هل لغة الجسد أكثر صدقا من الكلام الملفوظ؟

اقرأ في هذا المقال


نحن بطبيعة الحال عندمّا نريد أن نعبّر عن جملة من الأفكار التي تتبناها عقولنا، فإننا نقوم بالتحدّث إلى الطرف الآخر بلغة منطوقة واضحة ومعبّرة، ولكنّ هذه اللغة المنطوقة تحتمل وجهين لا ثالث لهما إما الصدق أو الكذب، ولغة الجسد هي اللغة التي تعطينا دليلاً على صدق ما يلفّظ به الآخرون أو كذبه، إذ يمكننا أن نعبّر عن شيء راسخ حقيقي في أذهاننا بلغة منطوقة ونعزّزه بلغة جسد معبّرة مقنعة، ولكن في حالة كذب الكلام المنطوق سنحاول تصنّع لغة جسد مزيّفة تقوم على كشف أمرنا في نهاية المطاف، فلغة الجسد أكثر صدقاً من الكلام الملفوظ.

هل تكون الأفعال أكثر صدقا من الكلام الملفوظ؟

هناك العديد من الأمثلة الجديرة بالذكر والتي تثبت لنا أنّ لغة الجسد يمكن أن تكون في بعض الأحيان أكثر صدقاً من اللغة الملفوظة، وهذا ما يمكن ملاحظته لدى قيام أحد الأشخاص بالتعبير عن أمر ما غير حقيقي أو لحدث غير واقعي بحيث يقول شيئاً وتقوم لغة جسده الفطرية بالتعبير عن هذا الشيء بمنحى آخر، ممّا يدلّ على خداعه وعدم قدرته على الإقناع، فلغة الجسد ترتبط بالفعل والواقع كونها تشرح حقيقة الأمر من خلال ما يتم ملاحظته، أمّا اللغة المنطوقة فهي تعبّر وتنطق ما يتمّ التفكير به بشكل مباشر بغضّ عن النظر عن مقدار مصداقيته.

هل تعتبر لغة الجسد آداة صامتة تعمل بنجاح أكثر من الكلام الملفوظ؟

كلما ساعدتنا ملاحظتنا للسلوك غير الملفوظ لشخص ما في فهم مشاعر أو مقاصد أو تصرفات هذا الشخص أو فهم معنى كلماته الملفوظة، ففي هذه الحالة تكون قد ترجمت واستخدمت تلك الأداة الصامتة بنجاح، فعندما نرغب في أن نقنع شخصاً ما بصحّة ما نودّ قوله، فإننا نقوم بإعداد أنفسنا ذهنياً وجسدياً بما يتناسب وطبيعة الشخص الذي نودّ مقابلته، فلدى ذهابنا لمقابلة من أجل وظيفة ما، فإننا نسأل عن اسم وطبيعة الشخص الذي يودّ مقابلتنا وما هي الأمور التي لا يرغب بسماعها، وما هي اللغة المطلوبة لكي نكون مقنعين أكثر للحصول على الوظيفة، لنجد في نهاية المطاف أنّ الشخص الذي يقابلنا يحاول ملاحظة لغة أجسادنا ومدى تناسقها مع طبيعة الكلام الذي نتحدّث فيه، لقناعته الخاصة أنّ لغة الجسد أكثر صدقاً من اللغة المنطوقة .


شارك المقالة: