حتّى وإن كنّا نظن أننا لا نستخدم إشارات لغة الجسد، فنحن بالفعل نقوم على استخدامها بشكل لا إرادي، فنحن وبشكل يومي نحرّك أيدينا ورؤوسنا وأرجلنا وجذعنا، ونعبّر عمّا نشعر به بحركات وجوهنا كلغة معبّرة عن شيء نودّ قوله دون التفكير في الرسائل التي ترسلها هذه الحركات، ولكن هل نستخدم بالفعل لغة الجسد هذه بطريقة محترفة أم أننا نستخدمها بالفطرة؟ فكلّ حركة نقوم بها تقريباً يمكن أن يفسرها شخص آخر على أنها رسالة ما، ونحن لا ندرك عادةً لغة الجسد التي تعبّر عنها أجسادنا إن كانت تتوافق مع كلامنا أم لا.
من هم الأشخاص الذين يجيدون استخدام لغة الجسد؟
يرسل معظم الناس إشارات جسدية لأنهم لا يعرفون الكثير عن دراسة الإيماءات الجسدية، فهم يمارسون حياتهم وأعمالهم باسترخاء، ولكي يكون من السهل ملاحظة وتحليل مثل هؤلاء الأشخاص؛ لأنه ليست لديهم أيّة فكرة عمّا تقوله لغة الجسد.
من خلال الإيماءات التي يرسلونها إلى الخارج، فالعديد منّا يقوم بلغة جسد بشكل ما للتعبير أو لتدعيم رأيه حول قضيّة ما، ولكن هناك من هم مختصون في قراءة لغة جسد الآخرين وخصوصاً من تكون أعمالهم بحاجة إلى هذا الشيء كالمحللين السياسيين والمحققين وغيرهم من علماء علم النفس وعلم الإنسان.
يقوم بعض الأشخاص بدراسة لغة الجسد وإتقانها بشكل مقصود متخصّص، من أجل التقدّم للأمام في حياتهم كموظفي المبيعات ومدراء الشركات الكبرى والسياسيين، فعندما نتعامل مع هؤلاء الأشخاص علينا أن ننتبه إلى لغة جسدنا وما نقوم بالتعبير عنه بشكل حقيقي من عدمه لأنّ لديهم القدر على كشف أمرنا، وعلينا أن ننتبه من كلماتهم ودرجة الإقناع التي يتمتعون بها، فهم ماهرون جداً في جعل حركات أجسادهم تطابق ما يقومون بقوله، فيرسلون رسالة تبدو حقيقية ولكنها في الكثير من الحالات عكس ذلك.
لغة الجسد حقيقة لا يمكن إخفاءها:
عندما نبدأ في تعلّم لغة الجسد وطرق التعبير الجسدي عن الأفكار التي ظننا أنها مخبأة بأمان في عقولنا، سيكون من الطبيعي أن نقول لأنفسنا “لن أقوم بفعل أي شيء، ولن أقوم بالتواصل البصري مع الناس، فأنا لا أريد ان يتمكّن أي شخص من قراءة سلوكي”، ولكننا ندرك ونحن نراقب لغة أجسادنا أنّ هذا الأمر غير ممكن وأنّ لغة الجسد أمر فطري يوجد في كلّ واحد منا إلّا أنّ بعضنا يجيد استخدام هذه اللغة أكثر من غيره، والبعض الآخر متخصّص في لغة الجسد بل هي جزء رئيسي من نجاحه.