هل العزلة الاجتماعية والانطوائية مؤشر على الحاجة للعملية الإرشادية؟

اقرأ في هذا المقال


يعاني البعض من العديد من المشاكل التي تتطلّب تداخلات تتعلّق بالعملية الإرشادية، ولعلّ العزلة الاجتماعية والانطوائية من أبرز المؤشرات التي يمكن لها ان تثير الشكوك حول شخصية الفرد ومدى حاجته إلى العملية الإرشادية، فالإنسان الطبيعي لا يمكنه أن يعيش بمنأى عن غيره ولا يمكنه أن يتطوّر ويجدد مشاعره وشخصيته دون أن ينسجم مع الآخرين، وعدا ذلك فإنّ الشخص بحاجة إلى العملية الإرشادية أو استشارة المرشد النفسي لمعرفة سبب المشكلة التي يعانينها وما هو الحل؟

كيف يتعامل المرشد مع مشكلة العزلة والانطوائية في الإرشاد النفسي؟

عندما يدرك المسترشد أنه يعاني من مشكلة إرشادية تتعلّق في عزلته عن المجتمع وانطوائه على ذاته وعدم رغبته في بناء أي علاقة مع الآخرين، عليه وقتها أن يتوجّه للمرشد النفسي كون الحلول تكمن في العملية الإرشادية التي تعالج مثل هذه المشاكل وتقف عند أبرز أسبابها، فعندما يستشعر المسترشد أنه أصبح شخصاً غير مرغوباً فيه وأنه لم يعد يميل إلى التفاعل الاجتماعي وأصبح منعزلاً عن المجتمع غير قادر على التواصل مع الآخرين، يبدأ وقتها عمل المرشد النفسي في محاولة معالجة المشكلة النفسية تلك.

تعتبر المشاكل النفسية التي تأخذ هذا المنحنى من العزلة والانطواء على الذات من المشاكل الإرشادية الشائعة، ولعلّ أبرز أسبابها عدم قدرة المسترشد في الثقة بالآخرين أو تعرّضه لموقف سلبي من أحد الأشخاص الموثوقين مسبقاً وتكرار هذا الأمر، أو عدم القدرة على قبول تناقضات المجتمع ما بين النظرية والعملية ليتفاجأ بمجتمع مخادع مليء بالمفاجئات والأمور التي تصبّ لمصلحة الغير، وبالتالي تمحور الذات حول نفسها وعدم القدرة على قبول الآخرين على اعتبار أن المجتمع جميعه مخادع ومتشابه، وصولاً إلى العزلة وعدم القدرة في التواصل مع الآخرين.

ما دور المرشد في معالجة مشكلة الانطوائية والعزلة من خلال العملية الإرشادية؟

عندما يجد المسترشد نفسه منعزلاً عن الآخرين يبدأ في البحث عن الحلول الممكنة، ليجد أن المرشد النفسي من خلال العملية الإرشادية يعالج أبرز الأسباب التي دعته في الوصول إلى هذا الحد، وكيف يمكن له التخلّص من تلك الشكوك التي تدور في داخله، ويقوم باستعراض عدد من الأمثلة والقصص الواقعية التي أدّت إلى جنون البعض وموت البعض الآخر بسبب عدم قدرته على التواصل مع المجتمع بطريقة صحيحة، ويتم عمل عدّة اختبارات يمكن لها أن تغيّر من أسلوب التفكير ونظرة المسترشد إلى المجتمع.


شارك المقالة: