إنّ كلّ من يعتقد أنّه يعاني من مشكلة نفسية أو عقلية أو بأي صورة كانت هو شخص سوي عقلياً ويمكنه التفكير، ولكن المشكلة هي في كيفية تصنيف الأسوياء نفسياً وسلوكياً فهذا أمر مختلف تماماً، ويمكن للمرشد النفسي أن يقوم بتصنيف مدى قابلية الأشخاص الذين يخضعوا للعملية الإرشادية وفقاً لتعاليم علم الإرشاد النفسي إن كانوا أصحاء أم غير أصحاء، فإن كانوا كذلك فيمكن لهم المتابعة وفقاً لبرامج الإرشاد النفسي وإلا فإنهم يضطرون للخضوع للعلاج النفسي.
كيف يطبق الإرشاد النفسي على الأسوياء
يمارس الإرشاد النفسي بصورة عامة مع الأشخاص الأسوياء فكرياً أو كانوا في الماضي كذلك، ولكن نتيجة بعض الظروف النفسية والثقافية والبيئية أو الاجتماعية أو غير ذلك أصبحوا يعانوا من مشاكل نفسية أثّرت على سلوكهم وطريقة تفكيرهم، حيث أنّ خضوعهم للعملية الإرشادية هو محاولة لاستعادة ذكريات الماضي والعودة إلى العقلية السوية والسلوك الصحيح الذي يضمن اندماجهم مع المجتمع المحيط بصورة لائقة صحيحة.
يتم ممارسة الإرشاد النفسي مع الأسوياء من خلال وضع مجموعة من الخطط الإرشادية الواضحة التي يتمّ الاتفاق عليها بصورة مسبقة فيما بين طرفي العملية الإرشادية، وخلال هذه المرحلة تكون التفاهمات الإرشادية ذات قيمة مبنية على التفكير الصحيح، وعادة ما تكون العملية الإرشادية من خلال التعامل مع الأسوياء أكثر سهولة وأسرع من تلك التي تتم من خلال التعامل مع غير الأسوياء،
كيف يطبق الإرشاد النفسي على غير الأسوياء
من الصعب على المرشد النفسي أن يتعامل مع غير الأسوياء نفسياً كون هذا الأمر من واجبات الإرشاد النفسي، أمّا في تعامل الإرشاد النفسي مع غير الأسوياء عقلياً ممن يعانون من مشاكل عقلية تؤثر على طريقة تفكيرهم فهذا أمر في غاية الصعوبة ويدخل في اختصاصات المعالج النفسي والطبيب النفسي، وبالتالي فإنّ الحالة النفسية والعقلية التي يكون عليها المسترشد ذات محدّدات كبيرة لا يمكن التغاضي عنها لسير العملية الإرشادية بصورة صحيحة.
من الطبيعي أن يملك المرشد النفسي القدرة على تمييز المختلين عقلياً من الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو اختلالات سلوكية أثّرت في شخصيتهم، حيث أنّ المرشد النفسي هو أول من يقوم على تحديد حالة المسترشد وتقييم مدى حاجتها إلى الإرشاد النفسي أو العلاج النفسي أو الطب النفسي.