اقرأ في هذا المقال
في بعض الأحيان يمكن تفسير مصطلحات مثل التأديب الإيجابي والأبوة والأمومة السلمية بطريقة تربك العديد من الآباء، مما يجعلهم يعتقدون أن وضع حدود وقواعد وانضباط مناسب يضر بنمو أطفالهم.
نصيحة لإدارة السلوك من منتسوري
ومنتسوري من أشد المؤمنين بأن كل طفل يحتاج إلى حدود وانضباط في حياته، وفي الواقع وفقًا للدراسات الأطفال الذين يتمتع آباؤهم بالدفء والاستجابة ولكنهم يضعون أيضًا حدودًا ولديهم توقعات معقولة لأطفالهم، يميلون إلى تحقيق نتائج أفضل من أقرانهم الذين يظهر آباؤهم دفئًا واستجابة أقل، أو لديهم توقعات منخفضة أو كليهما.
وفي بيئة منتسوري تتم إدارة السلوك في شكل إعادة التوجيه واللصق، ومن خلال الملاحظات الدقيقة والكلمات الجادة والعمل التلقائي والالتزام بفلسفة ومبادئ منتسوري، يكون مدرس منتسوري قادرًا على إعادة توجيه سلوك الطالب وإعادة تركيزه بنجاح.
ويحدث الالتصاق عندما يبقي المعلم الطفل بالقرب منه قبل دعوة الطفل إلى العثور على وظيفة مناسبة، حيث يمنح الطفل الوقت لإعادة التركيز وملاحظة الآخرين العاملين في الفصل الدراسي منتسوري، وإنها طريقة لإعادة التمركز وتهدئة أنفسهم حتى يتمكنوا من العمل بفعالية في الفصل.
واعتقدت ماريا منتسوري أن القدرة على إدارة السلوك تأتي نتيجة معتقدات الفرد وقيمه، حيث يحتاج الأطفال إلى أن يتعلموا طرقًا للتفاعل مع الآخرين ليس فقط لأنها قاعدة اجتماعية، ولكن لأنها تريدهم أن يتم قبولهم بنجاح في مجموعات.
أولاً، يحتاج الأطفال إلى تكوين أساس متين لشخصيتهم حتى يتمكنوا من بناء روابط قوية مع الآخرين، إلى جانب تزويد الأطفال بالأدوات اللازمة للتفاعل مع أقرانهم، من المهم جدًا تعليم ما هو عادل؛ وكيف يبدو ويشعر أن يكون لطيفًا؛ وكيف يشعر عندما لا يكون شخص ما لطيفًا معك.
وتشير منتسوري أن الأطفال في كل مرة تشهد فيها سلوكًا مخالفًا للعطف والعاطفة والاحترام تُظهر لهم تعبيرات وجههها ونبرة الصوت ولغة الجسد مدى الألم الذي يؤلمها عندما تراهم غير منصفين أو غير طيبين.
قواعد منتسوري الذهبية عندما يتعلق الأمر بإدارة السلوك
فيما يلي قواعد منتسوري الذهبية عندما يتعلق الأمر بإدارة السلوك في الفصل الدراسي وفي المنزل:
1- السيناريو الأول عندما يفعل الطفل شيئًا سلبيًا لأقرانه
أ- عدم ترك السلوك يكرر النمط أبدًا، وهذا يعني أنه يجب معالجة السلوك غير المرغوب فيه في كل مرة يحدث عند حدوثه.
ب- منح الأطفال الانتباه الكامل.
ج- تحدث هناك وبعد ذلك لا تصحح الطفل أبدًا أمام الآخرين، وأخذهم دائمًا جانبًا.
د- القيام بالاتصال بالعين واستخدم صوتًا حازمًا.
و- يجب قول في منتسوري (في بيتنا) لا نؤذي الآخرين.
ه- طرح السؤال كيف تعتقد أنك جعلت صديقك يشعر؟ هل ترغب في أن يجعلك شخص ما تشعر بالحزن والأذى؟ وماذا تظن انك يجب ان تفعل.
ع- الطلب من الطفل أن يعتذر إذا كان مستعدًا والكشف ما إذا كان الطفل الأخر يحتاج إلى ضمادة أو ماء أو عناق.
ف- التذكير أن يفعل للآخرين كما يريد أن يفعلوا له.
2- السيناريو الثاني عندما يرفض الطفل الاستماع
أ- الطلب منهم الجلوس بجانبك والهدوء والقيام بتمكين الطفل من خلال تقديم خيار له: حدد اختيارك: يمكنك الانضمام إلينا في وقت القصة بعد تنظيف طاولة الحرف الخاصة بك أو إذا اخترت عدم تنظيفها يمكنك البقاء في مكانك فالأمر متروك لك.
ب- مشاركة المشاعر والعواطف عند رؤية سلوكًا غير عادل، وترك الطفل يعرف كيف تشعر ولماذا تشعر بهذه الطريقة.
ج- القيام بإنشاء كتاب مجموعة القواعد معاً عن طريق طرح أسئلة إرشادية، وإضافة صورًا للطفل متبعًا كل قاعدة أثناء النهار، وكتاب واحد لكل مناسبة: الخروج وقواعد المنزل والتسوق وزيارة الأصدقاء وما إلى ذلك، وإعادة زيارة الكتاب في كل مرة تحتاج إلى معالجة القاعدة.
د- القيام بلعب الأدوار بين الوالدين أو المعلمين، واشراك الطفل في لعب الأدوار.
و- يعتبر سرد القصص متبوعًا بالمناقشة أمرًا قويًا للغاية.
ه- إظهار الاحترام والإنصاف للأطفال في كل مرة.
ع- الاعتراف بالتفاعلات الإيجابية والخيارات الصحيحة عند رؤيتها.
ف- خلق بيئة محبة، حيث إنه معدي ويتعلم الطفل بسهولة أن يكون عادلاً ولطيفًا ورحيمًا ومتفهمًا ومهتمًا ووقائيًا وغير أناني.
ك- عدم تخجيل الطفل أبدًا لشعوره بمشاعره وامتلاكه لمشاعر معينة، ولكن الاعتراف بها والتعاطف معها ومساعدته على التعامل مع مشاعره بطريقة بناءة: “أعلم أن ذلك يجعلك تشعر بالضيق عندما أوقف تشغيل التلفزيون، ولكنه كذلك حان الوقت لتنظيف أسنانك”.
وفي الخاتمة اعتقدت ماريا منتسوري أن سوء السلوك ينشأ من بيئة الطفل وظروفه ومحيطه، فالعيوب في الشخصية تختفي من نفسها ولا يحتاج المرء إلى التهديد أو التملق، ولكن فقط إلى تطبيع الظروف التي يعيش فيها الطفل.