العديد يشعرون بالتشاؤم لدى أول فشل يصادفهم، ممَّا يجعلهم عاجزين عن التقدّم أو المحاولة مرّة أخرى، على الرغم من الفرص المتاحة، معتقدين أنَّ حظّهم في الحياة قد انتهى، وأنَّ قدرهم هو الفشل، علماً أنَّ لا علاقة للحظ أو للقدر بهذا الأمر، فالقدرة على التفكير بطريقة بنّاءة إيجابية، وإمكانية استغلال الفرص من أهمّ محدّدات النجاح والفشل.
ما هي الأسئلة التي تزيد من فرص نجاحنا؟
علينا أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة التي تساعدنا على تحويل فشلنا إلى نجاح حقيقي، ويمكن لهذه الأسئلة السحرية أن تحسّن حال حياتنا، لما لها من قوّة غير معقولة في هذا المجال، من خلال الانتفاع بها بعد كل تجربة.
السؤال الأول هو، ما الصواب الذي قمنا به؟ فبغض النظر عمّا قمنا به، أو ما هي نتجيته، سواء كانت نجاحاً أو إخفاقاً، ينبغي علينا أن نقوم باستجابة عقلية فورية للحدث، وأن نقوم على تقدير كلّ شيء صائب قمنا به في هذا الموقف، حتى إذا آلت الأمور مآلاً سيئاً، بل وحتى أخفقت إخفاقاً تاماً، فدائماً ثمّة أمور قمنا بها كانت صائبة.
فإذا استطعنا أن نعزل الجوانب الإيجابية والسلبية لأدائنا وقمنا بتدوينها، فسوف نقوم ببرمجة مُسبقة لعقولنا، حتى لا نقوم بتكرار الأمور السلبية التي قمنا بها، ونعمد على الأمور والقرارات الإيجابية المتّخذة فقط، في أي موقف مشابه.
السؤال السحري الثاني الذي يمكننا استخدامه من أجل تحويل فشلنا إلى نجاح هو، ما الذي سأقوم به بشكل مختلف؟ وهذا السؤال يرغمنا على التفكير بشكل إيجابي بشأن ما حدث، وكيف يمكن لنا أن نحسّن من أدائنا أو سلوكنا في هذا الموقف، وما الذي سنقوم به بدرجة أكبر، أو سنقوم به بدرجة أقل.
النجاح يتطلب التأكد من صحّة الإجابات:
علينا أن نتأكد من دقّة إجابتنا، حتّى نضمن التقاطها قبل أن ننساها، وفي كلّ مرّة نجرب فيها القيام بشيء جديد أو مختلف، علينا أن نجلس ونجلب معنا ورقة وقلم على الفور، وأن نقوم بالإجابة على هذين السؤالين، ما الصواب الذي قمت به، وما الذي سأقوم به بشكل مختلف، فكلا السؤالين إيجابيين، وكلّ منهما يستدعي إجابات إيجابية.
من شان إجابتنا أن تهيئنا على مستوى عقلنا الواعي وعقلنا الباطن، لنحسّن أدائنا في المرّة التالية أكثر وأكثر، وكل الأجوبة المتاحة، سيتم الاحتفاظ بها بشكل مرّكز مبنيّاً على التحسّن نحو النجاح.