نظرية العلاج الأسري الخبراتي

اقرأ في هذا المقال


ما هي نظرية العلاج الأسري الخبراتي

درس مجموعة من العلماء نظرية العلاج الأسري الخبراتي، وتحدَّث كل عالم عن مجال معين في النظرية ووضع كل منهم لمسته الخاصة في مجاله، حيث طورت العالمة لفرجينا ساتير مجال الخبراتية أو الإنسانية، أما الأساليب الرمزية في العلاج الأسري الخبراتي طورها العالم كارل وينكر، وأخيراً طور العالمان جونسون وجيرنبيرغ الأساليب المعتمدة على الانفعالات في علاج الأزواج.

صفات العلاج الأسري الخبراتي لدى العالم تومس

  • يعتمد على فلسفة التطور.
  • يقوم باستعمال طرق ووسائل تستند على العقل.
  • تطور مهارات التواصل الأساسية.
  • التركيز على الصحة الجسمية والانفعالية التي تؤدي لتحقيق التوازن.
  • كل عضو يتحمل مسؤولية ذاته.

الخبراتية أو الإنسانية لدى العالمة ساتير

استند هذا الجانب من النظرية إلى الاعتقادات الآتية:

  • أنَّ السلوكيات غير الوظيفية هي ناجمة عن عوائق وصعوبة في النمو.
  • أن النمو عبارة عن عملية طبيعية يَمرّ بها جميع الناس.
  • يمتلك الناس جميع الإمكانات التي قد يحتاجونها بالنمو.
  • يتكون واقع العائلة من المنظور الشخصي بدلاً من الحقائق التي قد تتشكل في الخارج.
  • ينظر الفرد للأعراض التي يواجهها على أنَّها الثمن الذي قام بدفعه ليحقق تماسك الأسرة واستمرارها، قد يكون مرتبط هذا بمفهوم ذات متدني.

أسس نظرية العلاج الأسري الخبراتي

أ. أصول العلاج الأسري الخبراتي

بدأت نظرية العلاج الأسري الخبراتي في الخمسينيات من القرن العشرين، وتعتبر من الإسهامات المهمة في مجال العلاج الأسري. تركز النظرية على التجارب الشخصية والوجدانية للأفراد، وكيفية تأثير هذه التجارب على العلاقات الأسرية.

ب. المؤسسون الرئيسيون للعلاج الأسري الخبراتي

من بين المؤسسين الرئيسيين لهذه النظرية، نجد فريتز بيرلز، مؤسس العلاج الجشطالتي، وسانفورد بيفور، الذي ساهم في تطوير تقنيات العلاج الأسري باستخدام مقاربات خبراتية. لقد أضفوا إلى العلاج الأسري الخبراتي أهمية التعامل مع المشاعر والخبرات الشخصية كوسيلة لتحسين التفاعل بين أفراد الأسرة.

مبادئ العلاج الأسري الخبراتي

أ. التركيز على المشاعر والتجارب الشخصية: العلاج الأسري الخبراتي يشدد على أهمية المشاعر والتجارب الشخصية في فهم العلاقات الأسرية. يؤمن أن التعامل مع المشاعر المكبوتة والتجارب غير المحلولة يمكن أن يساعد في تحسين التفاعل بين أفراد الأسرة.

ب. التواصل المفتوح والصريح: يشجع العلاج الأسري الخبراتي على التواصل المفتوح والصريح بين أفراد الأسرة. يعتقد أن التعبير عن المشاعر والاحتياجات بصدق يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم المتبادل وبناء علاقات أكثر صحة.

ج. الاهتمام باللحظة الحالية: في العلاج الأسري الخبراتي، يُعطى اهتمام كبير للتركيز على اللحظة الحالية والتجارب الحية. يساعد هذا النهج في التعامل مع المشاعر والتجارب الحالية بدلاً من التركيز على الماضي أو المشكلات المستقبلية.

