هل الفضول مرض نفسي؟
إن الشخص الفضولي يزعج جميع المحيطين به وحتى نفسه أيضًا، وهناك الكثير من الأشكال في الفضول، بعض الأشخاص يكونوا فضولين في كافة النواحي وفي كل الظروف، وبعضهم يكون فضولي في مجال العمل، والبعض يرغب في معرفة أسرار الآخرين والبعض الآخر يسعى إلى معرفة الحقيقة في كل وقت.
الفضول في بعض الأوقات يكون طبيعي وفي أوقات أخرى يكون مرضي، فإنه يكون طبيعي إذا كان الشخص يرغب معرفة معلومات جديدة تكون بمثابة إضافة له أو شيء يحتاج إلى معرفته حتى تتطور حياته ولا يتعلق بالآخرين، يتحول الفضول إلى مرض عندما يكون لديه رغبة دائمة في معرفة التفاصيل عن حياة الآخرين، يتحول الموضوع إلى إدمان لاكتشاف تفاصيل حياة الآخرين، وفي هذه الحالة لا بد أن يتم علاج الشخص المصاب، ويتم هذا من عن طريق معرفة وإدراك معنى الفضول جيدًا.
عادات الأشخاص الفضوليين:
هناك بعض العادات التي يتصف بها أصحاب هذه الشخصية، حيث أن أضرار الفضول على حياة الفرد عديدة، ومعرفة عادات الفضوليين يمكن من عن طريقها معرفة إذا كان الأمر قد تحول إلى شكل مرضي أم لا، وتتمثل هذه العادات فيما يلي:
الحكم عند الاستماع:
الأغلب يضعون افتراضات بينما يستمعون إلى الآخرين، ولكن الأشخاص الفضوليين يكون لديهم الأمر مضاعف، فإنهم يحافظون على تخيل الأحداث وربط الخيوط لفهم الأمور بالكامل وحتى وإن لم تكن واضحة ولا يكون لها علاقة بحياتهم.
طرح العديد من الأسئلة:
يطرح أصحاب هذه الشخصية أسئلة تبدأ بـكيف وماذا ومتى وأين ولماذا، كما إنهم يتجنبون الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا، وهذا يخلق الانفتاح على الشخص الذي يُطلب منه وللشخص الذي يسأل، وتكون وسيلة لمعرفة الكثير من المعلومات حول الآخرين.
متاحين بالكامل:
إن أصحاب هذه الشخصية يغلقون هواتفهم ويركزون على المحادثات، مما يكون له تأثير على مختلف الأنشطة التي عليهم القيام بها.
كثرة الأصدقاء:
يحافظون على أن يكون لديهم الكثير من الأصدقاء، فإنها وسيلة يمكن عن طريقها معرفة وفهم الكثير من المعلومات الإضافية.
نتائج الفضول السلبي:
هناك الكثير من النتائج المتنوعة التي يمكن أن يتعرض لها الشخص، نتيجة الوصول إلى مراحل متقدمة من الفضول السلبي، ومعرفة هذه النتائج طريقة للحد من الفضول والتوقف عنه بشكل كامل، وتتمثل هذه النتائج فيما يلي:
التأثير على الثقة:
إن من أكثر الأشياء التي يتعرض لها صاحب هذه الشخصية هو عدم ثقة الآخرين به، وعدم التصريح بأي شيء له علاقة بحياتهم الشخصية أمام هذا الشخص حتى لا يسبب لهم الضيق، وتعامل كافة الأشخاص مع الشخص الفضولي بحذر، وبالطبع أنه لن يكون مكان ثقة لأي شخص تمامًا؛ لهذا السبب فإن الفضول يعتبر من السمات السلبية والتي يجب أن يتم الابتعاد عنها بشكل كامل.
كشف المستور:
كذلك فإن كثرة البحث لمعرفة معلومات عن حياة الآخرين طريقة للوصول إلى معلومات لا يحب الآخرين الإفصاح عنها، والذي يمكن أن يكون أمر محرج أو يسبب لهم الضيق أو الحزن، وهذا يجعل الطرف الآخر حاقد على الشخص لأن الفضول كان سبب في معرفة معلومات تسبب له الحرج والضيق؛ لهذا السبب لا يجب أن يتم البحث كثيرًا فإن الأمور المخفية والتي ليس لها علاقة بنا لا يوجد أهمية لمعرفتها حيث أن هذا يسبب الإزعاج إلى الآخرين بصورة كبيرة.
إيذاء المجتمع:
إن الكشف لستر بعض الأشخاص يكون له تأثير على حياتهم بالكامل، ويمكن أن يصل الأمر إلى ابتعادهم عن كافة المحيطين بهم، وهذا الأمر يجعل الشخص منعدم الثقة بكافة المحيطين به، وهذا الأمر سوف يجعله لا يتمكن من الانخراط مع المجتمع فيما بعد، وبالطبع أن تكرار هذا الأمر يكون له تأثير واضح على المجتمع وعلى جميع الأشخاص.
العداوة بين الناس:
من أكثر الأمور التي يمكن أن تعمل على خلق عداوة مع كافة الأشخاص المحيطين، هي التدخل في خصوصية الآخرين ومحاولة معرفة أمور لا يجب أن يتعرف عليها الفرد، وذلك بسبب الفضول الذي يتحول إلى مرض نفسي إذا لم يتم التعامل معه بالأسلوب الصحيح، مع اختلاف صفة هؤلاء الأشخاص إلى أنها تكون سبب في ظهور عداوة بينهم، وذلك لأنه لا يوجد شخص في العالم يرغب أن يتدخل الآخرين في حياته الشخصية.