اقرأ في هذا المقال
- نماذج النظريات المرجعية في علم النفس
- أهم انقسامات نماذج النظريات المرجعية في علم النفس
- فجوات نماذج النظريات المرجعية الواسعة والضيقة في علم النفس
من خلال النظر في كيفية محاولة علماء النفس تفسير السمات المرجعية لأنواع مختلفة من المصطلحات اللغوية في النظريات المرجعية، قدم بعضهم بشكل فعال بعض الطرق المتميزة المتمثلة في نماذج لتصور كيف يمكن للمصطلحات المرجعية أن تشير إلى أشياء وأفراد معينين في العالم، ومنهم من كان معارض لهذه النظريات وأفصح عن وجهات نظر سلبية تجاهها.
نماذج النظريات المرجعية في علم النفس
تتمثل نماذج النظريات المرجعية في أربعة من النماذج، التي كانت بمثابة الطريق الذي يصل علماء النفس المعاصرين والمهتمين لهذه النظريات لوضع الرموز والعبارات والمؤشرات التفسيرية للعديد من الجمل والأشخاص والأماكن والمواقف وغيرها، حيث وضع علماء النفس هذه النماذج كالتالي:
1- النموذج الوصفي حيث تشير الكلمات إلى كونها مرتبطة بمحتوى وصفي معين يعمل على تحديد كائن أو فرد معين كمرجع.
2- النموذج السببي حيث تشير الكلمات إلى كونها مرتبطة بسلاسل استخدام تؤدي إلى بدء استخدام أو معمودية المرجع.
3- نموذج الشخصية حيث تشير الكلمات بحكم ارتباطها بقواعد مرجعية منتظمة، وتلمح قواعد النموذج من هذا النوع بحد ذاتها إلى عناصر قابلة للتكرار من السياق وتحدد أي العناصر هو المرجع لأي نوع من المصطلح.
4- النموذج المتعمد حيث تشير الكلمات بحكم استخدامها عن قصد للإشارة إلى أشياء معينة، بمعنى آخر تشير الكلمات إلى كونها تُلفظ كجزء من أفعال مقصودة معقدة تستهدف بطريقة ما أشياء أو أفرادًا معينين.
كما يجب أن يكون واضحًا الآن أن هذه النماذج الأربعة ليست حصرية لبعضها البعض، فقد يفكر المرء على سبيل المثال في نماذج الوصفية الكلاسيكية التي تناشد الحالة العقلية للمتحدث؛ من أجل ربط وصف معين بمصطلح مرجعي رمزي معين كإصدار معين من القصدية، من المفترض أن المتحدثين سيظهرون فقط النوع الصحيح من الحالة العقلية عندما يستخدمون عن قصد مصطلحًا مرجعيًا للإشارة.
وبالمثل يمكن للمرء أن ينظر إلى النظرية أو النماذج السببية كحالة خاصة لنظرية الشخصية في حالة المصطلحات مثل الأسماء، فإن قاعدة الاستخدام الثابتة المرتبطة باسم معين يجب تفسيرها في حد ذاتها من حيث سلسلة من الاستخدامات تؤدي إلى كائن معين أو فرد، ففي الواقع إذا كان المرء على استعداد للسماح بشخصيات من أنواع معينة من المصطلحات مثل المتظاهرين.
للإشارة إلى نوايا المتحدث المرجعية، يمكن لمنظري الشخصية أن يؤيدوا نوعًا معينًا من القصدية ضمن نطاق نظريتهم أيضًا، ومع ذلك عند القيام بذلك من غير الواضح ما تبقى من نموذج الشخصية الأصلي، مع اعتماده على جوانب يمكن تحديدها علنًا من السياق باعتبارها المحرك الأساسي لقواعد المرجع.
أهم انقسامات نماذج النظريات المرجعية في علم النفس
تجدر الإشارة إلى بعض الانقسامات الواضحة بين نماذج النظريات المرجعية في علم النفس والتي تتمثل في أن هناك فجوة بين وجهات النظر التي تشير إليها المصطلحات المرجعية نفسها، وبالتالي نستخدمها للإشارة لأنهم يفعلون ذلك بالفعل، والآراء التي وفقًا لها نحن من يقوم بالإحالة، مع إشارة مرجعية لغوية رمزية تتبع مشتقًا فقط.
النظرية والنماذج السببية وبعض الإصدارات غير الكلاسيكية للوصف هي أمثلة نموذجية لنوع النظرة السابق، في حين أن النموذج القصدي هو مثال نموذجي لها جنبًا إلى جنب مع الوصف الوصفي الكلاسيكي لكل من النظريات المرجعية؛ نظرًا لمرونته المتأصلة يصعب وضع نموذج الشخصية على طول هذا الطيف، حيث يبدو أن قواعدها الخاصة بالمؤشرات الحقيقية تتخطى هذه الفجوة من الرموز المميزة التي تكتسب مرجعها؛ لأنها تُلفظ في سياق معين عن قصد على الأرجح.
لكنهم يكتسبون مرجعهم بشكل مستقل عن أي شيء له علاقة بالحالة العقلية للمتكلم، إذا قمنا بتوسيع نظرية الشخصية لتشمل كلاً من الأحرف المعتمدة على النية للإيضاحات والثابتة، أحرف ثابتة في سياق الأسماء ثم تصبح الأمور أكثر تعقيدًا، في هذه الحالة تبدأ نظرية الشخصية في النظر إلى التعددية فيما يتعلق بهذا التقسيم، وتكتسب بعض المصطلحات المرجعية مراجعها بحكم استخدامها للإشارة إليها بينما نستخدم مصطلحات أخرى للإشارة إليها بحكم الإشارة إليها مسبقًا.
يتعلق الانقسام الثاني المهم بنماذج النظريات المرجعية بمدى السماح للإشارة بالاعتماد على جوانب يحتمل أن تكون مميزة وغير قابلة للوصول نسبيًا للحالة العقلية للمتحدث، كما رأينا يسمح كل من الوصفيين الكلاسيكيين والمتعمدين بالاعتماد القوي على الحالات العقلية للمتحدث، وهذا يمكن أن يؤدي إلى بعض التنبؤات الغريبة فيما يتعلق بالمرجع.
حيث قدم المنظرين من علماء النفس من نوع القيد والفرضية طرقًا لمحاولة تقليل هذه النتائج ولكن قد يقلق المرء أيضًا من أن السماح للإشارة بالاعتماد على الحالة العقلية للمتحدث على الإطلاق يقوض قدرتنا على شرح كيفية استخدامنا للمصطلحات المرجعية لتنسيق كائننا، من خلال توجيه الأفكار مع بعضها البعض بعبارة أخرى للتواصل.
في النموذج السببي على سبيل المثال نعطي بعضنا البعض طرقًا أخرى للتفكير في نفس الشيء عن طريق تمرير اسم، هذا يجعل شرح التواصل واضحًا إلى حد ما بافتراض أننا قادرون باستمرار على التعرف على الاسم الذي تم نطقه في مناسبة معينة، وأن مشكلة الأسماء ذات الحاملين المتعددين تعني أن هذا قد يكون غير مهمة لكن المردود يبدو مهمًا على الأقل.
يمكننا شرح قدرتنا على تنسيق تفكيرنا في أماكن وأوقات وأفراد معينين بحكم حقيقة أن المكان والزمان والمتحدثين للكلام هي أشياء عادة ما تكون معرفة عامة، التي تعتبر متاحة بالتساوي لكل عضو في المحادثة، وأننا قادرون باستمرار على التعرف على الاسم الذي تم نطقه في مناسبة معينة.
فجوات نماذج النظريات المرجعية الواسعة والضيقة في علم النفس
هناك فجوة مهمة بين نماذج مرجعية للنظريات موسعة مقابل نماذج ضيقة في أوسع أشكالها، فإن كل من النماذج القصدية والوصف تعتبر نماذج واسعة، حيث يزعمون أنهم يطبقون بشكل جيد على أي نوع من المصطلحات المرجعية على الإطلاق، في حين أن النموذج السببي هو نموذج مرجعي ضيق لم يُزعم أبدًا أنها تنطبق على مرجع الأسماء.
يثبت نموذج الشخصية لنماذج النظريات المرجعية أنه من الصعب وضعه في مدى اتساعها أو تضييقها الذي سيعتمد على مدى استعدادنا للابتعاد في تنظيرنا عن الحالة النموذجية للمؤشرات الحقيقية، ومنها تحمل النظريات الموسعة وعدًا بتقديم حساب موضوعي للعلاقة المرجعية، مما يمكن للمنظرين التوسعيين أن يزعموا أن السبب في أن الاستخدامات الرمزية للمصطلحات المرجعية تلعب دورًا معينًا في شرح حقيقة أو زيف الكلام هو أن نوعًا معينًا من العلاقة الموضوعية يحصل بين استخدام الرمز وبعض الأشياء في العالم.
على النقيض من ذلك سيتعين على المنظرين الضيقين السماح بوجود أنواع مختلفة من العلاقات التي تعمل على إصلاح المرجع لأنواع مختلفة من المصطلحات المرجعية، وربما حتى استخدامات مختلفة لنفس المصطلح، وبالتالي سيتعين عليهم أن يقولوا إن ما يوحد المصطلحات المرجعية ليس أنه عندما ينجحون في الإشارة، فإن نوعًا معينًا من العلاقة يحصل بين هذا الاستخدام الرمزي وبعض الأشياء أو الأفراد، بل يلعبون دورًا وظيفيًا معينًا في تحديد شروط الحقيقة أو المحتوى الحازم للكلام.
في النهاية نجد أن:
1- نماذج النظريات المرجعية في علم النفس تتمثل بوضع أهم النظريات التفسيرية لعلماء النفس لتوضيح رأيهم بأهمية النظريات المرجعية بشكل عام.
2- حيث تتمثل نماذج النظريات المرجعية في علم النفس بالنماذج الشخصية والنماذج السببية والنماذج الوصفية والنماذج المعتمدة.
3- تتعرض نماذج النظريات المرجعية في علم النفس للعديد من الانقسامات ووجهات النظر، من حيث أن بعضها يعتبر من النماذج الواسعة وبعضها من النماذج الضيقة.