إذا كان الصبر حكراً على أحد دون غيره، فليس بأيدينا شيء نفعله حتّى نتصف بالصبر كونه أمر محتوم لا نملك منه شيئاً، أما إذا كان الصبر مكتسباً يمكن للجميع أن يمتازوا بفضيلته ولو بنسب متفاوتة، فإننا نملك الفرصة ﻷن نصبح صبورين بالفعل، وأن نكتسب تلك الصفة بالتعلّم وذلك بأن نقتدي بغيرنا ممن نرى فيهم هذه الصفة.
الصبر فضيلة وسمة يمكن للجميع اكتسابها:
الكثير منّا يعاني بسبب سرعة غضبه وسرعة اتخاذه القرارات غير المناسبة، كوننا أنفسنا لم نتعلّم كيف نكون من الصابرين لكثرة صخب الحياة التي نعيشها وسرعتها، وقد أثبتت الدراسات بأن أنماطاً من البشر من طبيعتهم الهدوء، وبالتالي فهم أقرب إلى الصبر، فهو موروث وطبيعة في العائلة التي يتواجدون فيها، فنجد أفراد عائلة بأكملها يمتازون بالصبر والحكمة والهدوء منذ صغرهم.
أما بقيّة الناس، فهم بالتأكيد ليسوا من أنماط خارج هذا الكوكب، فمن حسن الحظ أن هناك فرصة أمامهم، فالمهم أن نعرف أن فضيلة الصبر مكتسبة، حتّى بالنسبة لمن يعدّ فروغ الصبر من صفاتهم، فيمكن ﻷي واحد منّا أن يطوّر من صفاته باكتسابها مع الأيام وتطويرها لتصبح عادة وقيمة لا يمكن التنازل عنها.