نصائح لإتقان علم النفس العكسي

اقرأ في هذا المقال


علم النفس العكسي هو أسلوب مقنع يتم من خلاله إنشاء السلوك المرغوب عن طريق إخبار الشخص بالتفكير والتصرف بطرق معاكسة، وهو شكل من أشكال الخداع المستخدمة في البحوث النفسية، أي إنها عملية نريد فيها من شخص ما أن يفعل شيئًا معينًا أو يتصرف بطريقة معينة، لكننا نعلم أن هذا الشخص لن يفعل ذلك، حتى لو أقنعناه مرات عديدة، ففي مثل هذه الحالات نقول عكس ما نتوقعه منهم تمامًا، وسنجد أن ما أردناه منهم أن يفعلوه قد تم بالفعل.

نصائح لإتقان علم النفس العكسي

يعتبر علم النفس العكسي من الأساليب الجيدة لأننا نخدع شخصًا ونهيئ عقله للتصرف بطرق معينة ويطلق عليه التحليل النفسي في الاتجاه المعاكس.

يعتبر علم النفس العكسي أخلاقي عند استخدامه لتحفيز الناس على اتخاذ قرار جيد لأنفسهم أو لمجموعتهم الخاصة بهم، حيث أنه عندما تستخدم لتحدي شخص ما للقيام بعمل أفضل، أو تستخدم لمساعدة الناس على اتخاذ القرار الصحيح، فإنها لا تعتبر طريقة غير أخلاقية أبداً، فعلم النفس العكسي هو أداة وغالبًا ما يتم استخدامه فقط عندما لا يعمل أي شيء آخر.

إذا كان أي شخص يريد أن يصبح محترفًا في استخدام علم النفس العكسي في الحياة اليومية بطرق أخلاقية وذات أهداف سامية ويريد تحقيقها والنجاح بها، فسيتعين عليه إتقان الفن المستخدم والعديد من النصائح لإتقان علم النفس العكسي، حيث تتمثل أهم النصائح لإتقان علم النفس العكسي من خلال ما يلي:

1- محاولة الفرد أن يفهم سمات الشخصية الخاصة بكل شخص يتعامل معه، حيث أن الأشخاص المفرطين في الثقة والصلابة والعاطفية هم أكثر عرضة لعكس حيل علم النفس.

2- محاولة الفرد في أن يبني ويخلق موقفًا يمكنه من خلاله جعل الشخص الآخر يشعر أنه يتخذ خياراته وقراراته، حيث يتوجب عليه إقران كل من القول والفعل لأشياء تأتي بنتائج عكسية لما يريد.

3- محاولة الفرد دائماً في البقاء هادئاً في العديد من المواقف فالانفعال لا يؤدي لنتائج طيبة بل يزيد الأمور سوء، حيث يتوجب عليه أن يجنب التذمر ومحاولة التقاط الإشارات العاطفية من الشخص وجعلها تعمل لصالحه لا العكس.

4- محاولة الفرد أن يضع الهدف النهائي الخاص به لاستعمال علم النفس العكسي في الاعتبار؛ وذلك حتى يتمكن هذا الفرد من تكييف الشخص المعني وإحضار جميع المحادثات إلى نفس النقطة التي يحاول الوصول إليها.

5- محاولة الفرد أن يتحدى الشخص بطريقة سلبية بالقول إنه لا يستطيع فعل ذلك وأن قدراته ومهاراته محدودة للقيام به، حيث يجب أن يبدو مقنعًا في هذه النقطة، والإصرار على حجة معاكسة والتلاعب به للتصرف بطرق مرغوبة.

6- محاولة الفرد أن يقوم ببعض التدريبات الذاتية من خلال جلسات وهمية قبل تطبيقها مع الفرد المستهدف؛ وذلك من أجل أن يكون هذا الفرد أكثر إقناع للشخص المقابل له.

7- محاولة الفرد أن يستمر في فعل ذلك حتى يقنع الشخص بالامتثال لما يريد، عندها فقط تصبح تقنية علم النفس المعاكس ناجحة.

8- محاولة الفرد أن يستخدم علم النفس المعاكس دائمًا بشكل إيجابي لتحقيق نتائج جيدة ومشتركة له وللشخص المقابل، حيث أنه إذا جرح الشخص عاطفياً أو حاول اللعب بثقته به، فقد تأتي هذه التقنية بنتائج عكسية وقد تعاني العلاقة من انتكاسة.

القضايا الأخلاقية في استخدام علم النفس العكسي

تعتبر نظرية علم النفس العكسي جيدة في حياتنا اليومية بعدة طرق، حيث يتم تحديد فعاليتها من خلال الأخلاق والقواعد الأخلاقية التي يحتاج المرء إلى اتباعها وخاصة عند اللجوء للأخصائيين والبحث النفسي التجريبي في علم النفس، حيث تتمثل القضايا الأخلاقية في استخدام علم النفس العكسي أن إذا تم استخدام الأسلوب على شخص ما لتحسينه وتعليمه طرقًا مثالية للتصرف، كما يستخدمها الآباء مع أطفالهم، يمكننا اعتبارها أخلاقية.

على العكس من ذلك إذا كان الدافع الجوهري من علم النفس المعاكس هو التلاعب بشخص ما لفعل شيء لا يستحق، فإن هذا سيترك طعمًا سيئًا في الفم إلى الأبد ويغير من الفرد الواقع تحت تأثيره، فإذا شعر هذا الشخص بالاستياء والكرب، فستكون هذه ممارسة غير أخلاقية، حيث أنه أيضاً لا يمكن لأي شخص أن يقوم بتهديد شخص ما بفعل شيء ضد رغبته إنه أيضًا غير أخلاقي.

لذلك تكمن الحيلة في استخدام علم النفس المعاكس بحذر وخبرة، حيث يتوجب من الفرد أنه يجب أن يتحدى الشخص المقابل لإخراج أفضل ما لديه، ومنها يجب أن يؤدي إلى تحول إيجابي ويجب ألا يشعر الشخص المقايل بالأذى أو الإذلال.

لماذا يعمل علم النفس العكسي في العديد من السيناريوهات المختلفة

يعمل علم النفس العكسي في الحياة اليومية بطرق متنوعة، حيث يتم استخدامه من قبل المعالجين الذين لديهم مرضى مقاومة، يستخدمه المدعون لانتزاع اعترافات من المجرمين، ويستخدمه الآباء لجعل أطفالهم يتبعون القواعد المنزلية السليمة، ويستخدمها الأزواج والزوجات لجعل أزواجهم يفعلون ما يريدون، ويستخدم مندوبو المبيعات علم النفس العكسي لإتمام الصفقات بشكل أسرع.

علم النفس العكسي هو أسلوب يتضمن التشجيع على فعل معين، أو إعلان اعتقاد معين، وهذا عكس ما نريده في العديد من المواقف، حيث إنه يعمل على العديد من الأشخاص خاصة الأشخاص الذين يحبون أن يكونوا مسيطرين ولديهم السلوك القيادي، أو الذين يقاومون بطبيعتهم، وهناك عدد كبير من المحتوى حول كيف أن علم النفس العكسي غير أخلاقي ومتلاعب.

في الواقع يأتي مع علم النفس العكسي جاذبية الأصالة، أي أنه عندما لا يشعر شخص ما أنه يتم إخباره بما يجب فعله، فإن التفاعل يشعر بمزيد من المتعة والأصالة، ومنها فقد يكره معظم الناس بيعهم أو إخضاعهم لقاعدة معينة؛ لهذا السبب يعمل علم النفس العكسي، وترتبط تقنية علم النفس العكسي على مفهوم المفاعلة النفسية التي يمكن التنبؤ بها، فما هي المفاعلة ولماذا يعتمد علم النفس العكسي عليها؟

تعتبر المفاعلة هي رد فعل عاطفي سلبي من البيع أو الإقناع، حيث ينبع من المقاومة الطبيعية التي يتعين على البشر التحكم فيها أو التلاعب بها، وتحدث المفاعلة عند البشر الذين يشعرون أن حريتهم في الاختيار تُسلب، أو أن خياراتهم محدودة، على سبيل المثال يمكن أن تحدث المفاعلة لأن مندوب مبيعات انتهازي يحاول إقناع الأفراد باختيار إجراء معين، ويمكن أن تظهر المفاعلة أيضًا إذا تم فرض قاعدة أو لائحة معينة تحد من حريتنا.

قدم عالم النفس الاجتماعي جاك بريم نظرية التفاعل في عام 1966، وحتى يومنا هذا فإنها تنطبق على العديد من جوانب السلوك الإنساني وتتعلق به، حيث تشير نظريته المدروسة جيدًا إلى رغبة الناس في السيطرة والحرية والخيارات والاختيارات اعتمادًا على كيفية نشأة شخص ما، سيكون من الطبيعي أن يكون ممتعًا أو مقاومًا، وربما لن تحتاج إلى استخدام علم النفس العكسي مع شخص مقبول أو ممتع للغاية، حيث سيكونون أكثر ميلًا للموافقة على طلباتنا أو الترحيب باقتراحاتنا.


شارك المقالة: