القواعد في الفصل الدراسي:

يتفق معظم المعلمين على أنّه من الأفضل اختيار بعض القواعد فقط  تلك التي تساهم في التعلم الناجح وبيئة منظمة، ومن الصعب جدًا تذكر قائمة طويلة، وعلى المعلم جعل قواعده واضحة ومحددة قدر الإمكان، ومن ثم يقرر بمساعدة الطلاب ما هي العواقب المترتبة على كسر القواعد المعينة.

يعلم المعلم القواعد كما يفعل في درس عادي، ويجب أن يناقش كل قاعدة على حدّة، وشرح الأساس المنطقي وراءها وطلب أمثلة عن كيفية كسرها، وشرح أن القواعد تساعد في جعل الوقت الذي يقضيه كل فرد في المدرسة أكثر إمتاعًا، واستخدم الأمثلة لتوضيح هذه النقطة، من الجيد أيضًا نشر القواعد كتذكير وإرسال نسخة إلى المنزل مع كل طالب.

يمكن أن يكون الانضباط في الفصل الدراسي والمدرسة أصعب جزء في وظيفة أي معلم أو مدير، وعلى الرغم من أنّ مشاكل الانضباط يمكن أن تهيمن على العديد من أيام المدرسة، إلّا أنّ تدريب المعلمين يميل إلى التركيز بنسبة 80٪ على المحتوى و 20٪ فقط على إدارة السلوك والانضباط، وأن العديد من المعلمين ومديري المدارس يتلقون قدرًا أقل من التعليمات حول الانضباط، وغالبًا ما يتم الاستشهاد بإدارة الفصل الدراسي للطلاب ومشكلات السلوك كأهم الأسباب التي تجعل المعلمين يتركون المهنة تمامًا.

نصائح لإجبار الطلاب على اتباع القواعد في الفصل الدراسي:

 استخدم المعلم التذكير:

إذا رأى المعلم طالبًا يتحدث قليلاً مع زميل في الفصل الدراسي، ينبغي أن يسأله هل لديك سؤال؟ هل هناك شيء تريد أن تخبرني عنه؟ هل انتهيت؟ وهكذا حيث يعد هذا بمثابة تذكير، إنّ النقطة الأساسية هنا هي تذكير الطالب والفصل بأكمله بالقاعدة المتفق عليها والتي لم يتبعها شخص ما، قد لا يحتاج هذا النوع من المواقف إلى نتيجة، ومجرد تذكير لهذا الطالب بالتوقف والعودة لاتباع القواعد.

نتيجة يجب أن يتبعها الجميع:

لا يمكن معاملة جميع القواعد بالطريقة نفسها، وعلى سبيل المثال وعندما ترى طالبًا يستخدم الهاتف المحمول، لا يمكن للمعلم فقط أن يقول  للطالب أذكرك بعدم استخدام هاتفك المحمول، وفي هذه الحالة لن يتوقع الطلاب تذكيرًا ولكن يتوقعون تحذيرًا ثم نتيجة، وعلى المعلم أن يقول بعد ذلك هذا تحذير وسوف تتبع نتيجة، وبعد ذلك يجب اتباع نتيجة إذا لم يلتزم نفس الطالب أو أي شخص آخر بهذه القاعدة، وجميع الطلاب يشاهدون ويتوقعون النتيجة، إذا تنهد المعلم للتو أو أهمل ما يحدث، فلن يرى الطلاب أي قاعدة يجب اتباعها في هذا الموقف.

التحلي بالشفافية والإنصاف:

ينبغي أن يكون المعلم محترمًا للجميع ويقوم بوضع القواعد الخاصة به بشكل جيد وواضح، ولكن لا يجب أن يكون انتقائيًا في التذكيرات أو التحذيرات، وأعطاء القواعد للفصل بشكل جماعي، نتيجة لذلك يجب أن تكون نتيجة عدم الالتزام بالقاعدة واحدة لجميع الطلاب.

تحدث المعلم أكثر عن الأهداف وليس القواعد:

يضع المعلم في اعتباره دائمًا، فإنّ الهدف النهائي لتدريس المعلم في الفصل ليس إجبار الطلاب على اتباع القواعد ولكن التدريس بفعالية لمساعدة الطلاب على تحقيق أهداف تعليمية معينة، ولا يتحدث كثيرًا عن القواعد ولكن اقض معظم وقتك في الحديث عن التدريس الفعال والأهداف التي تكلفك بمساعدة الطلاب على تحقيقها، ولا ينسَ أنّ الطلاب من وقت لآخر يحتاجون إلى الشعور بالإنجاز.

