هل يفهم الآخرون لغة جسدنا؟
لغة الجسد هي اللغة الأكثر انتشاراً واستخداماً من بين جميع لغات العالم، فهي لا تعترف بإقليم ولا بحدود ولا بلغة ولا بجنس، وما يضفي على هذه اللغة الجمالية الكبرى هو حسن استخدامها وطريقة إجادتها، ومدى فهم الناس للغة أجساد بعضهم البعض، ولكن إذا ما كنا قادرين على تقييم لغة جسد الآخرين، هل يفهم الآخرون لغة جسدنا، أم لا؟
كيف نقيم لغة جسدنا؟
إنّ خير من يجيب على السؤال المتعلّق بمدى فهم الآخرين للغة جسدنا هو نحن، فالعلاقة الإيجابية التي نحصل عليها من خلال تعاملنا مع الآخرين، ومدى فهم الآخرين للكلام المنطوق الذي نتحدّث به، ومدى ثقة الآخرين بكلامنا، ومدى نجاحنا في العمل، واكتسابنا لاحترام الآخرين هو من يثبت مدى نجاحنا في استخدام لغة الجسد، ومدى فهم الآخرين لنا.
عندما نفشل في إيصال المعلومة، أو في الحصول على علاقات مستديمة مع الآخرين، وعندما نفقد ثقة الآخرين، أو في الوصول إلى النجاحات التي لطالما رغبنا في تحقيقها، نعرف وقتها أنّنا أمام مهمّة صعبة في مراجعة لغة الجسد الخاصة بنا؛ كوننا لا نجيد استخدامها وتحتاج إلى الكثير من التعديل والتغيير والتجديد.
هل لغة الجسد لغة متطورة؟
لغة الجسد لغة متطوّرة في كلّ يوم من حياتنا، وهي تأخذ طابع الشمولية والعالمية لكونها أصبحت من ضروريات الحياة وسبل التعايش مع كافة الثقافات التي تمرّ بنا، ولعلّ طريقة تعامل الآخرين معنا تعكس بشكل مباشر طريقة تعاملنا واستخدامنا للغة الجسد في التعامل، فنحن عندما نجيد التواصل البصري والابتسام وحسن الاستماع والإنصات.
وعندما يكون مظهرنا الخارجي لائقاً وكلامنا المنطوق يلقى حسن القبول، فنحن هنا نكون قد نجحنا في استخدام لغة الجسد بأفضل شكل ممكن، ولكن إن حدث عكس ذلك وكنّا مرفوضين بشكل غير مبرّر من قبل أكثر من شخص، فعلينا وقتها أن نقوم على مراجعة أنفسنا ولغة الجسد التي نستخدمها.
إذا كان الآخرون يفهمون لغة جسدنا سنشعر بذلك من خلال لغة جسدهم، فلغة الجسد متعلّقة بالمشاعر والأحاسيس التي لا تخفى على أحد، لا سيّما وأنّ لغة الجسد المشتركة فيما بيننا وبين الآخرين تكاد تكون بمجملها غريزية لا يمكن العبث بأساسياتها، فلغة جسدنا مقروءة ومكشوفة لدينا نستطيع أن نقيّمها بأي وقت من خلال ردّة فعل الآخرين وطريقة تعاملهم.