اقرأ في هذا المقال
هل لغة الجسد لغة جماعية أم فردية؟
قد نحتاج في كثير من الأحيان إلى قراءة لغة الجسد الخاصة بنا بشكل شخصي، وذلك من خلال النظر في المرآة أو ملاحظة السلوك المتغيّر أو طريقة تعامل الآخرين معنا، وعليه فإننا نقوم بتحديد اتجاهاتنا النفسية من خلال قراءة لغة أجسادنا الفردية ونقوم على تعديلها أو تغييرها، ولكنّ لغة الجسد لغة تبادلية جماعية بشكل عام، فهي تعبّر عن حالتنا النفسية والفكرية من خلال لغة جسدنا التي تفسح المجال للآخرين لقراءتها وفهما والعكس.
ما مدى حاجة الجماعة إلى لغة الجسد؟
يتصل الإنسان ويتواصل مع الآخرين من أفراد وجماعات ومؤسسات كي ينقل مشاعره ورغباته؛ لأنه لا يستطيع تلبيتها بشكل منفرد، فيقوم بالتواصل عبر وسائل الاتصال المنطوقة وغير المنطوقة المتمثّلة بلغة الجسد لتلبيتها، في الوقت نفسه يقوم كلّ واحد منّا بالتواصل مع الآخرين لنقل الاحتياجات والطلبات في عملية تبادلية تجمعها المشاعر والأحاسيس ومنطق الثقة والاحترام، وخير ما نستدلّ به على حقيقة هذه المشاعر من كذبها لغة الجسد.
ما أبرز سمات لغة الجسد الجماعية؟
إننا نتفاعل مع الآخرين بصورة تشاركية جماعية لضرورة استمرار الحياة، إذ لا يمكن لأحد منّا أن يحيا ويحافظ على استمراريته معتمداً على ذاته، إلا من خلال التواصل مع الآخرين عن طريق وسائل الاتصال اللفظي ولغة الجسد غير اللفظية، ومن أبرز سمات لغة الجسد الجماعية ما يلي:
- الاتصال اللفظي ولغة الجسد عاملان مهمان في دوام المجتمع واستمراره حيث يتم نقل الخبرات والتراث إلى الأجيال القادمة.
- الاتصال وسيلة مهمة ضرورية لدوام المجتمع ووجوده؛ لأنه يساعد الناس على العيش كجماعة ذات أهداف وعقائد وأماني وتطلعات مشتركة، فكلّ هذه القيم يمكن اكتسابها عن طريق الاتصال اللفظي وغير اللفظي المتمثّلة بلغة الجسد.
- الاتصال عبر لغة الجسد والكلام المنطوق، يساعد في نقل الخبرات بين أفراد المجتمعات، الأمر الذي يدفع نحو التطوير.
لذا لا غني للفرد أو المجتمعات الإنسانية سواء تلك المتطوّرة أو حتى النامية عن عملية الاتصال الفظي وغير اللفظي عن طريق لغة الجسد؛ لأنه من خلالها ينقل الفرد حضارته وخبراته ومعتقداته وثقافته ومعرفته ومشاعره بمختلف صورها واختلافها مع الآخرين، ووجد التحليل النفسي أن الاتصال والتفاعل مع الآخرين هاجس يشغل كلّ واحد منّا عبر مراحل حياته.