يشير رودولف شتاينر أنه مثلما هو مهم من الناحية التنموية للأطفال أن يزحفوا قبل أن يمشوا، فمن الأهمية بمكان ألا يُجبر الأطفال الصغار على القراءة والكتابة قبل أن يكونوا مستعدين جسديًا ومعرفيًا للتعلم.
نمط تعليم القراءة في رياض أطفال والدروف
فنمط تعليم القراءة في رياض أطفال والدروف يعتمد على التجربة اللغوية الشفوية التي يتحدث بها الإنسان الحي، فالصوت الآلي ليس مليئًا بالقوى الواهبة للحياة، ويختتم بنداء مقنع للمعلمين وأولياء الأمور للعودة إلى التقاليد الشفوية عند تعليم الأطفال.
حيث يجب أن يؤسس تعليم الأطفال في رياض الأطفال في والدورف على منهج الغناء والرقص والمسرح والمزاح مع الارتجال والتلاوة، إذ يحتاج الطلاب إلى سماع القصص، إما من تأليف المعلم أو قراءتها بصوت عالٍ، كما إنهم بحاجة إلى صنعها بأنفسهم أو محاولة إعادة سردها بكلماتهم الخاصة، ويحتاج المعلمون إلى تقديم تعليم مستمر في الفنون الشفوية من المدرسة الابتدائية حتى الصفوف العليا وفي الكلية.
ويشير رودولف شتاينر إلى أن الأجيال السابقة كانت أكثر معرفة بالقراءة والكتابة لأنها تعلمت التحدث بشكل جيد واكتسبت مفردات متزايدة من خلال الممارسة البلاغية، فالقراء الجيدون ينشأون من القراء الجيدين والمتحدثين الجيدين.
ويعد التقليد الشفهي المتمثل في سرد القصص وتلاوة الآيات والقوافي وغناء الأغاني جزءًا لا يتجزأ من برنامج الوالدين والطفل في الحضانة أو رياض أطفال والدروف، فكل يوم يجتمع الأطفال حول المعلم لقصة شفهية، ويتم سرد القصص على مدى فترة من الزمن، وفي أغلب الأحيان أكثر من أسبوعين ويمكن أن تكون أطول للأطفال في سن الحضان.
وتتعلم المعلمة القصة حتى تتمكن من سردها بنفس الطريقة كل يوم، ويتم حفظ القصة عن ظهر قلب، وليس بحفظها بطريقة آلية، وبهذه الطريقة يمكن للصور والشخصيات أن تعيش في المعلم، مما يسمح بربط الإنسان باللغة والقصة التي يتم مشاركتها مع الأطفال، وتظهر الصور واللغة في القصة على قيد الحياة من خلال المعلم.