تعتبر اضطرابات الأكل Eating disorders من أكثر الصعوبات والتحديات التي يواجهها الخبراء، حيث إنّ أسبابها غير مفهومة، يوجد مجموعة نظريات تحاول فهم الأسباب بهدف محاولة الوصول للعلاجات الناجحة، هذه الاضطرابات ليست مزعجة فقط للمريض، لكنها أيضا خطرة، إذ ترتبط بارتفاع معدلات الوفيات، خصوصاً فقدان الشهية العصبي anorexia nervosa، الذي يترأس قائمة الوفيات التي ترتبط باضطرابات الأكل.
هل تسبب الصدمات النفسية اضطرابات الأكل
أكَّدت العديد من الدراسات أنّ أغلب الناس الذي يعانون من فقدان الشهية العصبي والشره العصبي عند تناول الطعام يمتلكون تاريخ مع الصدمة النفسية، ينطبق هذا الأمر على المرأة والرّجل، من الممكن أن تحدث الصدمة بين الأشخاص في علاقات الوالد والطفل أو الشريك الحميم، على شكل عنف منزلي أو اعتداء عاطفي أو اعتداء جنسي أو إهمال، الذي في الغالب ما يؤدّي لآثار طويلة الأمد.
غالباً ما يكون الرابط الرئيسي بين الصدمة النفسية واضطرابات الأكل في تحدّيات تنظيم المشاعر، حيث من الممكن أن يكون الشره في الطعام والتقيؤ من الطرق التي تدير المشاعر وتعطي الفرد شعور بالسيطرة، مع ذلك يلزم الجاجة إلى البحث المتزايد في الآليات التي تسبب الرابطة بين الصدمة واضطرابات الأكل.
إنّ التداخل بين اضطرابات الأكل والصدمة النفسية مهم جداً، فإذا كان الشخص يعاني من صدمة مصاحب لاضطراب في الأكل، فسيستفيد من نهج متكامل ومدروس، إذا كان يعاني من اضطراب في الأكل، فإنّ أفضل فرصة للشفاء تكمن في علاج الصدمة الكامنة في وقت واحد مع اضطراب الأكل، يجب أن يكون مقدم الخدمة الذي يتعامل مع اضطرابات الأكل في حالة تأهب لوجود علامات على اضطرابات كرب ما بعد الصدمة.
علاج اضطرابات الصدمة وتناول الطعام
إذا كان لدى الشخص اضطراب في الأكلفمن الضروري أن يطلب العلاج الفوري، يمكن أن يكون لحالته تأثير خطير على صحته البدنية وقد يعرّض حياته للخطر، فإذا كان لديه تاريخ من الصدمة أو إذا كان يشعر بأنّه يواجه صعوبة في إدارة مشاعره، فقد يفكر في إيجاد معالج من ذوي الخبرة في علاج الصدمة وكذلك اضطرابات الأكل، فقد يكون علاج الصدمة الكامنة جزء مهم من الشعور بالرّاحة على المدى الطويل.