفاق بين الأهل منذ البداية على عدم إعطاء أي منهما رسالة مختلفة عن الاخر للأبناء، وفي الأخص عندما يكونون موجودين، فيجب تأجيل التوجيهات والقرارات لوقت لاحق حتى يتمكنوا من مناقشته بعيدًا عن الموقع الذي يمكن للأبناء سماعه.
من الضروري أن يتفاعل الأهل مع بعضهما البعض بصدق وإخلاص، وليس من المناسب حسب الشريعة الإسلامية أو التربية، أن يدعي أحد الآباء للآخر أنه يوافق الرأي على نقطة معينة في تربية الأبناء، فقد يؤدي إلى فقدان للثقة بين الوالدين فيما يتعلق بتربية الأطفال، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى الكثير من المشاكل، في حين أن عدم الكذب والتشاور والتوصل إلى اتفاقيات بين الأهل يؤدي إلى التغلب على هذا المشاكل في اختلاف الرأي، ويساعد الأهل على التغلب على الخلافات الأخرى أيضًا.
إن الله تعالى يحاسب الأهل على تربية أولادهم، وعند النظر إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقد ذكر طرق التربية في حالة الاختلاف في الرأي، وخاصة إذا كان الاختلاف يتعلق بأساليب تربية الأبناء فإن طريقة حله الخلافات هي التشاور ومناقشة الأمر، وإن الله تعالى قد خلق في المرأة خصائص تختلف عن التي خلقها في الرجل، فالعاطفة والرحمة والتحمل أقوى عند النساء من عند الرجال، والعقل والإدارة والإرادة أقوى لدى الرجال من عند النساء، وهذه الحقيقة هي سبب ومرجع الخلاف بين الوالدين.