نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


الأفكار من أهم العناصر في فلسفة العالم رينيه ديكارت حيث إنها تعمل على توحيد نظريته الوجودية ونظرية المعرفة في علم النفس، كما يقول في رسالة له (أنا متأكد من أنه لا يمكنني معرفة ما هو خارجي إلا من خلال الأفكار التي لدي في داخلي) لم ينشر ديكارت أبدًا أي شيء يعمل بشكل خاص على صياغة نظرية للأفكار، ومع ذلك قال ما يكفي في العمل المنشور وغير المنشور وكذلك في المراسلات، والذي يسمح بإعادة بناء نظرية أساسية للأفكار.

نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس

وفقاً لديكارت هناك مواد وصفات وأنماط  لنظرية ديكارت للأفكار في علم النفس تعتبر مفهومة بالنسبة لبعضها البعض من حيث الاعتماد الوجودي، حيث تعتمد الأنماط على السمات، وتعتمد السمات على المواد وعلاقة التبعية متعدية، وهكذا تعتمد الأنماط في النهاية على المواد، ففي المبادئ الخاصة بنظرية ديكارت للأفكار في علم النفس يقول ديكارت أن الوضع يفترض مسبقًا سمة، ويقول أن السمة تفترض مسبقًا مادة موجودة.

فهم ديكارت نمطًا لشيء ما على أنه طريقة لكون هذا الشيء، لذلك يقول أيضًا أن المادة ناقص سماتها لا يمكن أن يعرفها العقل البشري، والصفات هي في الواقع ما يجعل المواد الموجودة مفهومة للعقل البشري، يعيد تأكيد ذلك حيث يقول أنه لا يوجد سوى تمييز في السبب بين السمة والمضمون الموجود، حيث يشير هذا بقوة إلى أنه على الرغم من أنه يمكن للمرء أن يرسم تمييزًا مفاهيمي بين سمة ومضمون موجود، إلا أن الاثنين ليسا متميزين في الواقع هم حقا واحد ونفس الشيء.

يقول ديكارت إن طبيعة العقل هي التفكير إذا كان هناك شيء لا يفكر فهو ليس عقلًا، ومن منظور علم النفس الوجودي فإن العقل مادة موجودة ومحدودة، والفكر أو التفكير هو صفته، بقدر ما تتمثل طبيعة العقل في التفكير، حيث يكون الفكر هو السمة المميزة للعقل ويسميها ديكارت السمة الرئيسية للعقل، والفكرة هي طريقة في التفكير في كونها نمطًا من التفكير، تُفهم الفكرة على أنها طريقة للوجود ومثال على التفكير، أو الفكرة هي الطريقة التي يتجلى فيها مثال من التفكير.

هذا مشابه لما يقوله ديكارت عن الجسد وسمته الأساسية وأنماطه، حيث يجب أن تتمدد طبيعة الجسم في الطول والعرض والعمق، إذن الجسد هو مادة محدودة أيضاً، والامتداد هو صفته، بما أن الامتداد هو السمة المميزة للجسم، فإن ديكارت يشير إليه على أنه السمة الرئيسية للجسم، والشكل هو شكل من أشكال التمديد، ما يعنيه هذا هو أن هذا الشكل هو وسيلة للتوسيع، أو طريقة يتم من خلالها إظهار مثيل الامتداد.

وبالتالي فإن الشكل يمتد لأن الفكرة هي التفكير، وهكذا يفترض الشكل امتدادًا وتفترض الفكرة مسبقًا التفكير حيث تفترض كل سمة رئيسية مادة موجودة مسبقًا، حيث انه بقدر ما تكون الأفكار أنماطًا فإنها تحتل أدنى درجة في سلم ديكارت الوجودي في علم النفس، ويمكن أن يتناقض هذا مع نظرية أفلاطون على سبيل المثال التي تصنف الأفكار على أنها مواد، وتحتل أعلى درجة في السلم الوجودي.

لذلك في حين أن أفكار أفلاطون هي أكثر الأشياء واقعية في الكون، فإن أفكار ديكارت هي من بين أقل الأفكار واقعية، خروج آخر عن وجهة نظر أفلاطون كان اتخاذ ديكارت للأفكار كوسيلة للتمثيل، مثل العناصر التي تقوم بالتمثيل، على النقيض من ذلك اتخذ أفلاطون الأفكار لتكون الأشياء الممثلة، هذه الاختلافات كافية بالتأكيد للإشارة إلى أن الأفكار تلعب أدوارًا مختلفة بشكل كبير في أنظمتها الخاصة.

أساليب التفكير في نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس

الأفكار في نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس ليست هي أساليب التفكير الوحيدة، فالشك والحكم على سبيل المثال من أساليب التفكير أيضًا، في وقت مبكر من التأمل الثابت، وضع ديكارت تقسيمًا أساسيًا لأنماط التفكير المختلفة، حيث قام بفرزها إلى نوعين بسيطة ومعقدة، ومنها يتم تضمين الأفكار في فئة الأوضاع البسيطة، ويتم تضمين الشك والحكم وما شابه ذلك في فئة الأوضاع المعقدة، ومع ذلك فإن جميع الأنماط المعقدة تشمل الأفكار كمكونات، ويشتمل نمط التفكير المعقد على عنصرين ذهنيين أساسيين على الأقل فكرة وبعض السمات الذهنية الإضافية.

يبدو أن اعتبارات النظام تملي عليه الآن تصنيف أفكاره إلى أنواع محددة من أساليب التفكير في نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس، ويسأل عن أي منها يمكن أن يقال إنه حامل الحقيقة والخطأ، فبعض أفكار ديكارت كما لو كانت صورًا للأشياء، وفي هذه الحالات فقط يكون مصطلح فكرة مناسبًا تمامًا، هناك دائمًا شيء معين يعتبره موضوعًا لفكره لكن تفكيره يتضمن شيئًا أكثر من تشابه ذلك الشيء، وتسمى بعض الأفكار في هذه الفئة بالإرادة أو العواطف، بينما يُطلق على البعض الآخر أحكام.

في أليب التفكير في نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس تُطرح الأفكار على أنها أنماط تفكير تمثل أو تقدم أو تعرض أشياء للعقل أشياء مثل الإنسان أو السماء وبالنظر إلى ما يقوله ديكارت في التأمل الأول، من بين قائمة الأشياء المعروضة على العقل من خلال أفكاره، يمكن للمرء إضافة الألوان والأصوات والمشاعر وما إلى ذلك، من وجهة نظر ديكارت الفكرة هي الوحيدة نوع من الوضع البسيط الذي يقوم بذلك.

عند التفكير في أحد أنماط وأساليب التفكير الأكثر تعقيدًا في نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس، على سبيل المثال الخوف من الأسد، حيث يمثل الأسد والنظرية الشيء ان المعروضان فإن الفكرة هي التي تقوم بالتقديم، إنها وسيلة التمثيل، كما سيلاحظ ديكارت فهو يرى أن هناك ملكات أساسية تتمثل في القدرات للعقل، فالعقل أو الفهم مهم في الإرادة، ومنها يتم إنتاج الأفكار من قبل العقل، إذن الفكرة من نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس أصله في كلية الفكر أو الفهم.

تمشيا مع ما يقوله في فقرة التأمل في نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس، يقول ديكارت في أماكن أخرى أن الفكرة هي شكل أي فكرة معينة والإدراك الفوري لها يجعلني على دراية بالفكر، يقول ديكارت أن الفكرة هي كل ما يدركه العقل على الفور، ويقول أيضاً إن مصطلح فكرة يمتد ليشمل أي موضوع فكري فإن الفكرة تدل على وبشكل عام كل ما يدور في أذهاننا عندما نتصور شيئًا ما، بغض النظر عن كيفية تصوره.

التفسير التمثيلي لنظرية ديكارت للأفكار في علم النفس

يقول أحد التفسيرات القديمة وهو التفسير التمثيلي لنظرية ديكارت للأفكار في علم النفس، أن الأشياء المعروضة على العقل فورًا عن طريق فكرة بالنسبة إلى ديكارت هي أشياء عقلية بحتة، يؤكد هذا التفسير على قول ديكارت بأن مثل هذه الأشياء موجودة في العقل فقط، كما هو الحال عندما يقول أن الهدف الذي يدركه العقل على الفور أو بشكل مباشر عند امتلاك فكرة عن الشمس ليس كيانًا فعليًا، أي إنه ليس كائنًا موجودًا خارج العقل.

الشيء الذي يتم توجيه العقل إليه موضوع الإدراك ليس الشمس نفسها، ولكنه بدلاً من ذلك كائن عقلي بحت يمثل الشمس في السماء، يقال إن هذا الكائن الذهني البحت يشكل محتوى الفكرة، وفقًا لوجهة النظر هذه يُشار إلى الفكرة أحيانًا باسم مقايضة، وهو الشيء الثالث الذي يقف بين عين العقل، والشيء الذي تمثله الفكرة في نظرية ديكارت للأفكار في علم النفس.


شارك المقالة: