هل لغة الجسد لغة نسبية؟
تشكّل لغة الجسد ما يزيد عن خمسين بالمئة من عملية التواصل الكليّة، وهذه نسبة تفوق بكثير اللغة اللفظية المنطوقة، وتتفوّق أيضاً على نبرة الصوت من حيث النسبة والمشاركة، ولعلّ السبب في ذلك هو القيمة التي تشكّلها لغة الجسد لدى كلّ واحد منّا في عملية الوثوق بما يتم استقباله من الآخرين، فلغة الجسد تشكّل مصداقية أكبر من اللغة اللفظية المنطوقة.
لغة الجسد لغة كلية:
إذا اعتبرنا أنّ لغة الجسد لغة نسبية أو لغة مساندة فإننا نقلّل من شأنها كلغة وعلم مستقلّ بحدّ ذاته، فلغة الجسد في عصرنا الحديث أصبحت ذات أبواب وفروع مستخدمة في علم النفس وعالم الإتيكيت والأعمال والعلاقات الاجتماعية الشخصية منها والعامة، وأصبح علم لغة الجسد منهاجاً يتمّ تدريسه والتدريب عليه لكافة الشخصيات السياسية والإعلامية والدبلوماسية، كما وأنّ لغة الجسد طريقاً واضحاً للنجاح والتفوّق والوصول إلى أعلى درجات الثقة بالنفس.
لغة الجسد لغة ذات مضامين كلية وهي لغة قائمة بحدّ ذاتها، إذ يمكننا أن نستخدمها منفردة إذا اقتضت الحاجة إلى ذلك، وخاصة في تعاملنا مع ثقافات ولغات غير ثقافتنا ولغتنا، فلغة الجسد تشكّل عاملاً رئيسياً في عملية استقبال وإرسال المعلومات، وهي تعطينا المكانة والثقة التي لطالما حاولنا إثباتها من خلال الكلام المنطوق، إلّا أنّ لغة الجسد كان لها كلمة السبق في إثبات مدى قوّة شخصيتنا وقدرتنا على الإقناع.
هل يمكننا الاستغناء عن لغة الجسد؟
إذا اعتبرنا أنّ لغة الجسد لغة نسبية فمعنى هذا أنّه يمكننا الاستغناء عنها والاستعانة بأدوات أخرى تقوم مقام لغة الجسد وهذا أمر أشبه بالمستحيل، فلغة الجسد لغة قائمة بحدّ ذاتها لا يشترط بها أن تترافق مع الكلام المنطوق، فقد نقوم على تحليل شخصية ما من خلال قراءة نظرات العين أو تعابير الوجه أو إيماءات الشفتين أو حركات القدمين واليدين، فلغة الجسد تحمل في قاموس معانيها الكثير من الدلالات التي تختلف تفسيراتها باختلاف الظروف والعوامل النفسية والظروف الخارجية.
يمكننا أن نقرأ لغة جسد الآخرين دون أن ينطقوا ولو بكلمة واحدة، وهذا الأمر متاحاً لدى الجميع حيث أنّ لغة الجسد لغة لا تعرف حدود أو فئة دون غيرها فهي متاحة للجميع، ومن يحسن استخدامها وقراءتها سيكون له الأفضلية القدرة على النجاح بصورة أفضل وأكثر إيجابية.