يُنظّر إلى الرُّوح البشرية في مختلف افتراضات العلاج، فالرّوح هي إرادة الإنسان، لاحظ فرانكل الحواجز التي تسبب عدم سعي البشرية إلى المعنى في الحياة، قام فرانكل بالتحذير من الثّراء والمتعة المادية في عملية البحث عن المعنى، تضمّنت نظريات تنمية الكبار ونُضجهم على هدف في مفهوم الحياة، يؤكد النُّضج على الفهم الواضح لهدف الحياة، أيضاً التوجّه الذي يسهم في الشعور بأنّ للحياة معنى.
اكتشاف مفهوم المعنى
عرض فرانكل في كتاباته الهدف من الحياة والمعنى الخاصّ في العلاج بالمعنى، أيضاً بكل ما يرتبط بإرادة المعنى والفراغ الوجودي، لاحظ فرانكل أنّه من الممكن حدوث ضرر نفسي عندما يتم إيقاف الشخص من البحث عن المعنى، فوجد فرانكل عدة طرق لاكتشاف المعنى كم يلي:
- عن طريق القيام بعمل ما.
- عن طريق تجربة شيء ما، عن طريق مواجهة شخص ما.
- من خلال الموقف الذي نقوم باتّخاذه ولا يمكن الفرار منه.
نقد نظرية العلاج بالمعنى
- لم تُعتبر نظرية العلاج بالمعنى أفكار فلسفية، أيضاً لم تثبت صحّتها بشكل علمي، نرى عند العديد من علماء النفس التحليليون وعلى رأسهم فرويد، لم تكن عبارة عن تجارب على الحيوان، تمَّ تعميمها على الإنسان وكأنّه حيوان لا يملك عقلاً يفقه به.
- كانت أهداف نظرية العلاج بالمعنى منبثقة عن خبرة حياة فرانكل بكل شجاعة، حيث أُعتُقِل أثناء الحرب العالمية، لذا نجده قد قام بالتركيز على الجوانب الرُّوحية من حياة الإنسان، في حين وجدناها منسيّة في ما سبقها من نظريات، فلقد أعطت هذه النظرية مكانة عالية للأبعاد العقلية والروحية للإنسان على أنَّها من أهم الأبعاد التي تساهم في صحته النفسية أو كما يسمّى الإحباط الوجودي؛ ذلك لعدم معرفة الإنسان لبعده العقلي أو الرّوحي في الحياة، هو ما يسبب المرض النفسي.
- لم يكن هناك انتقادات سلبية بشكل كبير لهذه النظرية عند أغلب المنظّرين، بل هي نظرية لم تعارض أبداً ما سبقها من نظريات، لم تحارب أي نظريّة، بل أتت مكمِّلة لما كان ينقصها، بذلك نرى أنَّ هذه النظرية تقوم بالسيطرة في علم النفس الحديث، أيضاً تفرض سيطرتها بشكل قوي في مجال العلاج النفسي. هي نظرية قريبة بشكل كبير من إنسانية الإنسان، حيث ترى إنسانيته وتهتم بكرامته وحاجاته الروحانيّة.
التركيز المفرط على المعنى وإهمال العوامل الأخرى، ينظر بعض النقاد إلى أن التركيز على المعنى يمكن أن يغفل عن العوامل البيولوجية والاجتماعية التي تساهم في الصحة النفسية. في حالات معينة، مثل الاكتئاب الشديد، قد يحتاج الأفراد إلى أكثر من مجرد البحث عن المعنى لتحسين حالتهم، وتعقيد مفهوم المعنى يعتقد البعض أن المعنى مفهوم معقد وشخصي لا يمكن تحديده أو قياسه بسهولة. ما يبدو ذا معنى لشخص ما قد لا يكون كذلك للآخر، مما يجعل من الصعب تطبيق النظرية بفعالية على الجميع.
- محدودية الخبرات الفردية: يعتمد العلاج بالمعنى بشكل كبير على تجارب فرانكل الشخصية في معسكرات الاعتقال. يعتقد بعض النقاد أن استخدام تجربة شخصية واحدة كأساس لنظرية شاملة يمكن أن يكون محدودًا في تقديم حلول عامة.
- تطبيق النظرية في الثقافات المختلفة انتقدت النظرية بسبب عدم مراعاتها للاختلافات الثقافية في تفسير المعنى. فالمعاني والقيم تختلف بشكل كبير بين الثقافات، مما قد يحد من فعالية النظرية في البيئات الثقافية المتنوعة.
- قلة الأدلة العلمية بينما توجد بعض الدراسات التي تدعم فعالية العلاج بالمعنى، يشير النقاد إلى الحاجة إلى المزيد من البحوث التجريبية القوية لتأكيد فعاليته مقارنة بأساليب العلاج الأخرى مثل العلاج المعرفي السلوكي.
- النظرة الفلسفية: يرى البعض أن الأسس الفلسفية للنظرية قد لا تكون قابلة للتطبيق العملي في جميع الحالات. التركيز على الأفكار الفلسفية قد يجعلها أقل عملية بالنسبة للعديد من الأفراد الذين يواجهون مشاكل نفسية حادة.
- الاعتماد على التجربة الشخصية: يعتمد العلاج بالمعنى بشكل كبير على تجارب فرانكل الشخصية في معسكرات الاعتقال. يعتقد بعض النقاد أن استخدام تجربة شخصية واحدة كأساس لنظرية شاملة يمكن أن يكون محدودًا في تقديم حلول عامة.
رغم الانتقادات التي تواجهها نظرية العلاج بالمعنى، إلا أنها تظل واحدة من النظريات المهمة في علم النفس الإنساني. تستند قوتها إلى قدرتها على توفير الأمل للأفراد في أصعب الظروف وتوجيههم نحو البحث عن غاية أعمق في حياتهم. لتحقيق أقصى استفادة منها، من المهم دمج هذه النظرية مع نهج علاجي شامل يأخذ في الاعتبار جميع جوانب الحياة النفسية للفرد.