من هو عالم النفس كارل روجرز؟

اقرأ في هذا المقال


حياة كارل روجرز الخاصة:

ولد كارل روجرز في 8 كانون الثاني من عام 1902 في مدينة أوك بارك إحدى ضواحي شيكاغو، حيث كانت مشاعره حساسة وينجرح بسهولة؛ كان عدد إخوانه سبعة من بينهم فتاة وهو الرابع في ترتيبهم وكانت شخصيته تميل للمزاح والسخرية.

كان والداه يتمتعان بقدر جيد من التعليم، والده كان مهندساً مدنياً وأمه كانت ربة بيت ويعتبران من المتحفظين في الطبقة الوسطى، مما جعلهما يغرسان معايير وتعاليم أخلاقية لعل أهمها الدقة والنظامية، والتركيز على أداء الأعمال الجادة، لذلك روجرز يتذكر أول خبرة شعورية كانت غير مريحة له هي عندما شرب الخمر لأول مرة.

روجرز لا يتذكر إلا القليل عن حياته الاجتماعية التي قضاها خارج إطار عائلته الكبيرة، مع أن ذلك لا يضايقه حيث كوّن استقلالية ذاتية واعتمد على نفسه كثيراً، عندما بلغ الثانية عشر من عمره انتقل مع عائلته إلى مزرعة خاصة  تبعد عن شيكاغو 30 ميلاً، وهناك قضى معظم فترة المراهقة، ونتيجة التربية الصارمة والعمل الروتيني مع الأسرة أصبح روجرز منعزل ومستقل ومنظم ذاتياً، وهذا أتاح له الفرصة للقراءة والاطلاع وأصبح مهتماً بالزراعة العلمية  فوالده كان يحضر معه الكثير من النشرات والمطبوعات ذات العلاقة بهذا الفن، وأثناء المراهقة كان مغرماً بملاحظة فراشات الليل الطائرة، وكيف تتكاثر طوال العام، واستمتع بقراءة الكتب العلمية المتقدمة بالزراعة.

حمل روجرز اهتمامه هذا إلى الجامعة، حيث افتتن في عامه الأول بعلوم الفيزياء والبيولوجيا، وبعد تخرجه من جامعة ويسكانسن في عام 1924 تزوج من هيلين إليوت والتحق بحلقة البحث اللاهوتية الاتحادية في نيويورك حيث تعرف على وجهة النظر الفلسفية الليبرالية فيما يتعلق بالدين.

لكن هذا الاتجاه والمصير لم يكن ليستمر، حيث غير روجرز أفكاره ومفاهيمه الأساسية عن الدين، حيث وجد من الصعوبة الاحتكاك بعدد من جمعيات الشباب الأمريكية المسيحية الالتزام بمجموعة معينة من المعتقدات فقط، هذه المرحلة كانت صعبة بالنسبة لروجرز وعائلته ولكنها في النهاية كانت بداية القناعة لديه بأن الفرد يجب في نهاية المطاف أن يعتمد على خبراته.

ثم توجه اهتمامه نحو التركيز على علم النفس، حيث انتقل إلى كلية التربية بجامعة كولومبيا حيث درس فلسفة جون ديوي، وتعرف على علم النفس الإكلينيكي على يد السيدة  ليتا هولينجورث، ونال درجة الماجستير في عام 1928.

ثم الدكتوراة في عام 1931 وحصل على خبراته العملية الأولى في علم النفي الإكلينيكي والعلاج النفسي بوصفه معالجاً في معهد توجيه الاطفال الذي كان ذو صبغة فرويدية قوية، وهنا بدأ روجرز حركة المعارضة الطويلة التي استمرت لسنين مع الأطباء النفسيين الذين كانوا ينادون ويرون أن من الواجب عدم السماح للاختصاصين النفسيين بممارسة أو تسلم مسؤوليات في مجال العلاج النفسي.

في عام 1939  قبل العمل كمدرس في جامعة اوهايو الحكومية، لكنه في عام 1945 انتقل إلى جامعة شيكاغو حيث نادى بأهمية دور الاخصائي النفسي وقدرته على أداء مهمة ناجحة في مجال العلاج النفسي وكان سكرتيراً تنفيذياً لمركز الإرشاد فيها.

كان رئيساً للجمعية النفسية الأمريكية عام 1946- 1947م، وكان هو العالم النفسي الأول في تاريخ الجمعية الذي حصل على جوائز عدة منها جائزة المساهمة العلمية وجائزة العالم المحترف والمتميز وغيرها من الجوائز. ونتيجة لمحاولات روجرز الجادة اصبح علم النفس الإكلينيكي مقدراً ومعترفاً به ومحترماً. وصار الاختصاصي النفسي مع الطبيب النفسي في مكانة متساوية ومهنتين تسعيان لتحقيق هدف عام. حتى وصل الأمر إلى تكليفه بالتدريس في جامعة ويسكانس في عام 1957 كمدرس لعلم النفس والطب النفسي، حتى قبل وفاته بسنوات استمر روجرز بالعمل بنشاط زائد.

فاتجه هو وعدة أعضاء أخرين من ذوي الاتجاة الإنساني في عام 1968 إلى تأسيس مركز الدراسات الشخصية في كاليفورنيا.

وقد مات كارل روجرز بطريقة غير متوقعه في عام 1987، بعد عملية جراحية في وركه الذي انكسر في الوقت الذي كان فيه نشيطاً، وفي آخر سنوات عمره سافر إلى كل أنحاء العالم، ومن جنوب أفريقيا إلى الاتحاد السوفييتي، وتوقف في ايرلندا الشمالية، لتحقيق السلام العالمي وإنهاء الصراع ونشر عدد من المقالات أثناء السنوات الأخيرة من حياته.

مقالات كارل روجرز:

  • كتاب الإرشاد والعلاج النفسي في عام 1942.
  • مقالات بعنوان بعض الملاحظات عن تنظيم الشخصية في عام 1947.
  • كتاب العلاج المتمركز حول العميل عام 1951.
  • كتاب العلاج الإكلينيكي للطفل المشكل عام 1939.

شارك المقالة: