نظرية ماسلو في التسلسل الهرمي للاحتياجات

اقرأ في هذا المقال


يمثل هرم ابراهام ماسلو تسلسلاً هرميًا للاحتياجات التي يجب تلبيتها بترتيب تسلسلي من الأسفل إلى الأعلى، وهي تشير إلى أن عدم تلبية الحاجة على أي من المستويات المختلفة من شأنه أن يعيق التقدم إلى المستوى التالي.

لنظرية ماسلو في التسلسل الهرمي للاحتياجات

ينبغي أن يكون جميع المعلمين على دراية بـ نظرية ماسلو حول التسلسل الهرمي للاحتياجات حيث تتمثل هذه الاحتياجات، بالاحتياجات النفسية بالإضافة احتياجات السلامة والانتماء، وغيرها من الاحتياجات، حيث يتذكر جميع المعلمين أنه وفقًا لنظرية ماسلو يجب على المعلم القيام على تلبية الاحتياجات الموجودة في التسلسل الهرمي السفلي جزئيًا على الأقل قبل أن يحاول الشخص تلبية احتياجات المستوى الأعلى، على الرغم من أن الهدف في نهاية المطاف هو مساعدة الطلاب في تحقيق الذات أو أن يصبحوا كل ما يمكن أن يكون عليه الطالب المبدع، ويجب عليهم أولاً تحقيق مستوى الحاجة إلى المعرفة والفهم.

لقد أدركت المدارس والهيئات الحكومية منذ فترة طويلة أنه إذا لم يتم تلبية الاحتياجات الأساسية للطلاب فسوف يتأثر أداء الطلاب، كان ظهور برامج الإفطار والغداء المجانية نتيجة مباشرة لهذه الاعتبارات، لسوء الحظ لا تتناول هذه الإجراءات سوى جزء من المستوى الأول من نظرية ماسلو الاحتياجات الفسيولوجية، لا تزال تلبية الاحتياجات الفسيولوجية الأساسية مصدر قلق رئيسي في الفصل الدراسي اليوم، حيث يؤثر نقص التغذية السليمة والنظافة الشخصية وحتى النوم على العديد من طلاب اليوم، في المناطق الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة وتتزايد هذه المخاوف، يجب تلبية هذه الاحتياجات الأساسية قبل أن يتمكن الطالب من الوصول إلى المستوى التالي.

تلعب احتياجات سلامة الطلاب دورًا مهمًا في تحقيق نجاح الطلاب، وتعد الحاجة إلى فصل دراسي منظم وآمن أمرًا ضروريًا لنمو الطلاب وتطورهم، يوفر الفصل الدراسي المنظم السلامة النفسية للطالب، من خلال المعرفة بالعمليات والإجراءات والقواعد والممارسات المحددة بوضوح و الراسخة، فإن المعلم يقضي على خوف الطلاب من المجهول، من خلال اكتساب المعرفة بالديناميكيات المتوقعة للفصل الدراسي يكتسب الطالب مزيدًا من التحكم في بيئتهم ببساطة من خلال إدراك ما سوف يحدث قبل حدوثه.

لا تقتصر البيئة الآمنة على المعايير المادية، يجب ألا يشعر الطلاب بالأمان جسديًا في الفصل فحسب بل يجب أن يشعروا أيضًا بالأمان النفسي، يجب توفير بيئة والحفاظ عليها حيث يشعر الطلاب بالحرية في المخاطرة، مثل الإجابة على سؤال أو مشاركة الأفكار دون القلق من السخرية أو المضايقة من قبل الطلاب الآخرين، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يثق الطلاب في أن المعلم لن يسخر من الطالب أو يستخدم السخرية أو يوبخ الطالب بطريقة أخرى عند الإجابة على الأسئلة أو معالجة القضايا، يجب أن يشعر الطالب بدرجة من الأمان في جميع جوانب الفصل الدراسي وبيئة المدرسة قبل التقدم إلى الخطوة التالية في نظرية ماسلو احتياجات الانتماء والحب.

يجب أن يشعر الطالب بأنه مهم كفرد وأنه محبوب ويستحق أن يحب ويهتم بأمره، في كثير من الأحيان قد تكون المرة الوحيدة التي يتم فيها تعزيز هذه السمات من قبل المعلم في المدرسة، ويجب القيام على توعية الطلاب بأن المعلمين يقدرونها كأفراد بالإضافة إلى العمل الذي يؤدونه، وينبغي على المعلم أن يستفيد من كل فرصة من أجل القيام على تعزيز احترام الذات لدى كل طالب بالطريقة التي يتعامل بها المعلم مع الفصل الدراسي، وهذا التعزيز الصفات الإيجابية للطالب يساعد بدوره في تطوير الاحترام أو الانطباع الإيجابي عن نفسه.

التخطيط النموذجي لنظرية ماسلو في التسلسل الهرمي للاحتياجات التعليمية

بمجرد تلبية هذه الاحتياجات يمكن للطالب الانتقال إلى المستوى التالي بحاجة إلى معرفة وفهم، في هذا المستوى يكون الطالب أكثر تقبلاً من أجل التعلم، التحدي الذي يواجه المعلم هو مساعدة الطالب في تحقيق هذا المستوى، وما يمكن للمعلم القيام به من أجل مساعدة الطلاب في الارتقاء بالتسلسل الهرمي لماسلو:

1- ينبغي على كل معلم فهم أن كل طالب يجلب خلفيته الفريدة إلى الفصل الدراسي، لا يعتمد استعداد الطالب للتعلم فقط على المعرفة والمهارات الموجودة، ويجب على المعلم القيام على تطوير علاقة مع الطالب من أجل تحديد مستوى استعداده الحالي، بمجرد التحديد يجب على المعلم تطوير استراتيجية من أجل القيام على تلبية الاحتياجات الحالية وكذلك الاحتياجات في المستوى التالي، في كثير من الحالات قد يشمل ذلك موارد مجتمعية وحكومية إضافية خاصة على المستويات الأدنى.

2- خلق بيئة صفية آمنة، والقيام على تطوير القواعد والإجراءات التي توفر بيئة منظمة غنية بالتوقعات الروتينية والمشتركة، وتطوير وإنفاذ القواعد التي تحظر الملاحظات والتعليقات الساخرة والمهينة و التهكمية من قبل الطلاب والموجهة إلى الطلاب الآخرين، حيث أنه لا يجوز لأي طالب إيذاء شخص آخر جسديًا أو لفظيًا، بالإضافة إلى ذلك ينبغي على المعلم تعلم استخدام التعزيز الإيجابي بدلاً من التعزيز السلبي من أجل القيام على تصحيح سلوكيات الطلاب، أخيرًا ينبغي على المعلم أن يقوم على تقديم قدرًا هائلاً من الثناء والتعزيز لمجازفة الطلاب، وأن يكون المعلم  مدافعًا عن كل طالب من الطلاب، وأخذ وقتًا طويلاً من أجل إعلام كل طالب بمدى أدائه الجيد، ومن الممكن أن يأخذ هذا شكل ملاحظة قصيرة مكتوبة بخط اليد على أوراقهم، أو تعليق شفهي.

3- ينبغي على المعلم ترك الطلاب يعرفون أنه يهتم بهم، وعلى الرغم من أن الكثير من المعلمين يفترضون أن الطلاب يعرفون أن هذا ليس هو الحال بالضرورة،  وينبغي ترك الطلاب يعرفون أن المعلم يريد منهم أن ينجحوا سواء كان ذلك لاجتياز الاختبار الأخير أو الفصل، أو التخرج من المؤسسة التعليمية والحصول على وظيفة جيدة، وينبغي تركهم يعرفون أن المعلم يقدر العمل الذي يقومون به في الواجب الدراسي أو الاختبار أو الواجب المنزلي، وأخذ الوقت الكافي من أجل القيام على شرح المشاكل والمخاوف معهم، وعندما يكون ذلك ممكنًا ينبغي على المعلم القيام على توفير مشاركة الطلاب في عملية اتخاذ القرار في الفصل، تشمل الفرص جدولة الاختبارات وطرق التدريس، وجدولة الكتل التعليمية.

على الرغم من أن العديد من القضايا المتعلقة بتقدم الطلاب في التسلسل الهرمي لماسلو تنبع من خارج البيئة المدرسية،  فإن المعلم يكون في وضع يسمح له بالتأثير بقوة على نتائج الطلاب، ومع ذلك  من أجل القيام على تغيير النتائج يجب أن يفهم المعلم أولاً أنه يجب عليه تقييم الطالب بأكمله ليشمل ليس فقط معرفة الطالب بالمواد ولكن الأهم من ذلك مستويات استعداد الطلاب بناءً على نظرية ماسلو والعقبات التي تعترض التعلم، فقط عندما يعالج المعلم كلتا المسألتين سوف يتم تعزيز تعلم الطلاب وتعظيمه.

المصدر: تقنيات التعليم وتطبيقاتها في المناهج، للاستاذ الدكتور محمود جابر الشبلي، د ابراهيم جابر المصري، د حشمت رزق أسعد، د منال أحمد الدسوقي.تقنييات التعلم الحديث وتحديات العولمه، الدكتور إبراهيم جابر.نموذج اشور للتصميم التعليمي، للكاتب عبد الجبار حسين الظفري.التخطيط التربوي. الاستاذ الدكتور محمد متولي غنيمه.


شارك المقالة: