هل تعبر لغة الجسد عن لغة خفية؟

اقرأ في هذا المقال


حتّى وإن لم نكن نصدّق أنّ الإيماءات والحركات تحتوي على لغة خفيّة، فالكثيرون يصدّقون ذلك، فبعض هؤلاء الأشخاص سيبحثون عمداً عن أنماط معيّنة في السلوك من خلال لغة الجسد، وآخرون لديهم البديهة الكافية ليعرفوا أنّ هناك خطباً ما، مثل أن نقول شيئاً بفمنا ولكن يعبّر جسدنا عن شيء مختلف تماماً، وسواء كان ذلك الأمر منصفاً أم لا، يميل الناس لأن ينظروا لبعضهم على أنهم كتب مفتوحة، وعندما يبدو الكتاب مكتوباً بلغة لا نفهمها، تقوم لغة الجسد عادةً بدور المترجم كلغة خفيّة مساعدة.

لغة الجسد تعبر عن لغة خفية من خلال الإشارات المباشرة:


قد نتفهّم أن يهتم شخص ما بالحركات والإيماءات عندما يكون ذلك الشخص أخصائياً في علم النفس أو أخصائياً في علم الإنسان، أي لديه سبب مشروع لدراسة السلوك البشري، ولكن لماذا يقوم المتحابون مثلاً بتحليل جميع المعطيات التي تبدو عشوائية فيما يتعلّق بلغة الجسد كحركات الأعين مثلاً؟ وكيف يمكن التأكد من درجة الكذب التي تم بناء الشكّ عليها من خلال لغة الجسد؟ تكمن الإجابة هنا من خلال الإشارات المباشرة المستخدمة للتعبير عن لغة الجسد بشكل إرادي أو لا إرادي.

كيف نكتسب لغة الجسد كلغة خفية وبشكل مفهوم؟

إنّ تفسير أيّة إيماءة تعبّر عن لغة الجسد بطريقة ما تتوقّف على الشخص الذي يقوم بها والطريقة التي اكتسب به هذه اللغة، والموقف الذي يستخدم لغة الجسد فيه بشكل مفهوم، فحركة وضع اليدين على الخصر مثلاً في المقهى تجعلنا نشبه أولئك الأشخاص دائمي التردّد على المكان، أمّا إن استخدمنا هذه الحركة الجسدية في مكان عملنا، فهذا يجعلنا غير محترفين وتشير لغة جسد تعبّر عن عدم الرضا، وكلّ هذه الحركات قد اكتسبناها بالتعلّم والتقليد لمن هم غيرنا حتّى أصبحت عادة ولغة جسد خاصة بنا لا حياد عنها.

بعض الناس يتعلّم لغة الجسد من بعضهم البعض، فعلى سبيل المثال، قد نتعلّم من مدرّبنا في العمل كيفية التعامل بطريقة احترافية مع الزملاء والمراجعين، وكذلك يقلّد ويكتسب الناس إشارات لغة الجسد التي يرونها في وسائل الإعلام، فعندما يظهر أحد المشاهير سلوكاً معيّناً مثل المصافحة بقبضة اليد المضمومة أو العبوس المبالغ فيه، تقوم الجماهير على تقليده، وقبل أن نعي ذلك، سنجد أمامنا مجموعة كاملة جديدة من إشارات لغة الجسد التي علينا أن نتعامل معها على أساس شخصي، وقد يخطئ الناس في استخدام هذه الإشارات، ممّا يسهم في تشويش الأمور بشكل أكبر، فلغة الجسد لغة خفيّة قد لا نشعر باستخدامها أو أهميتها في كثير من الأحيان ولكنّها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها.


شارك المقالة: