إذا كان الشخص مهتم بموضوعات علم النفس وعلم الأحياء ويبحث عن مهنة فريدة تنطوي على البحث، فقد يكون من الاعتبارات بالنسبة له أن يصبح عالم نفسي مقارن، يعتبر علم النفس المقارن هو أحد فروع علم النفس والأوسع، الذي يتضمن دراسة سلوك الحيوانات وإدراكها من أجل تحديد العلاقات التطورية بين الأنواع، وفقاً لجمعية علم النفس الأمريكية جزء كبير من العمل في هذا المجال هو فرع من نظريين مشهورين مثل تشارلز داروين وإيفان بافلوف.
من هو عالم النفس المقارن؟
يستلزم علم النفس المقارن البحث عن مبادئ عامة تتعلق بالتحكم الفوري والتنمية والوظيفة التكيفية والتاريخ التطوري للأنماط السلوكية، لقد كان جزء من علم النفس منذ بدايته كمجال منفصل للتحقيق، تم تتبُّع تاريخ علم النفس المقارن من أول دليل على الاهتمام بالحيوانات حتى الوقت الحاضر، على الرغم من أن علم النفس المقارن باعتباره تخصص فرعي يمكن تتبعه من خلال الأصول البريطانية، كما يتضح من تشارلز داروين ومجموعة من علماء النفس من دراسة أوجه التشابه والاختلاف بين أنواع الحيوانات في توفير نظرة ثاقبة لعلم النفس المقارن.
واجبات العمل في علم النفس المقارن:
يدرس عالم النفس المقارن جوانب مختلفة من مجموعات الحيوانات، مثل الأنظمة الحسية والاجتماعية والتعرفية والتواصل والإدراك، قد يدرس هؤلاء المحترفون كذلك المكونات الموجودة في سلوك الحيوان مثل التركيب الفسيولوجي والبيئي والنفسي.
في هذا المنصب من المحتمل أن تجري قدر كبير من الأبحاث وتساهم في المجلات العلمية وتسعى للحصول على تمويل من خلال المنح البحثية لمواصلة المساهمة في فهم وظائف الحيوانات وكيف تساهم في تعلم المزيد عن السلوك البشري والتركيب، يمكن كذلك التدريس على مستوى الكلية في مجال علم النفس المقارن.
إعدادات العمل في علم النفس المقارن:
يعمل معظم علماء النفس المقارن إما في مختبرات أبحاث خاصة مع فريق من علماء النفس الآخرين أو في حرم الجامعات كأعضاء هيئة تدريس، يمكنهم كذلك دراسة الحيوانات في بيئتها الطبيعية أو في حدائق الحيوان، تكون إعدادات الوظيفة واسعة جداً طالما أنها قادرة على الوصول إلى مواد البحث من أجل دراسة أصل الكلمة وسلوك وإدراك مجموعات الحيوانات.
مسارات تعليمية في علم النفس المقارن:
قد يطلب مساعدو المختبر في هذا المجال فقط درجة البكالوريوس، مع ذلك سيحتاج إلى درجة الدكتوراة لمعظم الوظائف في علم النفس المقارن، من المحتمل أنّ الشخص سيحتاج إلى إكمال أربع سنوات من الدراسات العليا بعد برنامج البكالوريوس لمدة أربع سنوات في علم النفس، من المرجح أن تشمل الدورات الدراسية موضوعات مثل تصميم البحث وعلم النفس والأخلاق والسلوك البشري الفعال وطرق التدريس وإدراك الحيوانات.
هذه القائمة ليست شاملة؛ حيث سيختلف برنامج كل مدرسة، مطلوب مشروع أطروحة دكتوراة مستهلك للوقت ومكثف في برنامج الدكتوراة، كما سيحتاج الفرد إلى الدفاع عن بحثه أمام لجنة أعضاء هيئة التدريس من أجل إكمال متطلبات التخرج الخاصة به، بعد التخرج من الجيد الانضمام إلى مجموعات الشبكات المهنية، إحدى هذه المنظمات المعروفة في هذا المجال هي القسم 6 التابع لجمعية علم النفس الأمريكية والذي يركز على علم الأعصاب السلوكي وعلم النفس المقارن، سيساعده القيام بذلك أيضاً على وضع نفسه في سوق العمل.
هذا مجال غير معروف إلى حد ما لعامة الناس، لكنه يوفر للمجتمع قدراً كبيراً من المعلومات المتعلقة بوظيفة الإنسان من خلال دراسة تفاعل الحيوان وسلوكه وتطوره، إذا كان لدى الشخص عقل تحليلي فسيستمتع بالبحث واكتشاف معلومات جديدة، فقد يكون المسار الوظيفي كطبيب نفساني مقارن مناسب له، قد يسأل الطلاب الذين يفكرون في التخصص في وظائف في علم النفس، “ما هو علم النفس المقارن؟” تبدو الإجابة على السؤال معقدة لكنها في الواقع بسيطة للغاية، يركز هذا التخصص القائم على البحث على إيجاد أسباب السلوك الحيواني غير البشري وكيف يرتبط السلوك برفاهية الأنواع.
أمثلة على أنواع الاكتشافات التي قام بها علماء النفس المقارن:
ظهرت (Science Daily) في دراسة مثيرة للاهتمام مؤخراً؛ حيث اكتشف العلماء أن الحيوانات تغير إشاراتها الصوتية مع تغير البيئة المحيطة بها، كما اكتشفوا أنه خلال دورة التزاوج عندما تنفجر الأشجار بصوت ذكور الضفادع التي تحاول جذب زملائها، قامت بعض الحيوانات بتغيير دعواتها قليلاً لتمييزها عن بقية المشاجرة، تفعل الطيور الصغيرة نفس الشيء عندما تريد أن تبرز في حشد أشقائها لتكون من يتغذى أولاً.
تلقي دراسة السلوكيات التكيفية لدى غير البشر ضوءاً جديداً على عمل الإنسان وفكره، يحسب علماء النفس هؤلاء الموضوعات البحثية على أنها “عملاؤهم”، حيث أنّ ممارساتهم ليست في العيادات أو المكاتب، مع ذلك فإن الطلاب الذين أصبحوا علماء نفس مقارن يضعون أنفسهم لتقديم مساهمات هائلة لفهمنا لعالمنا.
كيف ينظر علم النفس المقارن إلى السلوك؟
ينظر هذا العلم إلى السلوك من خلال أربعة أسئلة؛ السؤال الأول هو مدى شيوع السلوك عبر الأنواع، بمعنى آخر هل يتكرر في معظم أفراد النوع؟ السؤال الثاني هو ما إذا كان السلوك يساهم في الأنواع، يشير هذا عادة إلى الإنجاب واستمرار المجموعة؛ هذان السؤالان مجتمعين يعالجان “السبب القريب”، هذا المصطلح يعني السبب المباشر لشيء ما؛ على سبيل المثال، قد يموت حيوان لأنه يختنق بطعامه.
السؤال الثالث الذي يسعى طلاب السلوك الحيواني للإجابة عنه هو ما هي العوامل في البيئة أو في علم وظائف الأعضاء أو حتى في السلوكيات الأخرى اللازمة لحدوث السلوك، تتم الإجابة على السؤال الأخير في طريقة البحث من خلال عدة عوامل؛ التعلم والنضج والخبرات الاجتماعية التي تسمح بتطوير السلوك.
يشير هذان السؤالان الأخيران إلى “السبب النهائي” للحدث، في مثال الحيوان الذي يختنق حتى الموت، قد يكون السبب النهائي للاختناق هو أن الحيوان كبر وفقد أسنانه، فلا يستطيع مضغ الطعام، يساعد السبب التقريبي والسببية المطلقة للعلماء على التفكير في سلوكيات الحيوانات التي تغيرت على مدار التاريخ.
لماذا ندرس السلوك غير البشري؟
كان تشارلز داروين من أوائل المؤيدين لهذا الفرع من علم النفس، حيث قام بدراسة سلوك العديد من الأنواع لتطوير نظرية حول كيفية تكيف الأنواع وتنوعها بيولوجياً، مع ذلك فإن علم النفس المقارن يشمل كذلك تخصصات الأنثروبولوجيا والبيئة وعلم الوراثة والمجالات الأخرى التي تعمل كعدسات يمكننا من خلالها رؤية السلوك غير البشري.
تعطينا طريقة الدراسة المقارنة نظرة ثاقبة للطرق التي ترتبط بها الأنواع، بما في ذلك البشر مع بعضها البعض وتساعدنا على التنبؤ بنتائج التغييرات في الغلاف الجوي ووجود الطعام والأحداث الأخرى مثل الاحتباس الحراري على الحياة، يعطينا علم النفس المقارن أيضاً أدلة حول كيفية تأثيرنا على سلوك الأنواع الأخرى من خلال أفعالنا، اكتشف إيفان بافلوف على سبيل المثال أن بعض السلوكيات لا تحتاج إلى حدوث محفزات مباشرة؛ عمليات التفكير كافية.