د. التغيير من خلال التجربة الشخصية: تعتبر التجربة الشخصية والتفاعل الوجداني من الوسائل الأساسية لتحقيق التغيير في العلاج الأسري الخبراتي. يتم استخدام تقنيات مثل اللعب التمثيلي والتفاعل التجريبي لمساعدة الأفراد على استكشاف مشاعرهم وتجاربهم بشكل أعمق.

أساليب وتقنيات العلاج الأسري الخبراتي

أ. التفاعل التمثيلي: التفاعل التمثيلي هو إحدى التقنيات الرئيسية في العلاج الأسري الخبراتي. يتضمن هذا الأسلوب محاكاة المشاهد والسيناريوهات التي تعكس التوترات والاختلافات داخل الأسرة. يساعد ذلك الأفراد على التعبير عن مشاعرهم وفهم وجهات نظر الآخرين.

ب. التجربة الحية: استخدام التجربة الحية في العلاج يشمل إشراك الأفراد في أنشطة وتجارب تجريبية تساعدهم على استكشاف مشاعرهم واستجابة لأوضاع جديدة. يمكن أن يشمل ذلك ممارسة الألعاب أو التفاعل في مشاهد مصممة لتمثيل مشكلاتهم.

ج. التعبير الفني والإبداعي: التعبير الفني والإبداعي هو أداة فعالة في العلاج الأسري الخبراتي. استخدام الفن مثل الرسم والموسيقى يمكن أن يساعد الأفراد على التعبير عن مشاعرهم بطرق غير لفظية ويعزز التواصل بين أفراد الأسرة.

أهمية العلاج الأسري الخبراتي

أ. تعزيز التفاهم والاتصال: يعزز العلاج الأسري الخبراتي التفاهم والاتصال بين أفراد الأسرة من خلال التعامل مع المشاعر والتجارب الشخصية بشكل مباشر. هذا يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقات وتقليل النزاعات.

ب. حل المشكلات بطرق جديدة من خلال التركيز على التجارب والمشاعر الحالية، يمكن للعلاج الأسري الخبراتي أن يساعد الأفراد على إيجاد حلول جديدة للمشكلات القائمة. يساعد هذا في تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التحديات الأسرية.

ج. زيادة الوعي الذاتي: العلاج الأسري الخبراتي يشجع الأفراد على زيادة الوعي الذاتي وفهم مشاعرهم وتجاربهم بشكل أعمق. يمكن أن يؤدي هذا إلى تحسين القدرة على التفاعل بفعالية وبناء علاقات أسرية أكثر صحة.

التحديات والاعتبارات في العلاج الأسري الخبراتي

أ. التعامل مع المقاومة: قد يواجه الأفراد مقاومة للتغيير أو صعوبة في التعبير عن مشاعرهم. من المهم أن يكون المعالج مدركاً لهذه التحديات وأن يقدم الدعم اللازم لتجاوزها.

ب. التوافق مع الأفراد: ليست كل الأسر أو الأفراد مناسبين تماماً لنمط العلاج الأسري الخبراتي. يجب أن يكون المعالج مرناً في استخدام أساليب مختلفة تتناسب مع احتياجات الأسرة.

تعتبر نظرية العلاج الأسري الخبراتي واحدة من الأساليب المؤثرة في تحسين العلاقات الأسرية والتفاعل بين الأفراد. من خلال التركيز على المشاعر والتجارب الشخصية، وتطبيق تقنيات مثل التفاعل التمثيلي والتعبير الفني، يمكن للعلاج الأسري الخبراتي أن يسهم في تعزيز الفهم والتواصل بين أفراد الأسرة، وحل المشكلات بطرق جديدة. على الرغم من التحديات المحتملة، فإن التطبيق الفعّال لهذه النظرية يمكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقات الأسرية وبناء بيئة أسرية أكثر صحة وسعادة.


شارك المقالة: