تشير دراسات العديد من خبراء التعليم لمدارس والدروف إلى أن هناك علاقة لرودولف شتاينر بعلم الأنثروبولوجيا حيث يرى شتاينر أن الأنثروبولوجيا هي امتداد للإدراك الذي يؤدي بالإنسان إلى التقدم والتطور.
هل هناك علاقة لرودولف شتاينر بالأنثروبولوجيا
يمكن الإجابة عن علاقة رودولف شتاينر بالأنثروبولوجيا من خلال ما يلي:
1- يفهم شتاينر الأنثروبولوجيا كشكل ممتد من الإدراك العلمي الذي يقود من الروحانية في الإنسان نفسه إلى البعد الروحي للكون كنوع من التصوف العقلاني، وتضيف إلى المعرفة العلمية العادية للعالم المادي معرفة عالم روحي آخر يكون في المقام الأول غير مرئي ويقع فوق الحواس.
2- تتمثل فرضية شتاينر الأساسية في الوجود وراء العالم المرئي لعالم غير مرئي مخفي في المقام الأول عن الحواس وعن التفكير المرتبط بتلك الحواس؛ فالإنسان قادر على اختراق هذا العالم الخفي من خلال تطوير القدرات الكامنة.
3- فرضية شتاينر الثانية هي أنه من خلال التدريب التأملي لعضو الإدراك، يمكن لكل فرد اكتساب القدرة على التقدم إلى مستوى عالمي أعلى، حيث يكتسب الإنسان معرفة بالعوالم العليا عندما يبلغ حالة عقلية ثالثة، بالإضافة إلى حالات النوم والاستيقاظ، وفي هذه الحالة الجديدة تزول كل انطباعات الحواس على الرغم من الاحتفاظ بالوعي الكامل.
4- وفي سياق تدريبه يضع التلميذ الروحي جانبًا الشكل المفاهيمي المشلول للتفكير اليومي ويتجاوز المرحلة التخيلية والإلهامية إلى المرحلة الحدسية للرؤية الدقيقة والواضحة، وبعد أن أصبحت الروح إناءً فارغًا، تختبر اندماجًا مع الكون كله، وحالة من الوحدة مع العالم، ولكن دون أن تفقد جوهرها، فجهاز الإدراك قادر الآن على اختبار المنطق الحي للعالم الروحي ونظامه الكوني.
5- القوانين الأساسية لهذا العالم الروحي الغامض هي عمليات التناسخ والعلاقة بين العالم الكبير والعالم المصغر، حيث يستخدم رودولف شتاينر هذه القوانين للتوصل إلى شرح كامل لتطور الكون وتاريخ حياة كل فرد، ومن وجهة نظر شتاينر وأتباعه، نشأ الكون والإنسان من أساس روحي بدائي واحد.