هل لغة الجسد ثابتة أم متطورة؟

اقرأ في هذا المقال


هل لغة الجسد ثابتة أم متطورة؟

هناك من يعتقد أنّ لغة الجسد لغة حديثة تم اكتشافها نتيجة الثورات العلمية التي حصلت بعد القرن العشرين، ولكنّ لغة الجسد لغة قديمة ترافقت مع كافة العصور القديمة، ولعلّ الرسومات التي تم مشاهدتها في الحضارة المصرية والإغريقية والرومانية خير دليل على أنّ لغة الجسد لغة قديمة، ولكن هل بقيت لغة الجسد ثابتة لم تتغيّر منذ ذلك التاريخ، أم أنها تطوّرت بتغيّر الثقافة والعلم؟

لغة الجسد لغة متطورة:

لعلّ لغة الجسد لغة تطوّرت عبر مراحل التاريخ، ولعلّ الزمن القديم اكتفى بالتعابير الشفهية والإشارات والحركات التي تطوّرت على شكل لغة منطوقة، وبقيت لغة الجسد مقصورة على بعض العلماء الذين تحدثوا عن أهميتها ولكن دون أن تنال التقدير الذي هي عليه اليوم، فالثقافات العالمية القديمة أبرزت مدى اهتمام لغة الجسد دون أن يتم تسميتها بلغة ودون وجود فهرس واضح لمعانيها ودلالاتها، ولكن مع مرور الوقت أصبحت الثقافات العالمية تبرز أهمية لغة الجسد، وبدا ذلك واضحاً في العصور الوسطى من خلال فن الرسم الذي ما زال حاضراً إلى وقتنا الحالي.

لغة الجسد لغة عالمية:

في منتصف القرن العشرين بدأ علم لغة الجسد أو اللغة الصامتة أو اللغة غير المنطوقة تأخذ منحنى آخر، بحيث أصبحت في إجماع علماء النفس جزءاً من علم الحركة وذات صلة مباشرة بعلم الفراسة، وفيما بعد أصبحت لغة الجسد علماً مستقلاً له العديد من الدراسات والبحوث والتجارب واكتسبت صفة العالمية، وأدرك العالم مدى أهمية لغة الجسد لتمرير الرسالة التي نرغب في إيصالها للآخرين.

لغة الجسد تطوّرت عبر مراحل التاريخ، وذلك لزيادة مدى أهميتها وما تمثّله من قيمة حقيقية في فهم الرسائل وتوضيح المفاهيم وإبراز المشاعر وكشف الغموض الذي يكتنف البعض، فأصبحت لغة الجسد في القرن الواحد والعشرين لغة تهتم في كافة التفاصيل والجزئيات، وأصبحت تمتزج كثيراً بعمل علماء النفس ومراقبي السلوك وكبار المحققين العالميين.

لغة الجسد لم تتغيّر منذ بدء البشرية وإلى تاريخ اليوم من حيث الأهمية، ولكن تغيّر المفهوم الذي كانت عليه من حيث الديمومة، فهي بقدر كبير من الأهمية وخاصة أنها تظهر في كافة مراحل العمر منذ مرحلة الولادة وحتّى الممات، فلغة الجسد لغة متطوّرة تواكب العصر الذي نعيش فيه، واستطاعت أن تثبت حاجتنا الكبيرة لها في ظلّ التطور التكنولوجي والرقمي الكبير.


شارك المقالة: