اقرأ في هذا المقال
لا يوجد سلوك مطابق للآخر بشكل تام ولا توجد كلمات مرتبّة بمصفوفة متطابقة بين إثنين في هذا العالم، وهذا الأمر ينطوي بشكل كامل أيضاً على لغة الجسد المستخدمة من قبل الأطفال والبالغين أيضاً، حتّى ولو تمّ الاتفاق على مبادئ وأبجديات لغة الجسد فيبقى هناك الكثير من الفوارق بين الأطفال وكيفية استخدامهم للغة الجسد بشكل مميّز أو متوسط أو ضعيف، حيث أننا نجد هذا الفارق واضحاً لدى أطفال في سنّ مبكّرة وفي مراحل متقدّمة وقد يرافقهم هذا الأمر إلى باقي سنوات حياتهم.
لغة الجسد تختلف من شخص لآخر باختلاف القدرات العقلية:
في مرحلة ما من حياة الأطفال يدركون أنهم قادرين على اختلاق سلوكيات ولغة جسد تعبّر عن مشاعرهم بشكل ما ليحصلوا على ما يرغبون فيه، وعادة ما نرى أطفالاً قادرين على استخدام لغة جسدهم بشكل أكثر اتقاناً من آخر حيث أنّهم يمتلكون العديد من المزايا التي تؤهّلهم للنجاح والتفوّق في وقت مبكّر، كما وأنّ الأطفال يتعلّمون أساليب التواصل غير المنطوقة والمتلاعبة في لغة الجسد من خلال الأقران والآباء والأقارب أو من خلال وسائل الإعلام، حيث تتطوّر السلوكيات لدى بعضهم في وقت مبكّر أكثر من الأطفال الآخرين كون عامل الذكاء والقدرة على التعلّم والاكتساب موجودة بيننا، بينما يعاني البعض الآخر من عدم تطوّر لغة الجسد لديهم حيث لا يستطيعون التكيّف أبداً مع الإيماءات، حتّى وإن فعل أصدقاءه هذا.
كيف يستخدم الأطفال لغة جسد المراوغة؟
لا يمكننا أن نمنع الطفل من تعلّم لغة الجسد المتلاعبة أو المراوغة، ولكن إن رأيناه يستخدم لغة جسده التي تعبّر عن قواه غير المنطوقة لتحقيق أغراض ومصالح بشكل سلبي، كلغة الجسد التي تستخدم من أجل الكذب أو الغش أو استغلال أطفال آخرين، فعلينا وقتها أن ننتبه إلى خطورة هذا السلوك وأن نحاول وضع حدّاً له، في حين يمكننا قول الكثير عن الشخص البالغ الذي يعلم متى وأين يستخدم لغة جسده الفعّالة، فالطفل البارع في استخدام الإيماءات المتلاعبة المراوغة قد اتخذ الطريق الخاطئ في تعلّم لغة الجسد، حيث لا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يقاموا الشعور بالقوّة الذي ينتج عن استخدام الطرق الملتوية للحصل على ما يريدون وقد تكون لغة الجسد إحدى هذه الطرق والأساليب المتّبعة.