يفتقد العديد من الأفراد إلى أساسيات الاتصال الأولية التي تضمن للفرد بقاءه ونجاحه وتطوّره في الحياة الاجتماعية، ولعلّ هذه المهارات متاحة لجميع فئات المجتمع على مختلف المراحل العمرية وبغضّ النظر عن الجنس أو الثقافة أو المكان، ولكن يتمكّن بعض الأفراد من التقاط الرسائل التي يرسلها المجتمع إلى أفراده بصورة إيجابية ولا يتمكّن البعض الآخر من ذلك، ومن هنا تظهر الحاجة إلى العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي كوسيلة تساعد المسترشد على مجاراة الوضع بصورة عامة.
ما أبرز مهارات الاتصال الأولية في الإرشاد النفسي
1. مهارات لفظية منطوقة تختص بالكلام
لا يستطيع البعض أن يعبّر عن أفكاره من خلال الكلام المنطوق بصورة واضحة شفّافة، مما يجعله عرضة لعدم الاهتمام وفقدان الثقة بالنفس، وعلى العكس من ذلك نجد آخرين لا يملكون أي خبرات أو مهارات أو شهادات سوى قدراتهم اللفظية على تفسير المعنى، وإقناع الآخرين بما يجول في خاطرهم ويخدم أهدافهم بصورة إيجابية جداً، وبالتالي يحتاج الأشخاص الذين لا يستطيعون إجادة اللغة اللفظية المنطوقة إلى الإرشاد النفسي ليعمل على معالجة مشكلتهم بصورة عامة، ولمعرفة أسباب المشكلة لا بدّ وأن يقوم المرشد النفسي بفهم طبيعة المشكلة وسبب حدوثها والظروف التي تظهر فيها هذه المشكلة، وعادة ما يكمن الحل في طبيعة الشخصية وطريقة التربية التي نشأ عليها الفرد.
2. مهارات غير منطوقة خاصة بلغة الجسد
في العصر الحديث أصبحت لغة الجسد لغة تساوي بل تزيد قيمة عن اللغة اللفظية المنطوقة، ولعلّ السبب في ذلك هو ارتباطها الوثيق بالمشاعر والعقل وما يقصده الفرد بصورة حقيقية لا مزيّفة، ولعلّ الأشخاص الذين لا يمتلكون القدرة على إدارة لغة جسدهم بصورة صحيحة هم الأشخاص الأكثر عرضة للنكسات الاجتماعية وللفشل المهني، فالحياة التي نعيشها في ظلّ التسارع التكنولوجي الرقمي بصورة كبيرة تحتاج إلى العديد من المهارات الحياتية الخصاصة التي تسمح لهم في مجاراة الذكاء الطبيعي والصناعي.
لا يمكن للمسترشد أن يتخلّص من المشاكل المتعلقة بالذات والقدرة على الإقناع ما لم يتمكّن من تجاوز مشكلة إدارة اللغة اللفظية وغير اللفظية، وهذا الأمر يعتبر هاجساً لدى الكثيرين من أبناء المجتمع، ولكن ومن خلال العملية الإرشادية عادة ما يتمّ معالجة هذه المشكلة بصورة تدريجية وصولاً إلى الأهداف المنشودة التي تقتضي استقرار شخصية المسترشد.