إنشاء قواعد الفصل الدراسي مع الطلاب:

من المرجح أن يلتزم الطلاب القواعد إذا كان لديهم يد في إنشائها، والبدأ بقائمة الأفكار القابلة للتكيف، فالمعلم بالطبع بحاجة إلى وضع قواعد عامة للسلوك في فصله الدراسي، ولكن كيف يجعل الطلاب يرغبون في اتباع القواعد؟ وعليه أعطاهم يد المساعدة في إنشاء تلك القواعد، والبدأ بقائمة بما يعتبره أساسيات، ثم من خلال مناقشة المعلم، والعمل مع الطلاب لإنشاء مجموعة من القواعد المعبر عنها بلغتهم.

إقناع الطلاب بـأهمية القواعد:

يفشل الكثير من الطلاب في اتباع القواعد والسياسات التي نجدها غير معقولة بشكل موثوق، وينظر الطلاب إلى العديد من قواعد الفصول الدراسية والمدارس المعقولة جدًا على أنّها مزيفة تمامًا، ويتصرفون وفقًا لذلك، ويعاني الانضباط لتحسين الامتثال لقواعد المدرسة والفصول الدراسية، واقناع الطلاب بأهمية تلك السياسات، حيث أن الطلاب الذين يرون قيمة في القواعد هم أكثر عرضة لاتباع تلك القواعد بشكل موثوق.

هذه الاستراتيجية هي انعكاس للأدوار ويمكن منح العديد من الطلاب الفرصة للمشاركة فيها،  والطلب من أحد الطلاب أن يصبح مدرس لعب الأدوار، وقد يرغب المعلم في اختيار الطالب الذي عادة ما يقاوم أو يتجاهل قواعد المدرسة أو الفصل الدراسي، ويقدم للطالب جائزة رائعة بدلاً من الراتب الذي يكسبه المعلمون، يمكن أن تكون الجائزة أي شيء مغري، مثل الخروج من الفصل مبكرًا بعض الشيء، أو الملصقات أو أي شيء يناسب فئتك العمرية.

للفوز بالجائزة يحتاج مدرس لعب الأدوار فقط إلى تعليم الفصل تذكر رقم مكون من 3 أرقام، يبدو من السهل جداً أليس كذلك؟ لكن  هذا فصل دراسي بلا قواعد، والأسوأ من ذلك بالنسبة لمدرس لعب الأدوار، فقد وزعت الكثير من الأشياء التي لا تريد أن يراها في الفصل الدراسي.

يحاول مدرس لعب الأدوار تعليم الفصل الدراسي ويكتشف سريعًا أنّه مستحيل، ومن خلال مطالبته، يقوم المعلم التربوي على تشجيع مدرس لعب الأدوار على وضع القواعد، وإرفاق اسم مدرس لعب الأدوار بالقواعد، بعد ذلك يطلب منه كتابة القواعد الجديدة على السبورة، بعد فترة قاعد المدرس الأول الذي لعب الأدوار ومنح أعضاء الفصل الآخرين فرصة لتجربة التدريس في فصل دراسي بدون قواعد.

بمجرد حصول عدد كافٍ من الطلاب على تجربة الصعوبة الشديدة لمحاولة التدريس في فصل بدون قواعد، يناقش المعلم ما إذا كانت هناك قيم في القواعد، ولن يرى الطلاب القواعد بشكل مختلف فحسب، بل من المرجح جدًا أن يتبعوها لأنّ أسماءهم مرتبطة الآن بقواعد الفصل الدراسي، وهم الذين أنشأوا هذه القواعد، من غير المحتمل أن يزعج الطلاب القواعد التي أنشؤوها وأطلقوها.

استخدام العواقب التربوية:

يعتقد العديد من المعلمين أنّه إذا كانت لديهم عواقب كبيرة بما يكفي لانتهاكات قواعد المدرسة والفصول الدراسية، فإنّ هذه العقوبات هي الطريقة لضمان الانضباط الناجح، للأسف غالبًا ما يكون هذا الافتراض خاطئًا تمامًا، وعندما يقول المعلم للطلاب إذا انخرطتم في سلوك إشكالي، فسوف تواجهون عقوبات كبيرة، وهذا اسلوب غير بناء في الواقع التربوي والتعليمي، وإذا كان المعلم يرغب في إدارة وانضباط سلوك الطلاب الممتازين، فيجب عليه تعليم السلوكيات التي تتوقعها، وتحفيز الطلاب أيضًا على رؤية أهمية الامتثال للتوقعات.