هل التشاؤم مرض نفسي

اقرأ في هذا المقال


التشاؤم هو مفهوم يُعرف على أنه الميول القوية نحو الاعتقاد بالسلبية والتوقعات السيئة فيما يتعلق بالأحداث المستقبلية، فالتشاؤميون يميلون إلى رؤية الأمور بمنظور سلبي ويشعرون بالقلق والتوتر من المستقبل، ومن الملاحظ أن الكثير من الناس يعانون من تلك الميول التشاؤمية في فترات معينة من حياتهم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن اعتبار التشاؤم مرضًا نفسيًا؟

التشاؤم كميول طبيعي

يجب أن نفهم أن التشاؤم في حد ذاته ليس بالضرورة مرضًا نفسيًا، فهو رد فعل طبيعي وبشري على الضغوطات والتحديات التي تواجهنا في حياتنا اليومية، يعتبر التشاؤم تكيفًا نفسيًا يساعدنا على التحضير للتحديات المحتملة وتجنب المخاطر، وعلى الرغم من أن التشاؤم قد يسبب بعض القلق والتوتر، إلا أنه يعتبر طبيعيًا ولا يعتبر مرضًا نفسيًا بالمفهوم الطبي الصارم.

مشكلة التشاؤم المفرط

مع ذلك ينبغي علينا أن نذكر أن هناك حالات تشاؤم مفرط تصل إلى حد التشاؤم المرضي، وهو ما يعتبر اضطرابًا نفسيًا يسمى “اضطراب التشاؤم المرضي” أو “اضطراب التشاؤم القهري”، هذا الاضطراب يتسم بتوجيه التفكير نحو النتائج السلبية المتوقعة بصورة مستمرة وغير واقعية، حتى في الأمور اليومية البسيطة، يصبح التشاؤم المرضي سلوكًا مشوهًا يؤثر على الحياة اليومية للفرد، وقد يصاحبه انخفاض في النشاط الاجتماعي والعملي وتدهور الحالة المزاجية.

التشاؤم والصحة النفسية

تحظى الصحة النفسية بأهمية بالغة، ولذا يجب علينا توخي الحذر عند التعامل مع التشاؤم المفرط، فإذا كان التشاؤم يسيطر على حياة الفرد ويؤثر على سعادته وقدرته على التعامل مع الحياة اليومية، قد يكون من الضروري البحث عن المساعدة الاحترافية، الاكتئاب واضطرابات القلق قد تكون وراء الشعور المزمن بالتشاؤم، وفي مثل هذه الحالات يكون العلاج النفسي ضروريًا.

التشاؤم والتحديات الحياتية

في النهاية يُمكن القول إن التشاؤم طبيعي في حدوده العقلانية، وليس بالضرورة يكون مرضًا نفسيًا، إلا أنه عندما يتحول التشاؤم إلى توجه ثابت نحو السلبية ويؤثر على الحياة اليومية والصحة النفسية، يجب أن يتم التعامل معه بجدية، إن البحث عن الدعم والمساعدة المناسبة يمكن أن يساعد في التغلب على التشاؤم المرضي والعودة إلى حياة صحية ومتوازنة، في نهاية المطاف، يجب أن نتذكر أن التحديات الحياتية لا تحكم دائمًا بمجرد توقعاتنا، بل تعتمد على قدرتنا على التعامل معها بإيجابية وتفاؤل.

المصدر: "التشاؤم: تاريخ وعلم وفلسفة النظرية السوداء" لتشارلز تيفينورث."التشاؤم الثقافي: دراسة في السياسة والثقافة والفلسفة" لأرثر ليبرتز."عبور الظل: كيف يمكننا التعامل مع التشاؤم والاستفادة منه" لسوزانا بوبر."التشاؤم والعقلية الإيجابية: استعادة التفاؤل في عالم يغلب عليه السلبية" لجينيفر ويليامز.


شارك المقالة: