الأشخاص المصابين بمرض نفسي أو عقلي يمتلكون نسبة كبيرة من القوة بالرغم من أنهم لا يلاحظون هذا معظم الأحيان، والمصابون بمرض نفسي في حالة حرب مستمرة مع أجسادهم، وفي حالة المرض النفسي ليست فقط الجسد هو ما يتم التحدث عنه، بل إن المريض يكون في حالة حرب مستمرة مع عقله أيضاً، فإن فكرة أن العقل لا يريد من الشخص أن يعمل أو يصبح سعيد، هي فكرة في حد ذاتها مخيفة.
نقاط القوة التي يتمتع بها المريض النفسي
عن طريق قدرة المصاب على أن يتواصل في الاعتناء بذاته، ويرفض الاستسلام فهم يبرزون قوة خارقة، ولكن معظهم نتيجة الحالة النفسية المرافقة لا يدركون هذا.
لا يتم تقدير مشكلته
فإذا كان الشخص مصاب بالأنفلونزا مثلاً فهو يتمكن بكل بساطة أخذ اجازة مرضية نتيجة مرضه ومن غير أن يشكك أحد في تصرفاته، ويطلب منه أن يأخذ القليل من الراحة حتى يتشافى، ليعود مرة أخرى إلى العمل، ذات الأمر بالنسبة إلى الغاء الخطط مع الأصدقاء أو التغيب يوم عن المدرسة فالشخص إذا كنت مصاب بمرض جسدي من أي نوع لا أحد يشكك فيه أو يضع تخمينات حول عذره.
وإنما ماذا إذا كان الشخص بحاجة إلى التغيب لتعرضه إلى نوبة قلق، أو اصابته باكتئاب مزمن والذي يجعله مرهق لدرجة أنه يعجز عن مغادرة السرير، فلا يكون الأمر بنفس البساطة، فيوجد الكثير من الأشخاص الذين لا يعتبرون هذه أعذار مقنعة للمصاب حتى لا يحضر لموعد ما، وكأن التعامل مع المرض النفسي ليس كافي، فينجبر المريض النفسي إلى التعامل مع من حوله ومحاولة اقناعه بأنه توجد مشكلة حقيقية، أو أحياناً الكذب حول سبب عدم إمكانية الحضور أو القيام بعمل ما.
يحتاج لمجهود إضافي لكل شيء يقوم به
فإن القيام من السرير وتحضير وجبة الفطور يحتاج مجهود إضافي من المريض النفسي وأيضاً الذهاب إلى الوظيفة، ولكن بمجرد التعامل مع المرض النفسي وإدارته بشكل جيد تصبح كل هذه الأمور أسهل من غير أن يشكل حمل إضافي ضخم.
ولكن أي فرد اشتكى من مرض نفسي في الماضي، يعلم جيداً أنه وخاصة في الأيام الشديدة يكون أمر اتخاذ قرار ما وتنفيذه شبه مستحيل.
ففي الوقت الذي يكون في المصاب غير مهتم بذاته أو مرهق من المعركة التي تدور في ذهنه يكون عليه فعل أشياء من أجل أشخاص آخرين فما كان من المفترض أن يكون طبيعي، أصبح أمر متعب وبالغ الصعوبة، وعمل وتنفيذ هذه الأشياء وهم في هذه الحالة يحتاج إلى مجهود وقوة كبيرة.