نمو الفرد وتقدير الذات في العلاج الأسري الخبراتي عند ساتير

اقرأ في هذا المقال


إنَّ طبيعة النمو وتطور الشخص من أهم أساسيات بناء الذات وتطورها، حيث يعتبر نمو الفرد السوي بشكل ناجح دافعاً لديه لتنمية الثقة الشخصية، وطبيعة تواصله مع الآخرين تكون ناجحة، وطبيعة تفاعله مع أعضاء الأسرة فعالة، يناقش، يدرك، يحلل، ويصحح الأمور أيضاً بشكل جيد، ممَّا يؤدي ذلك بالنهاية إلى تقديره لذاته، ويرى نفسه في المجتمع بأنَّه ثمره ناضجة مسؤولة يُعتمد عليها.

مفهوم العلاج الأسري الخبراتي

العلاج الأسري الخبراتي هو نهج نفسي يعتمد على الخبرات الشخصية والواقعية التي يمر بها الأفراد داخل الأسرة. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تحقيق تغييرات إيجابية في العلاقات بين أفراد الأسرة من خلال تحسين التواصل بينهم وتعزيز النمو الفردي. في هذا السياق، ترى ساتير أن فهم الفرد لذاته وقدرته على التعبير عنها بشفافية وصراحة هما مفتاح تحسين العلاقات الأسرية.

نمو الفرد وتطوره

يناضل جميع الناس من أجل تحقيق النمو، ولديهم الإمكانات التي قد يحتاجون إليها لتحقيق هذا التطور، وقد وضعت العالمة “ساتير” مجموعة من العوامل للنمو ومنها:

  • الخريطة الجينية.
  • المفاهيم التي يتعلمها الشخص أثناء عملية التطور.
  • طبيعة التواصل ما بين العقل والجسم.

تقدير الذات وقيمة الذات

تفترض العالمة “ساتير” أنَّ تقدير الذات من أهم المفاهيم الأساسية للشخص، والتي يتم تعلمها من العائلة، بواسطة تباتل الاتصال اللفظي وغير اللفظي، ويعتبر تقدير الذات أيضاً القيمة التي يُثمّن بها الفرد ذاته.

أبعاد الذات لدى العالمة ساتير

تعتقد العالمة “ساتير” أنَّ الذات تتكون من ثمانية أبعاد متنوعة وهي:

  • الجسد.
  • العقل أو الأفكار والمفاهيم.
  • الانفعال أو المشاعر.
  • الحسي (تذوق، لمس صوت، وغيرها).
  • تفاعل أو تواصل الفرد مع الآخرين.
  • البيئي (صوت، أضواء، الوقت، وغيرها).
  • الرشد.
  • الروحي (معنى الحياة).

تقدير الذات ودوره في العلاقات الأسرية

تقدير الذات يشكل ركيزة أساسية للعلاقات الأسرية الصحية. عندما يشعر الفرد بقيمة ذاته، يصبح أكثر قدرة على التواصل بفاعلية مع الآخرين، مما يساهم في تقوية العلاقات داخل الأسرة. تؤمن ساتير بأن هناك علاقة مباشرة بين تقدير الذات والقدرة على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.

أ. التواصل المفتوح والإيجابي: التواصل الفعال هو أساس أي علاقة ناجحة، وهو يعتمد بشكل كبير على مدى تقدير الفرد لذاته. الشخص الذي يشعر بالثقة في نفسه يكون قادرًا على التعبير عن احتياجاته ومشاعره بوضوح، مما يسهم في تحسين العلاقات داخل الأسرة.

ب. التفاعل بدون دفاعية: في العلاقات الأسرية المتوترة، قد يشعر الأفراد بالحاجة للدفاع عن أنفسهم باستمرار. من خلال تعزيز تقدير الذات، يصبح الفرد أقل عرضة للشعور بالتهديد وأكثر قدرة على التعامل مع النزاعات بمرونة وهدوء.

دور المعالج الأسري في تعزيز تقدير الذات

المعالج الأسري في نموذج ساتير يعمل كمرشد يساعد الأفراد على استكشاف مشاعرهم وتحدياتهم. من خلال توجيه الأفراد نحو التعبير الصادق عن أنفسهم، يسهم المعالج في بناء الثقة بالنفس وتقدير الذات.

أ. بناء بيئة داعمة: يخلق المعالج بيئة آمنة وداعمة حيث يمكن للأفراد التحدث بحرية عن مشاعرهم وتجاربهم. هذه البيئة الداعمة تسمح للفرد بمواجهة مخاوفه والعمل على تعزيز ثقته بنفسه.

ب. تشجيع الفردية والاستقلالية: يشجع المعالج الأفراد على اكتشاف هويتهم الشخصية وفهم احتياجاتهم بشكل أفضل. من خلال التركيز على الفردية والاستقلالية، يتم تعزيز تقدير الذات والنمو الشخصي.


شارك المقالة: