على الرجل العلم أنه هو المسؤول عن نهاية الزواج، بغض النظر عن الطريقة التي يتعامل بها الطرف الآخر، وعليه العلم أنه يجب أداء حق الزوجة دون أن يطالب أولاً بأول بحقوقه، وأنه يسعى بذلك لرضا الله تعالى وحده دون غيره، على الزوج القيام بعمله بامتياز ولا يجب أن يجعل ذلك العمل مشروطا.
نصائح للزوج المسلم
هناك نصائح كثيرة للأزواج المسلمين في معاملتهم مع زوجاتهم ومنها:
احترام الزوج للزوجة في الإسلام
يجب أن يكون الاحترام موجود وخاصة في أوقات النزاع بين الزوجين، لسوء الحظ يميل الكثير إلى تقديم الاحترام كصفة يحتاجها الرجال دون النساء ويبررون ذلك بقولهم يحتاج الرجال إلى الاحترام، والنساء بحاجة إلى المودة، هذه الشيء ليس من الحقيقة، الحقيقة هي أنه يمكن للمرء أن يحب شيئًا ما دون احترامه، على الزوج أن يعطف على الزوجة ويحترمها ويودها، فاحترامها هو تكريمها، والدفاع عنها من الأذى ومن اتهامات الآخرين، وأن يكون لها كأب وأم وصديق.
في حالات الخلاف، يُترجم هذا الاحترام على عدم فرض رأي الزوج على زوجته، وعدم تكرار ذلك، فاحترام زوجة تعني عدم الإساءة إليها أو بأي شكل من الأشكال، قال تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، سورة الروم، 21.
حتى في حالات النزاع، يأمر الله تعالى بالأزواج بحسن التصرف التصرف بالاحترام والكرم في التعامل مع زوجاتهم، وحث المصطفى صلوات الله عليه وسلامه بتكريم الزوجة واحترامها وتقديرها ووصى بها خيرًا.
الذكاء العاطفي للزوج في التعامل مع زوجته
التعاطف، والتوافق مع تفضيلات الشخص الآخر، وتعلم فهم شخصيته والاستجابة بشكل مناسب دون توقع تغييرها إلى شيء سيء، دعم واحترام بعضهم البعض كأفراد وكفريق، كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم زوجًا ذكيًا عاطفياً، يعرف الفروق في شخصية زوجاته ويتفاعل معهم بالطريقة الأنسب لكل امرأة، كان يشجع حماسهن على العلم.
تطبيق القوامة كما أمر الله تعالى وليس كما يعتقد الأزواج
يجب أن يعلم الرجل أنه ليس من قوامًا أن يكون قائدًا شديدًا حازمًا صارمًا أو ديكتاتورًا، ليس الأمر كذلك أنما شخص يلهم الزوجة بالحب والاحترام، ويعامل معها أمام الآخرين ولوحدها باحترام، هناك عدة مصادر إسلامية كبيرة تناقش دروس القيادة من حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ التي تدل على العناية والاحترام والعطف والمساعدة لزوجاته، يجب أن يحرص الزوج على تجسيد السنة النبي صلى الله عليه وسلم في شخصيته، وليس فقط في أداء عدد ركعات الصلاة في اليوم.
وصف عن النبي أنه كان قرآن يمشي على الأرض، وكان ذلك يتجسد في شخصيته عليه الصلاة والسلام، لأزواج يجب أن يكون للأزواج أن يكون لهم مثلًا وقدوة أغلى في التعامل مع الزوجات ولا يوجد أفضل من النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، على الرجال التذكر أن صفة القوامة يكون فيها الأزواج هم المسؤولين عن رفاهية أسرتهم ومن هم تحت رعايتهم.
الزوج صديق للزوجة
يجب على الزوج أن يكون صديقًا للزوجة قبل أن يكون لها زوجًا، ففي الصداقة بين الزوجين يكون الصراحة والتفاهم مصيطر على جو العلاقة بين الزوجين، لا يبدو هذا غريبًا؛ لأن علاقة الصداقة كانت بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته وأهل بيته.
