تشعر الأسر التي يتواجد بها طفل من ذوي الحاجات الخاصة بالقلق والتوتر، وهذا كله نتيجة لعدة عوامل نفسية، تواجدت جميعاً في إحداث الاضطرابات السلوكية في التفاعلات الشخصية بين أفراد هذه الأسر، فقد يشعر اللآباء بالقلق على أطفالهم العاديين من تقليدهم العفوي لسلوكيات الطفل ذوي الحاجات الخاصة الذي يعيش معهم في نطاق الأسرة.
النماذج الشائعة لتقديم الخدمات لأسر ذوي الحاجات الخاصة
1- الإرشاد المباشر:
وتُدعى هذه الطريقة بالإرشاد المُتمركز حول المرشد لأنَّ العملية الإرشادية تتمحوَّر حول المرشد فهو الذي يوجّه وهو الذي يستشير المسترشد، وهو الذي يضع ويُحدد أساليب العلاج له، وتعتمد هذه الطريقة على إعطاء النصائح، الإرشادات، والتوجيهات للمسترشد، إنَّ هذه الطريقة تقوم على عمل تغيير في ذات المسترشد بواسطة التعليم المباشر بواسطة المعلومات التي يطرحها المرشد والاختبارات والمقاييس، التي يقوم بإجرئها على المسترشد ليستطيع من تحديد المشكلة، التي يشكو منها المسترشد، ويتم في هذا النموذج إبعاد الجهد الذي يمكن للمسترشد القيام به لمعالجة مشكلة والتفكير في إيجاد الحلول المناسبة لها، ويؤدي أحياناً إلى شعور المرشد بمعظم مسؤوليته وبذل جهد أكبر في إيجاد الحلول الملائمة لمشكلة المسترشد.
2- الإرشاد غير المباشر
يُطلق على هذه الطريقة “الإرشاد المُتمركز حول العميل أو المسترشد”، ويعتمد هذا النموذج على الأمور والنشاطات التي يقوم بها مُتلقّي الإرشاد بنفسه لأنه واعي ومسؤول عن سلوكه فهو الذي يفكر ويتعمق بمشكلته ويقترح الحلول المناسبة لها بمساعدة ومتابعة المرشد وتسمح هذه الطريقة للمسترشد بأن يعبر عن ذاته ويكون أكثر وعي بخبراته وأن يقلل من الحِيَل الدفاعية لديه، ليكون أكثر واقعية وموضوعية، انسجاماً واكتشافاً لذاته وإعادة تنظيمها، أمَّا الدور الذي يتمحور على عاتق المرشد من خلال هذا الأسلوب هو التفهم الذي يظهر من خلال المشاركة، التقدير والتوقع الإيجابي للمسترشد والتشجيع المتواصل لما يقوم به من جهود في تفهمه لذاته وإدراكه لها.
3- الإرشاد الفردي
يُعَد الإرشاد الفردي الطريقة الرئيسية في التوجيه والإرشاد، يتحاور المرشد مع مسترشد واحد بشكل مباشر في الجلسات الإرشادية، ويؤثر الإرشاد الفردي على نوع العلاقة المهنية للإرشاد، أي أنها علاقة مرسومة بين المرشد ومتلقّي الإرشاد، ويتم بواسطة المقابلة الإرشادية ودراسة الحالة الفردية، حيث يتضمن كل من هذان الأسلوبين الجوانب الرئيسية في الإرشاد الفردي، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، ويختلف ذلك باختلاف الطريقة التي يقوم بها المرشد.
ويسمح الإرشاد الفردي للمسترشد التحدث مع المرشد وطرح العوائق أو المشكلات التي تقابله ومناقشتها، ويُقدّم المرشد المساعدة للمسترشد على تعيين أهداف مُحددة للعمل على إنجازها من خلال عملية الإرشاد، كما يسانده على معرفة الخيارات المتوفرة أمامه واختيار الخيار الأفضل منها بما يُلائم إمكانات وظروف البيئة المحيطة به، ويهدف الإرشاد الفردي إلى تطوير قدرة الفرد على إدراك وعلاج مشاكله الشخصية، الاجتماعية، والمهنية.
4- الإرشاد الجماعي “الجمعي”
علاقة إرشادية بين المرشد وعدد من المسترشدين تتم أثناء جلسات جماعية في مكان واحد، يشتركون في نوع المشكلة التي يواجهونها وتُشكّل لهم المعاناة، ويُعبّر عنها كل فرد كما ينظر إليها بشكل عام وطريقة تفكيره من واقع رؤيته لها وكيفية حلها، ومن حسنات هذا الأسلوب الإرشادي أنَّه ينبع من كون الفرد يتعلم من الجماعة جوانب مختلفة فهي تُشكّل وتُحرِز للفرد مزيداً من الثقة بالنفس وتُنمّي لديه روح التعاون والتفاعل والتوافق مع الآخرين من حوله، وكذلك يعمل على زيادة عناصر الخبرة والفطنة، الحماية الاجتماعية والمُداراة لدى الأفراد المشاركين في الجماعة الإرشادية، بما يساعدهم في معالجة مشكلاتهم والتعاون على حلها.