قد يكون الفكر سهلاً، ولا يأخذ من الوقت لحظات، إلا أنَّ له برمجية مكتسبة من سبعة أمور مختلفة جعلوا منه قوةً ثابتةً ومرجعاً للعقل، يستخدمه الإنسان في الداخل والخارج.
مصادر الفكر
- الوالدان: إنّ أول برمجة اكتسب الإنسان في مجال حياته هي من الأب والأم. وقد قالت الملكة إليزابيث الثانية: “لقد تعلمت كما يتعلم القرد من مشاهدة الأب والأم تماماً، وتعلمنا من الوالدين الكلمات ومعناها وتحركات الجسم ومعنى الأحاسيس وتعبيرات الوجه وبعض القيم والسلوكيات والاعتقادات الدينية والمُثل العليا، ولأنها أول برمجية لنا في هذا العالم”.
- العائلة: إن هناك للوالدين عالماً آخر هو المحيط العائلي سواء كان من الأخوة والأخوات أو الجدة والجد أو من العم والخال ومن أولادهم. ومن هنا يتماسك العقل بالمعلومات التي يتلقاها من المحيط العائلي بما يتبرمج معهم، وبذلك أصبحت البرمجة أشد من ذي قبل.
- المجتمع: هو عبارة عن المحيط الاجتماعي مثل الموارد البشرية أو المادية، أو ما يتحدث عنه الناس في المحيط الاجتماعي الذي يسكنون فيه. وتزداد البرمجية قوة عندما يرتبط بالمعلومات التي يتلقاها من أي مصدر خارجي، والأساس البرمجة المخزنة الموجودة في العقل اللاواعي.
- المدرسة: أصبحت المدرسة عاملاً راسخاً بقوة في مجال العقل الباطن، وذلك بسبب أسلوب المدرسين والمسؤولين عنها من كلمات وآراء وأخلاق وسلوكيات وأفعال، وذلك بسبب أنَّ المدرسة: هي عبارة عن عامل قويّ ومؤثر في برمجيتنا التعليمة. ومن السهل عليها أن تأخذ بعض السلوكيات سواء كان سلبي أو إيجابي.
- الأصدقاء: الأصدقاء هم يُعتبرون أول إنجاز شخصي في مجال حياتنا؛ لأن الاختيار كان من ذات أنفسنا بدون أيّ تأثير من الوالدين، ومن الممكن أن نتعلم سلوكيات سلبية تعيق مجال حياتنا، مثل: التدخين أو الكحول أو المخدرات أو الهروب من المدرسة، أو ما شابه ذلك. وكذلك الشعور بالاستقلال والتقبل الاجتماعي. وبذلك الوقت أصبحت البرمجة لها معاني متنوعة وملفات مختلفة في مخازن الذاكرة.
- الإعلام: إنَّ معظم الشباب اليوم يشاهدون التلفاز لفترات طويلة، وقد تصل إلى خمسين ساعة في الأسبوع الواحد، فهم يتأثرون بأحداثه سواء كان ذلك سلبياً أو إيجابياً. فلو وجد معظم الشباب ممثله المفضل أو مغنيه المفضل يلجأ للتدخين، فمن المحتمل أن يتأثر به ويدخن. وقد قال الدكتور “واين داير” إن الطفل العادي قبل أن يصل إلى الثانية عشر من عمره شاهد ما يعادل 1200 جريمة قتل في البرامج والأفلام على شاشة التلفاز مما أدى إلى أن كل أثني عشر طفلاً تحت الثانية عشر يمتلك مسدساً.
- الذات: هو مكون معرفي بذات الفرد نفسه، والإدراك والإرادة للخير والشر، ورغبة الشخص للبقاء على قيد الحياة، ومنع النفس عن الرغبات، والسيطرة على النفس وعدم تعودها على السوء مما يولد الوحدة الجسدية والنفسية.