مراعاة طبيعة المرأة البيولوجية
على الزوج العلم بطبيعة الزوجة وضعف جسدها وأنها ليست كالرجل، فالمرأة من الحيض إلى الحمل وإلى الولادة والنفاس والرضاعة كلها أمور تؤدي إلى تغير في مزاج الزوجة وضعف جسدها الأنثوي، الزوج بحاجة إلى معرفة هذه الأشياء؛ التي ستؤثر على حياته وحياة الزوجة بشكل كبير، وهذا يستحق وقت واهتمام من الزوج للزوجة، صحة الجسدية للزوجة تجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لها في أداء ما يجب أن تقوم به بالنسبة لزوجها وأطفالها.
ولم يخجل النبي من هذه الأمور سواء كزوج أو كرسول مرسل من عند الله تعالى، بدلاً من ذلك، كان عليه الصلاة والسلام يأمر الرجال باستمرار بأن رجال لديهم احتياجات زوجاتهم كذلك لديها احتياجات وظروف يجب وأن يراعوا هذه الاحتياجات والظروف، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن أم سلمة قالت: “حضت وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الخميلة فانسللت فخرجت منها فأخذت ثياب حيضتي فلبستها فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفست قلت نعم فدعاني فأدخلني معه في الخميلة”، صحيح بخاري.
تحمل المسؤولية من قبل الزوج
عندما يكون الزوج زوجًا مسلمًا صالحًا لا يعني فقط إتمام الأساسيات كزوج وترك غيرها من الأمور، فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبي البشر جميعًا وكان في بيته يبقى في شؤون هذا البيت من تنظيف وترتيب وغيره من أمور المنزل.
أن يكون الزوج مخاطبًا بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة عن دوره في مسؤولية الزوج تجاه بيته وزوجته وشؤون بيته، يعني أنه يلعب دورًا كشخص مساعدًا للزوجة، إن قيامه بهذه الأشياء ليس لطفًا مع الزوجة أو مساعدة في المنزل أو إنه رصيدًا إضافيًا ويستحق الثناء والتقدير عليه من قبل الزوجة وغيرها؛ بل إنه جزء لا يتجزأ من أن يكون الزوج رجلاً ناضجًا مسؤولاً عن محيطه وعائلته ونفسه، أن الله تعالى بإذنه لن يضيع جهود الزوج في سبيله.
تعلم مهارات حل النزاعات
تشير الأسباب التي تدفع إلى الأزواج إلى الوصول إلى النصائح حول كيفية التواصل وحل النزاعات بطريقة صحيحة، فيما يتعلق الأمر بتعلم كيفية التعامل مع قضايا حل النزاعات والمشاكل بطرق صالحة مليئة بالاحترام والتهذيب.
التقدير من الزوج
تقدير هو مفتاح وجود علاقة جيدة مع أي شخص، العلاقة بين الزوج والزوجة قوية جدًا وتصبح أقوى مع تقدير الزوجين للأشياء الصغيرة أو الجهد الذي يبذلهما أحد منهم لإبقاء الآخر سعيدًا، يمكن للزوج أن يقدر الزوجة لمهاراتها في الطبخ أو فكرها ويمكن للزوجة أن تقدر زوجها لجهوده في العمل والرعاية التي يقدمها لها، التقدير يجعل الناس سعداء ويحاولون فعل المزيد لتحسين علاقتهم.
تمر العلاقة بين الزوج والزوجة بالعديد من التقلبات، لذلك من المهم التخلي عن الأشياء الصغيرة والاعتزاز بكل لحظة جميلة تمر عليهما دون مشاكل أو مشاجرات، هذا يمكن أن يجعل الأزواج شاكرين لله سبحانه وتعالى على كل شيء صغير في هذه العلاقة المقدسة؛ التي من شأنها أن تجعل كل من الزوج والزوجة في جو من السعادة أو الحزن.