الغموض، هو إخفاء الحقيقة فيما يرتبط بالمشاعر الداخلية فيما يتعلق بالآخرين، والشخص الغامض هو الشخص الذي يحتفظ بكل الأسرار وكل شيء، وهذه من الشخصيات التي تنتاب الفضول عنها والقلق في قلب المحيطين بهم، البعض منهم يسعى لمعرفة حقيقتها وبعضهم يخشى الاقتراب منها، ووفقًا لآخر الإحصائيات والأبحاث فقد تبين أن الغموض بين الإناث أكثر من الذكور.
خصائص الشخصية الغامضة:
يتمتع الشخص الغامض بصفات متنوعة في تصرفاته ونمط حياته وفي علاقاته مع الآخرين، ومن هذه الصفات ما يلي:
1- يخفي حبه أو كراهيته نحو الآخرين لأسباب مختلفة، مثل الخجل وعدم قدرته على التعبير عنها أو حبه أن يتركها لنفسه.
2- يحافظ على مبادئه ويوضحها فقط في مواقف محددة كما يريد.
3- لديه القدرة على الاحتفاظ بالأسرار لذاته أو للآخرين، ولهذا يقارنها البعض بئر عميق.
4- يخفي عيوب الآخرين ولا يبحث عن عيوبهم ولا يسعى لمعرفة اسرارهم.
5- خجول، هذا لا يعني استمرار الفوضى والإحراج، وإنما الهدوء وحب العزلة والكلام القليل.
6- المراقبة، أي صاحب هذه الشخصية يحب قضاء الوقت في مراقبة العالم من حوله، لمعرفة ما يحدث ويكون له رأيه الخاص.
7- يستمع للآخرين أكثر مما يتحدث، يمكن أن يكون الشخص غامض في حال كان يستمع أكثر مما يتكلم؛ لأن الكل يرغب بأن يعرف ما يفكر فيه.
8- لديه ثقه عن جاذبيته، ليس بحاجة لجذب الانتباه، فإن لديه هالة من الغموض، واستيعاب لمصالح الآخرين به يغرس فيه الثقة بالنفس.
9- ليس لديه أصدقاء في حياته، ولكن يشار إلى أنه في حالة وجودهم، لا يكون أكثر من واحد أو اثنين.
10- العقلانية وتدني الانفعال أمام الآخرين، حيث يتمتع بقدرته على التحكم في ذاته والتحكم في رغباته، وذلك بسبب رغبته الشديدة في عدم الوقوع في الأخطاء.
عيوب الشخصية الغامضة:
1- برغم من السمات الإيجابية، فإن لهذه الشخصية عيوب عديدة، منها، الانطواء عن الآخرين، وانحيازه إلى عدم الاختلاط بهم، وعدم التفاعل مع الآخرين حيث يفضل البقاء في البيت بدلاً من الخروج مع الأصدقاء أو العائلة، كما إنه يجيد إخفاء الحب في قلبه وعدم إبراز مشاعر الحنان أو المودة نحو الآخرين مما يجعله يبدو باهتًا.
2- ومن عيوب هذه الشخصية أنها مشبوهة، فصاحب هذه الشخصية لديه شكوك مرتفعة. وكثيرًا ما تكون شكوك هذه الشخصية خاطئة وغير صحيحة، مما يسبب له العديد من المشاكل والأخطاء، وهذه الشخصية مخيفة وقاتمة ومكثفة ومظلمة.
هل الشخصية الغامضة مرض نفسي؟
1- إن تقييم حالة هذه الشخصية يستند على ما إذا كانت غامضة بصورة دائمة منذ الطفولة، أو أن هذه الصفة هي حالة مؤقتة ظهرت فجأة، ولكنها ليست صفة بشرية دائمة، مما يشير إلى أن الغموض المؤقت أو المؤقت يحدث عادةً باعتباره استجابة نفسية لموقف محدد أو استجابة انعكاسية لموقف ما، موضحًا أنه يختلف من حيث أنه سمة من سمات الشخصية، حيث أن كافة الأشخاص لديهم مكونات في السمات الشخصية، وتتراوح هذه المكونات من شخص لآخر، مما يدل على أن من مكونات الشخصية هو الوضوح والغموض.
2- إذا تم النظر إلى الموقف من ناحية الوضوح، يكون بعضهم واضح جداً مع البعض الآخر، فيقولون عنهم ما في قلوبهم بلغتهم لا يخفون أي شيء عن أي شخص، كما أن الآخرين معاكسين تمامًا، لذا فهم يحاولون إخفاء الأحداث داخلهم وعدم الكشف عنها، حيث أن مستوى الغموض والوضوح يختلف من شخص لآخر، وأن العوامل الوراثية لها دور كبير في مستوى الوضوح وغموض الفرد، بالإضافة إلى تأثير العوامل البيئية، الانفتاح وامتلاك مساحة كبيرة للتعبير الصحيح عن المشاعر، هذه الشخصية سوف تكون أكثر وضوحًا مما تراكمت بداخله.
3- كما أن هذه الشخصية تتوافق مع العادات والمبادئ والقيم التي يؤمن بها في البيئة يلعب دورًا كبيرًا في مستوى الوضوح، لهذا عند اكتشاف هذا التوافق يكون هناك المزيد من الوضوح، وعند اكتشاف اختلاف يتراجع الشخص عن ذاته ويحاول إخفاء استجاباته عن الآخرين، مضيفًا أن هذا الغموض، ففي كثير من الحالات يبدو هذا المرض نفسي مرتبطًا بالاكتئاب النفسي وليس مشكلة شخصية، مما يدل على أنه عندما يعاني الشخص من الاكتئاب النفسي، يبدأون في تقييم حركاتهم وعواطفهم حتى يتعلق الأمر بالتدريب الذي لا يقوله.
4- التأكيد على أن هذا النوع من الاكتئاب النفسي يتسبب في بعض الغموض، وأكد أن الاشتباه الذي قد يكون لدى بعضهم عن الشخص الغامض هو استجابة طبيعية؛ لأنه كلما كان لدى الشخص درجة عالية من الوضوح، يقوم الناس بتهدئته، وكلما ظهر فيه بعض الغموض فإنهم يشككون فيه، فهم غير مرتاحين للتعامل معه أو يفهمونه بوضوح، وبعدها فهم في هذا الوقت غير قادرين على معرفة رد فعله على بعض المواقف التي قد توحدهم.
5- بالإضافة إلى أن هناك صفة من صفات الغموض في الشخصية، تسمى اضطراب الشخصية الشكاكة، مما يدل على أن الشخص في هذه الحالة يتمتع بشخصية غامضة ولا يثق بالآخرين، لذلك إذا كان زوجًا يساور زوجته بأسئلة ماذا تفعل وأين تذهب، وإذا كان زميلًا في العمل فإنه يشك في زملائه، ويسأل زميله دائمًا عندما يقول له شيئًا ماذا تقصد، هذه الحالة لا تعتبر اضطرابًا نفسيًا لأنها اضطراب في الشخصية.