اقرأ في هذا المقال
نشأة جون ديوي:
جون ديوي أشهر علماء النفس وفيلسوف أمريكي فهو الأب الروحي للتربية ومربياً، وأحد مؤسسي الفلسفة البراغماتية والأكثر أهمية في النصف الأول من القرن العشرين، كان أكثر شخصية تمثيلية في علم التربية التدريجي في بلده.
ولد جون ديوي في مدينة بيرلينجتون تقع في الولايات المتحدة، في عام 20 أكتوبر 1859. وتوفي في نيويورك في 1 يونيو 1952. في عام 1879 تخرج في الآداب في جامعة فيرمونت. بعد التخرج شغل منصب مدرس في ولاية بنسلفانيا، نشأ في عائلة نازحة وفقيرة.
ارتبط اسمه بفلسفة التربية وهو من أشهر أعلامها؛ لأنه وضح الهدف من التعليم وربط النظريات بالحياة العملية من غير الرضوخ للعادات والتقاليد. وهو من أوائل الذين أسسوا المدارس التجريبية في أمريكا بالاشتراك مع زوجته في جامعة شيكاغو 1896- 1904.
كان ترتيب جون ديوي في أسرته الابن الثالث بين أخوته وقد توفي شقيقه الأكبر في مرحلة الطفولة، التحق هو اخوته الأربعه في مدرسة حكومية، ثم التحق بجامعة فيرمونت في برلنغتون وتخرج منها عام 1879م، وفي جامعة اكتشف جون ديوي لنظرية التطور من خلال تدريس والتركيز على الدروس في العلوم، وظلت نظريته لها تأثير مدى الحياة على فكر ديوي.
ثم درس الدكتوراة في الفلسفة وحصل على الشهادة في عام 1884 من جامعة جونز هوبكنز، وبدأ يُحاضر في مجال الفلسفة وعلم النفس في جامعة ميشيغان، ثم تبدلت اهتماماته تدريجياً من الفلسفة إلى علم النفس التجريبي الجديد، الذي تقدم في الولايات المتحدة على يد جي ستانلي هول والفيلسوف وويليام جيمس.
قام جون ديون بدراسة علم نفس الطفولة لتطوير وتقدم فلسفة التعلم والتعليم، انضم جون ديوي إلى الاتجاه البراغماتي الأمريكي، وقد اعتمد جون ديوي على أهمية التحقيق التجريبي، وكانت رؤيته العميقة بالأهمية الديمقراطية سواء في السياسة أو التعليم أو الإعلام والصحافة. أثناء التحاق جون ديون في جامعة شيكاغو كتب أربع مقالات جماعية بعنوان الفكر وموضوعه.
بدأ جون ديون في التحقيق الفعلي لنظريتة ولمعتقداته التربوية التي قدمها في إنجازاته، وقد تعارضت وجهة نظره مع الإدارة الجامعية وهذه الخلافات جعلته يستقيل منها، ثم انتقل بعدها إلى مكان قريب من الساحل الشرقي.
انتُخب في عام 1899 وبعدها أصبح رئيساً للجمعية الفلسفية الأمريكية في عام 1905، وأمضى حياته المهنية وكتب أشهر أعماله الفلسفية، وامضى ستة وعشرين عاما أستاذاً لعلم النفس والفلسفة في جامعة كولومبيا الواقعة في مدينة نيويورك.
تضمنت أفكار جون ديوي عن الديمقراطية بأنها هي أفضل وسيلة لتطوير مصالح البشرية، وعلم الجمال والعلوم السياسة وذلك لتوضيح ما اعتبره عيب في العادات والتقاليد.
ومن وجهة نظر جون ديوي أن المجال البحثي في الفلسفة ضعيف بشكل كبير، ورفض الازدواجية بين الوجود والخبرة، وأنه ليس هناك وجود ثابت وأن الكون في تغيير مستمر، وأن التجارب التي يجريها البشر هي أحداث دنيوية ونتائجها تتكون من مجموعة من العمليات المتفاعلة، بالتالي فإن حياة الإنسان دائمة التغيير.
أهم كتب جون ديوي:
- كتاب (مفهوم ريفلكس قوس في علم النفس) في عام 1896.
- كتاب (الديمقراطية والتعليم) في عام 1916.
- كتاب (الطبيعة البشرية والسلوك) في عام 1922.
- كتاب (دراسة لوظيفة العادة في السلوك البشري).
- كتاب (الجمهور ومشاكله) في عام 1927.
- كتاب (الخبرة والطبيعة) في عام 1925.
- كتاب (الإيمان المشترك ) في عام 1934.
- كتاب ( نظرية التحقيق) عام 1938.
- كتاب (الحرية والثقافة) في عام 1939.
- نشر جون ديوي أكثر من 700 مقالة في 140 مجلة، كما نشر حوالي 40 كتاب.
أشار جون ديوي إلى أنه في بداية تعلم الطفل يحتاج الى 4 دوافع فطرية:
- دافع التواصل.
- دافع بناء.
- دافع للاستفسار.
- دافع التعبير عن نفسه.
يساهم نظام التعليم في تكوين أشخاص ملتزمين بالقيم والنماذج الديمقراطية للمجتمع. لذلك يذكر ديوي في هذا الكتاب أن التعليم هو أيضًا شكل من أشكال العمل السياسي؛ لأنه يجبر الناس على التفكير في الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأخلاقية المختلفة للمجتمع الذي يعيشون فيه وتقييمه.
تكمن أهمية كتب جون ديوي في مجال العلوم التربوية في العديد من الموضوعات المهمة في تنشئة مجتمع واعٍ ومتغير حسب الأمور الدنيوية، وأن الكون في تغيير دائم لذلك يجب عدم التقيد في العادات والتقاليد والخروج عن المألوف والوصول الى تقدم ليستفيد منه المجتمع، وأيضاً لم يهتم جون ديوي فقط على القضايا المتعلقة بالغرض من التعليم أو الوظيفة الاجتماعية، ولكن أيضًا القضايا المتعلقة بأساليب التدريس، وأهمية المحتوى الثقافي، والقيم التعليمية، والجوانب الاجتماعية، وغيرها من الأمور الكثيرة.
