اقرأ في هذا المقال
- نشأة كارين هورني
- أفكار كارين هورني
- عناصر القلق عند هورني
- أساليب التوافق مع القلق الأساسي “الحاجات العصابية العشر”
- الاتجاهات العصابية عند كارين هورني
نشأة كارين هورني:
محللة نفسية من ألمانيا وأصلها يهودي ولدت في 16 سبتمبر 1885 في قرية بلانكينز بهامبورج الألمانية عمل والدها قائد بحري وهو من أصل نرويجي وأم هولندية درست بجامعة برلين وحصلت على الدكتوراه سنة 1915 ثم التحقت بمعهد التحليل النفسي ببرلين.
والد كارين كان رجلاً صارماً وذو اتجاهات دينية قوية، فقد حاول التحكم في حياتها ومنعها من إكمال تعليمها بالرغم من أنها كانت ذكية ومتفوقة، إلا أن والدتها كانت صاحبة تفكير حر فوقفت معها وساندتها في ذلك، وبسبب عمل والدها قبطان في البحر معظم الوقت وأيضاً انفصال والديها وانتقالها للعيش مع أمها أتيحت لهورني الفرصة لإكمال تعليمها، وكانت كارين تعتقد أنها لا تملك نصيباً كبيراً من الجمال، ولمواجهة ذلك غمست نفسها فى دراستها فكانت تقول “ما دمت لا أستطيع أن أكون جميلة فإنني سأصبح ذكية متألقة.
وقد تناولت هورني في كتاباتها وهي في سن المراهقة بوضوح العلاقات الإنسانية ودور النساء، وكذلك الدور الذي تلعبه البيئة المضطربة في خلق التوتر فنقص الحب والتشجيع والعيش مع والدين متخاصمين وعوامل أخرى في هذه البيئة تؤدي إلى بروز مشاعر الرفض وانعدام القيمة والنزعة العدوانية.
وفي عام (1905 م) دخلت كلية الطب بجامعة برلين، وخلال الفصل الدراسي الأول قابلت المحامي أوسكار هورني وبعد عدة سنوات تزوجته وأنجبت منه ثلاث فتيات،وبعد أن أكملت متطلبات درجة الدكتوراه في الطب انضمت إلى معهد التحليل النفسي في برلين حيث عملت مع كارل أبراهام وهانز ساتشز.
في عام (1932 م) طُلقت من أوسكار وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة فرانز ألكساندر لتصبح مديرة مساعدة لمعهد شيكاغو للتحليل النفسي، وبعد سنتين انتقلت إلى نيويورك لتتفرغ للعمل الإكلينيكي والتدريس في معهد نيويورك للتحليل النفسي، وكانت حياتها في الولايات المتحدة الأمريكية في فترة الكساد حافزاً لها للتفكير في العوامل البيئية أكثر وأكثر وتأثير ذلك في ظهور العصاب.
توفيت هورني عام (1952 م) في نيويورك بسبب مرض السرطان، تاركةً ورائها مجموعة كبيرة من المقالات والكتب أهمها: كتاب العصاب والنمو عند الإنسان، وكتاب الشخصية العصابية في زماننا.
أفكار كارين هورني:
وجهة نظر هورني في الإنسان تفاؤلية، حيث تعتقد أن الطبيعة الإنسانية قابلة للتغيير نحو الأفضل وأن قدرات وإمكانات الإنسان يمكنها التقدم والارتقاء، وتعتقد أيضاً أن الثقافة من شأنها أن تخلق قدراً كبيراً من القلق لدى الفرد الذي يعيش فيها، فالنظرية الإجتماعية لهورني أظهرت مفهوماً أولياً هو (مفهوم القلق الأساسي)، حيث عرفته بقولها ” هو الإحساس الذي ينتاب الطفل لعزلته وقلة حيلته في عالم مليء بالتوتر والعدوانية “.
عناصر القلق عند هورني:
- الشعور بالعجز.
- الشعور بالعدوان.
- الشعور بالعزلة.
تتفق هورني مع وجهة نظر فرويد في تعريف كل من القلق والخوف بأنهما: “رد فعل انفعالي للخطر”، لكنها ترى أن هناك اختلافاً بين الخوف والقلق: “فالخوف رد فعل لخطر خارجي معروف وواقعي، أما القلق فهو رد فعل لخطر ذاتي توهمي غامض غير معروف”، وتهتم هورني بالعامل الذاتي المصاحب للقلق والذي يميزه عن الخوف، وترى أنه يتكون من شعور الفرد بخطر عظيم يحيط به مع شعوره بالعجز أمام هذا الخطر، وهي ترى أيضاً أن بعض العوامل النفسية الداخلية تخلق الخطر أو تقوم بتعظيمه، وأن شعور الفرد بالعجز يكون متوقفاً على اتجاه الفرد نفسه.
أساليب التوافق مع القلق الأساسي “الحاجات العصابية العشر”:
- الحاجة للقبول.
- الحاجة لوجود الشريك.
- الحاجة للعيش بحياة بحدود ضيقة.
- الحاجة للقوة.
- استغلال الآخرين.
- الاعتراف الاجتماعي.
- الإعجاب الشخصي.
- تحقيق الطموح الشخصي.
- الكفاءة الذاتية والاستقلالية.
- الكمال.
اختلفت كارين هورني عن أفكار فرويد في عملها حيث أنه من الصعب التطبيق، وكانت الاتجاهات العصابية هي مركز تفكيرها، ويجب على الفرد خلق صحة وسعادة بهدف الوصول إلى الكمال إذا أراد بلوغ السعادة وأن يخضع السلوك العصابي لعوامل الضبط والتحكم، وأشارت لأهمية الأسرة، وكان هدفها استئصال الأخطاء من التفكير الفرويدي.
الاتجاهات العصابية عند كارين هورني:
- التحرك نحو الناس/ الخضوع “الطفل”: هذا النمط التكيفي يتضمن الحاجة إلى الحب والتقدير.
- التحرك ضد الناس/ العدوان “المراهق”: هذا النمط التكيفي يتضمن الحاجة للقوة.
- التحرك بعيداً عن الناس/ الابتعاد “الراشد”: هذا النمط يتضمن الحاجة إلى الإعجاب والكمال والبحث عن العزلة.
من وجهة نظر هورني أن السلوك الإنساني الصحيح يُستمد من الإحساس بالطمأنينة، وأن السبب الرئيسي للقلق يعود إلى عدم مقدرة الفرد إلى الوصول إلى حالة الطمأنينة، والتي تعود إلى علاقته مع والديه وهذا يقود إلى تكوين نظره عدائية للعالم باعتباره عددًا مهددًا له.